فمن الروايات المشهورة أن والي مصر "محمد علي الكبير" كان قد اشترى عددًا كبيرًا من المدافع الحربية الحديثة في إطار خطته لبناء جيش مصري قوي، وفي يوم من الأيام الرمضانية كانت تجري الاستعدادات لإطلاق أحد هذه المدافع كنوع من التجربة، فانطلق صوت المدفع مدويًّا في نفس لحظة غروب الشمس وأذان المغرب من فوق القلعة الكائنة حاليًا في نفس مكانها في حي مصر القديمة جنوب القاهرة، فتصور الصائمون أن هذا تقليد جديد، واعتادوا عليه، وسألوا الحاكم أن يستمر هذا التقليد خلال شهر رمضان في وقت الإفطار والسحور، فوافق، وتحول إطلاق المدفع بالذخيرة الحية مرتين يوميًّا إلى ظاهرة رمضانية مرتبطة بالمصريين كل عام، ولم تتوقف إلا خلال فترات الحروب العالمية.
ورواية أخرى عن المدفع، والتي ارتبط بها اسمه: "الحاجة فاطمة" ترجع إلى عام "859" هجرية. ففي هذا العام كان يتولى الحكم في مصر والٍ عثماني يدعى "خوشقدم"، وكان جنوده يقومون باختبار مدفع جديد جاء هدية للسلطان من صديق ألماني، وكان الاختبار يتم أيضًا في وقت غروب الشمس، فظن المصريون أن السلطان استحدث هذا التقليد الجديد لإبلاغ المصريين بموعد الإفطار. ولكن لما توقف المدفع عن الإطلاق بعد ذلك ذهب العلماء والأعيان لمقابلة السلطان لطلب استمرار عمل المدفع في رمضان، فلم يجدوه، والتقوا زوجة السلطان التي كانت تدعى "الحاجة فاطمة" التي نقلت طلبهم للسلطان، فوافق عليه، فأطلق بعض الأهالي اسم "الحاجة فاطمة" على المدفع، واستمر هذا حتى الآن إذ يلقب الجنود القائمون على تجهيز المدفع وإطلاقه الموجود حاليًا بنفس الاسم.
الصين : طقوس النية
إن المسلمين الصينيين مُتمسِّكون بالصوم في شهر رمضان، وفي مناطق المسلمين تُوجَد المقاصف والمطابخ الإسلامية وتُقدَّم إلى المسلمين الكعك والحلويات التقليدية واللحوم الطازجة. وعند دخول وقت الفطور يأكل المسلمون الصينيون أولاً قليلاً من التمر والحلوى ويشربون الشاي بالسكر.
السويد : يتذكرون المقابر
بمجرد إعلان الرؤية يتجه المسلمون في أنحاء البلاد إلى أقرب المساجد إليهم، وهي بالمعنى الدقيق مصليات يستأجرها المسلمون لأداء الصلوات والشعائر المختلفة، وتفتح أبوابها في رمضان طيلة اليوم
اليابان : أكثر الشهور نشاطاً لدى المسلمين
الاهتمام برمضان يبدأ في اليابان قبل حلوله بفترة طويلة* حيث يتم تشكيل لجنة دائمة في المركز الإسلامي اسمها لجنة رمضان والعيدين وتبدأ نشاطها بتولي عملية استطلاع هلال رمضان، وتوزع قوائم بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، كما يأخذ المركز وكل التجمعات الإسلامية الأخرى الاستعدادات اللازمة لاستقبال هذا الشهر الذي يعد أكثر شهور العام بركة ونشاطاً في العمل الإسلامي.
الهند : أكلة الغنجي والهرير من الأكلات الخاصة برمضان هناك غنجي ، وهو مثل الشوربة ويصنَع من دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات ويُطبَخ في الماء، وهو سائل يُشرَب عند الإفطار حيث يُذهِب الظمأ ويُعطِي قوةً للصائم.
دمشق : أهل العادات التقليدية بين المسحراتي والحكواتي
تكاد دمشق تنفرد بتقاليد مميّزة عن مثيلاتها من الحواضر العربية والإسلامية في تعايُش الناس مع شهر رمضان المبارك فيها* حيث يمارس أهلها عادات قديمة عريقة توارثوها عن أجدادهم،من الشخصيات المرتبطة بذاكرة الناس في رمضان: المسحِّر، وحتى الآن فإن أهل دمشق لا يزالون يعتمدون ويؤكدون على وجود المسحِّر في رمضان. خص الدماشقة هذا الشهر بالمغالاة في إعداد موائده، والإفراط في المرطبات والخشافات والحلوى، ويمكن القول: إنه ما من بيت دمشقي إلا ويحتفي بمائدة الإفطار .
السودان : يجددون أواني المطبخ.. ويقطعون الطريق على المارة
في السودان يتم تجديد كل أواني المطبخ احتفالا بشهر رمضان، وتدريب النساء في الصباح على تعلم تجويد القرآن الكريم، وأكثر ما يميز السودانيين، الإفطار الجماعي، وهو من عادات السودانيين الأصيلة* حيث تقوم كل أسرة مع من بجوارها بالتجمع في إفطار جماعي في الشارع، ويقطعون الطريق على المارة بالإصرار على مشاركتهم في هذا الإفطار. وفي السودان يفطرون على مشروب «الحلو مر» المصنوع من الذرة، والبليلة وهي عبارة عن الحِمّص وأنواع من البقوليات المسلوقة أو القمح المسلوق العصيدة وهي عبارة عن دقيق يصب عليه اللحم الناشف او الروب. [/font]
لرمضان مكانةً عزيزةً في نفوس المغاربة فالمؤسسات تمنح موظفيها حرية ترك العمل عندما يُؤذَّن الله أكبر ، ويمتد تنزه النفوس عن ملذات الدنيا الفانية إلى الموظفات اللائي يحرصْنَ على أداء الصلوات في بيوت الله أسوةً بالرجال، خاصةً وأنهن يهجرْنَ أثوابهُنَّ الرومية على حد التعبير المغربي، أي المُستجيبة لصيحات بيوت الأناقة الأوروبية ويرتدينَ الجلابية الخشنة الواسعة دون إبراز أي ملامح عن الجسد الذي تلفه. وفي ليلة القَدْر، فإن برنامج الأٍسرة بأكملها يعرف انقلابًا حيث يتوزعون للقيام بتحضير مائدة بمثابة مأدبة تكريم للأطفال.أما عن أشهر المأكولات المغربية في هذا الشهرالحريرة، السلو، الشبيكة، كعب الغزال.
أوزبكستان : عائلات تدعو مائة شخص
عائلات المسلمين في أوزبكستان حفلات إفطار جماعية وتدعو الجيران والأقارب والأصدقاء لحضورها، ويصل عدد المدعوين إلى مائة شخص في بعض الأحيان. ويُقَام حفل الإفطار في جو بهيج، ويُذبَح خروف وتُخبَز أرغفة كبيرة في التنور مع الزيت والحليب، ويُفرَش دستارخان سفرة وعليها مُختلَف أنواع الشاي الأسود والأخضر.
جزر القمر : الطبول تعلن.. رمضان
في الليلة الأولى من رمضان يخرج السكان، حاملين المشاعل ويتجهون إلى السواحل* حيث ينعكس نور المشاعل على صفحة المياه، ويضربون بالطبول إعلانًا بقدوم رمضان، ويظل السهر حتى وقت السحور. ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور في جزر القمر الثريد .
أفغانستان : لا يرون الهلال
يتم الصيام حسب ظهور الهلال في إحدى الدول الإسلامية ، لصعوبة استطلاع الهلال في أفغانستان لطبيعتها الجغرافية الصعبة. ويُعتبَر اللحم والأرز والحليب من أشهر الوجبات. ويقل العمل بالزراعة جدًّا في رمضان.
تركيا : ثقافة الطعام
من عادات الأتراك في شهر رمضان أن يبدأوا إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون، والجبن بأنواعه وفي شهر رمضان تقوم الأفران والمخابز بعمل خبز خاص لا يُرى إلاّ في شهر رمضان ويسمونه بـ (بيدا) وهي كلمة فارسية تعني الفطير ، وهو نوع من الخبز المستدير بأحجام مختلفة ويباع بسعر أغلى من سعر الخبز العادي، ولمّا كانت فطائر البيدا تخص شهر رمضان ، فإن الأطفال يقفون في صفوف طويلة قبل موعد الإفطار بقليل للحصول على الفطائر الطازجة. والأتراك عادة من الشعوب الإسلامية التي تتمتع بثقافة فائقة في الطعام والشراب ، وتعتبر الكنافة (العجائن المستديرة والتي تُملأ أو تُحشى بالمكسرات، وتسمى عند أهل الشرق بالقطائف)، والجلاّش والبقلاوة من أبرز أنواع الحلويات التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان.
الفلبين : عطلة اختيارية.. والفقراء عند الأغنياء
إن لشهر رمضان سمات توارثها أهالي هذه البلاد* فأيامه تُعتبَر بالنسبة إليهم عطلةً اختياريةً،فهم يعتبرون المسجد طوال أيام رمضان المكان المُختَار للقاء العائلي. وإذا ما تناولت إفطارك على إحدى الموائد الفليبينية، وجدتهم يبدأوا بتناول مشروب مفضل بالنسبة لهم، يتكون من الموز والسكر ولبن جوز الهند، ثم يقدم الكاري كاري، وهو مكون من اللحم والبهارات، كما أنه يقدم لك السي يوان سوان وهو طبيخ من السمك أو اللحم.
بورما : يأكلون لوري فيرا
في ليالي رمضان تكاد تكون الأسواق وأماكن العمل خالية، فالجميع متفرغ للعبادة. ينام الناس بعد صلاة التراويح مباشرة ولا يسهرون الليل، ويستيقظون في وقت السحور، وبعد الفجر يواصلون أعمالهم.. هناك أنواع عديدة من الطعام، هي أطعمة شعبية من أهمها لوري فيرا ويعد من الخبز والأرز بطريقة خاصة.
الكاميرون : ابوابهم مفتوحة وقت السحور لكل من يدركة الأذان
في الكاميرون عادة جميلة يحرص عليها المسلمون هناك* وهي عدم غلق أبواب البيوت والشقق طوال شهر رمضان المبارك.. استعدادًا لاستقبال أي صائم أدركه الأذان قبل الوصول إلى بيته* فيدخل للإفطار والتعارف مع إخوانه من المسلمين الذين يمثلون نصف المجتمع على الأقل، ويزداد عدد المقبلين على الإسلام والدخول فيه تأثراً بسلوكيات المسلمين.
تنـزانيـا : الماء والسكر
وفي تنزانيا، رمضان له هيبة خاصة لدى المسلمين هناك.. وهم يستعدون لاستقباله منذ منتصف شهر شعبان، ويصفون المفطر بالإلحاد، والزندقة، والكفر. ومن أكبر الآثام التي يعاقب عليها العرف والقانون هناك أن يتناول المسلم الطعام نهارًا في الشوارع والطرقات، حيث تغلق جميع المطاعم ولا تفتح إلا عند صلاة المغرب.
تايلاند : الرجل يأكل طعاماً لزوجة غيره
في اليوم الأول من شهر رمضان لا بد وأن تذبح كل أسرة تايلاندية مسلمة ذبيحة احتفالاً بشهر رمضان، حتى أن الأسر الفقيرة تكتفي بذبح أحد الطيور وقبيل موعد الإفطار تخرج السيدات من المنازل في جماعات ويجلسن أمام أحد المنازل ويتناولن الإفطار جماعة وكذلك بالنسبة للرجال.. ولا يأكل الرجل من الطعام الذي طهته زوجته، وإنما يأكله شخص آخر.. كمظهر للحب والعشرة،ويحرص المسلمون في تايلاند على تناول الفواكه بكثرة في شهر رمضان،ويعرف المجتمع التايلاندي الكعك المصنوع من الأرز واللبن، ويفضلون تناوله في السَّحور بصفة خاصة وفي الأوقات التي تسبق موعد السحور يخرج الشباب والأطفال للشوارع وأمام المنازل يحملون الفواكه ويأكلونها، ويحملون الفوانيس التي تصنع من لحاء بعض الأشجار وتضاء بالزيت.
النمسا : رمضان وسيلة للتعارف
كما هو الحال في البلدان الإسلامية، تحيي الجالية الإسلامية بالنمسا شعائر شهر رمضان الدينية، وتقوم معظم المساجد بتحضير برامجَ الوعظ والمحاضرات وصلاة التراويح، وتقدم وجبة الإفطار لمن يحضر إلى المسجد من المسلمين طوال شهر رمضان مجانًا. وتحيي الجالية الإسلامية العيد بالمركز الإسلامي الذي يقيم احتفالاً ويعتبر الوسيلة الرئيسية لتعارف المسلمين وتبادل التهاني فيما بينهم، ويعتبره الجميع يوم لقاء كبير لأعضاء الجالية الإسلامية.
ماليزيا : يأكلون الغتري
في القرى والأرياف : يعلنون عن دخوله بقرع الطبول، وتسمى الدوق ، ولعل أشهر أكلات رمضان لدى المسلمين في ماليزيا هي التمر والأرز واللحوم والدجاج، كما يتصدر الموز والبرتقال قائمة الفواكه.
ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في المملكة، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة، من مثل قول: ( الشهر عليكم مبارك ) و( كل عام وأنتم ) و( أسأل الله أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه ) و( رمضان مبارك ) .
وعادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمونه ( فكوك الريق ) وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة .
بعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل المملكة ( الكنافة بالقشدة ) و( القطايف بالقشدة ) و( البسبوسة ) و ( بلح الشام ) .
وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس هناك الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة على الحاضرين .
[font=Comic Sans MS] وتقل ساعات العمل في رمضان وبالنسبه للدوام المدرسي رمضان اجازة لجميع الطلاب والمراحل
وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بإن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة .
بعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع - رجالاً ونساءً - لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد. وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء
وقد انتشرت في المملكة وبكثرة عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة، وتقام تلك الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها .
ومن العادات المباركة في المملكة أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم، عملاً بسُنَّة التعجيل بالإفطار .