تفاصيل اشتباك المتظاهرين والشرطة في ميدان التحرير 25 مارس

احتشد اليوم مئات المتظاهرين فى ساحة ميدان التحرير للمطالبة بمحاكمة مبارك وإعادة الحقوق لأهالى شهداء ثورة يناير .. كان اللقاء اليوم صاخبا للغاية حيث حدث أول اشتباك مع الشرطة منذ جمعة الغضب فقد قام عدد من المتظاهرين اليوم بالميدان بالاعتداء على سيارة شرطة كانت تقف لتأدية مهامها متأثرين بكلمات أمهات الشهداء على منصة التحرير..

شباب الاهرام
المشهد الأول : دموع أمهات الشهداء
كانت كلمات أمهات الشهداء مؤثرة وإنسانية للغاية أثارت فى المتظاهرين روح حماس ميدان التحرير يوم جمعة الغضب حيث تحدثت أم الشهيد مصطفى شاكر وهى تبكى قائلة : ده يرضى ربنا ابنى كان يساعدنى وكان كويس ومحترم ومؤدب وأخلاقه حلوة ويوم جمعة الغضب قتله ضابط شرطة أمام قسم أول شبرا الخيمة .. أنا عايزة ابنى اللى كان بيساعدنى ويصرف على دا كان الحيطة اللى باتسند عليها يا ناس يرضيكوا كدة
ثم تحدثت أم الشهيد عبد الله أحمد عبد الله وقالت ابنى مات برصاصتين فى قلبه ورصاصة فى رقبته وهو كان عائل الأسرة وكبير أخواته .. إحنا مش لاقيين ناكل وإلى الآن لم نحصل على التعويضات وإحنا مش عايزين فلوس بس عايزة قلبى يبرد لو حاكموا مبارك وعدموا العادلى.
كما تحدث والد الشهيد أحمد أبو بكر وقال أنا بطل من أبطال أكتوبر وحصت على نياشين من الدولة وقعدت على الجبهة 8 سنين ..وبعد ده كله ابنى قدم روحه علشان بلده وترك وراه ثلاث أطفال حالتهم سيئة مين يقف جنبنا ومن يلتفت إلينا وظروفنا كل يوم فى النازل ولم أحصل على أى شى من الحكومة حتى الآن يعنى نظرة رحمة .. عند هذه اللحظة اشتعل ميدان التحرير!!

 

المشهد الثانى : الهجوم على سيارة الشرطة
وبينما يتوالى تقديم أسر الشهداء على منصة الميدان إذ خرج المعتصمون من الدائرة المخصصة للتظاهر وقطعوا الطريق متجهين نحو سيارة الشرطة الوحيدة التى كانت متواجدة خلف الميدان .. المتظاهرون ألقوا الطوب والحجارة على السيارة ومزقوا الغطاء الخلفى لها وفى هذه اللحظة اختفى أفراد الشرطة من السيارة ومن الميدان واتجهوا للحماية فى مقر جامعة الدول العربية فى حين قام المعتصمون باحتلال السيارة ودفعها إلى خارج الميدان تماماً

 

وهنا تعدت الروايات حول أسباب الاعتداء على السيارة
– الرواية الأولى تقول أن أفراد الشرطة المتواجدين بالميدان حاولوا إلقاء القبض على أحد المتظاهرين مما دفع جميع المعتصمين للتصدى لهم وطردهم من الميدان .
– الرواية الثانية تقول أن عناصر مهيجة سعت لإيقاع الفتنة بين الشرطة والشعب من ميدان التحرير وأن هذه العناصر كانت عبارة عن مجموعة من الشباب الذين استغلوا تعاطف الميدان مع أسر الشهداء فقاموا بإثارة الحاضرين على سيارة الشرطة وقاولوا بعلو صوتهم مشيرين للشرطة : خونة
– الرواية الثالثة تؤكد أن أحد عناصر الشرطة سخر من دموع أم أحد الشهداء وهى تتحدث على المنصة فاشتبك معه بعض الشباب فحدث ما حدث.
أيا كانت الحقيقة فقد هربت عناصر الشرطة من الميدان كما رأينا فى حماية بعض الشباب كما اختفى عساكر المرور أيضا خوفا من الاعتداء

 

المشهد الثالث: ظهور الشرطة واستلام السيارة
بعد أن لجأ أفراد الشرطة إلى مقر جامعة الدول العربية قام عدد من الشباب بدفع السيارة وتسليمها إليهم من جديد .. ضابط الشرطة كان فى ذهول مما حدث كما اندهش أكثر من نصيحة أحد المارة من كبار السن حيث قال له: خدوا عربيتكم وامشوا من هنا يا ابنى ومعلهش على اللى حصل لكم !! ومن ناحية أخرى فقد قام بعض المتظاهرين بتفتيش السيارة فوجودوا بها تليفون موبايل وعلبة سجائر وبعض الأوراق وقد قاموا بتسليمها جميعا.

 

المشهد الرابع : للخلف در
بعد أن استلم أفراد الشرطة سيارتهم حاولوا تصليح ما أصابها من أعطال أما ضابط الشرطة فقد قام بتحية المارة الذين دافعوا عنهم وركب أفراد الشرطة السيارة واتجهوا جميعا إلى طريق الكورنيش .. الطريف فى الأمر أن التميمة المعلقة فى مقدمة كابينة هذه السيارة تحمل عبارة تقول “الورد اللى فتح فى جناين مصر” وسط صور وأسماء عدد من شهداء الثورة!!
ورغم أن عدد المتظاهرين لم يكن يتجاوز 2000 إلا أن جمعة اليوم كانت شديدة الحماس فقد دعا الخطيب فى صلاة الجمعة وسط جموع المصلين بالميدان إلى ضرورة التمسك بأهداف الثورة التى لم تنته على حد قوله وذكر أن هناك عدد من التوصيات التى سيتم رفعها إلى الدكتور عصام شرف وقد اشتملت هذه التوصيات على الآتى :
– سرعة محاكمة مبارك وجميع رموز الفساد وأعوانهم وذويهم .
– منع المقبوض عليهم من الفاسدين أمثال حبيب العادلى وزهير جرانة والمغربى من الاتصال بمن هم فى الخارج وتحريضهم على إشعال الفتنة فى مصر.
– اقتلاع جذور الطاغية بحل الحزب الوطنى ومصادرة مقراته وعدم السماح لأعضائه بممارسة الحياة السياسية.

 

– سرعة إقالة كل رموز الفساد فى الإعلام المصرى.
– مصادرة جميع الأراضى المسلوبة وإعادتها للدولة.
– تجميع كل شكاوى المظلومين والمحطمين بفعل عهد مبارك وإنصافهم.
كما وجه المتظاهرون الدعوة مجدداً للدكتور عصام شرف للمثول أمامهم فى الميدان الذى استمد شرعيته منه وإذا لم يستجب لهذه المطالب فإنه أولى به أن يستقيل!
أما خطبة الجمعة فى مسجد عمر مكرم نفسه فقد ذكر الخطيب مظهر شاهين إمام الجامع أن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأنه لم يكن يجوز أن يتم تديين التصويت على الاستفتاء على الدستور وأن ما ذكره الشيخ يعقوب فى غزوة الصناديق يعد نوعا من “الخبل” السياسى فالقول بلا ليس انتصارا للدين والقول بنعم ليس أيضا انتصار للدين، فالدين شىء والاستفتاء شىء آخر وأنه ليس هناك معنى لما ذكره بأنه “راجل عايز آخرة” فهذا “خبل وعك” فليس ثمة تعارض منطلقا بين الدفاع عن مصلحة الوطن والاهتمام به وبين طلب الآخرة ثم تحدث الشيخ مظهر عن ولاية أمور المسلمين وقال إنه من الضرورى إسناد الأمر إلى من هم أهل له وليس الموضوع متعلق بدين أو تقوى فقط وإنما يحتاج لأمانة وعلم وأن أبا ذر رضي الله عنه طلب من النبى صلى الله عليه وسلم “ولاية” ما فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام “يا أبا ذر إنك رجل ضعيف ” فرغم أن أبا ذر رجل مؤمن وورع وتقى إلا أن النبى كان يقصد أن الولاية تحتاج رجل صحيح البدن قوى وعلى علم ودراية ثم أمانة وحكمة وأشار أن المحسوبيات هى التى أوقعت البلد فى الخراب. ودعا فى الختام إلى أن ينصر الله مصر على من نهبها وسرقها

 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More