عانى ملايين الأشخاص من انقطاع التيار الكهربائى أو من الفيضانات، الثلاثاء، فى شمال شرق الولايات المتحدة حيث أوقع الإعصار ساندى أضراراً فادحة لا سيما فى ولايتى نيويورك ونيوجرسى التى سيقصدها أوباما الأربعاء.






وقبل أسبوع تماماً على موعد الاستحقاق الرئاسى فى السادس من نوفمبر، علق أوباما حملته الرئاسية للتركيز على عمليات الإغاثة.

ومن المقرر أن يتوجه الرئيس، الأربعاء، الى نيوجرسى الولاية الأكثر تضرراً بالإعصار الذى ضربها مساء الاثنين.

وأعلن مسئولون، الثلاثاء، أن حصيلة الإعصار ساندى ارتفعت إلى 43 قتيلا فى الولايات المتحدة وفى كندا، ومن المتوقع أن تزداد إذ لا يزال العديد من الأشخاص فى عداد المفقودين.

وأشار مسئولون فى ولايات كونيتيكت وماريلاند ونيويورك ونيوجرسى وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وفرجينيا وفرجينيا الغربية إلى سقوط وفيات بسبب العاصفة، بينما أعلنت الشرطة فى تورنتو مقتل امرأة بسبب حطام متطاير.

وأوقع الإعصار 67 قتيلاً فى الكاريبى من بينهم مواطن أمريكى فى بورتو ريكو، خلال مروره فى الأيام الأخيرة مما يعنى أن الحصيلة الإجمالية بلغت 110 قتلى.

وفى ولاية نيويورك، ارتفعت الحصيلة إلى 23 قتيلا بعد أن أعلن رئيس بلدية المدينة مايكل بلومبرج أن 18 شخصاً على الأقل قتلوا فى المدينة وحدها.

وأضاف بلومبرغ "مع الأسف نحن نتوقع أن يرتفع هذا العدد".

ولا يزال أكثر من ثمانية ملايين منزل محرومين من التيار الكهربائى صباح الثلاثاء فى الولايات المتحدة. وأدى مرور العاصفة التى صادف مسارها رياح باردة من الشمال، إلى تساقط كبير للثلوج فى منطقة أوسع خصوصا فى فرجينيا الغربية وفرجينيا وبنسلفانيا وماريلاند وتينيسى وأوهايو.

وفى ولايتى نيويورك ونيوجرسى حيث بدا هذا الإعصار واحدا من الأعاصير الأكثر قوة فى تاريخ البلاد، وأعلن الرئيس باراك أوباما فجر الثلاثاء حالة "الكارثة الكبرى"، ما يسمح بتقديم مساعدة فدرالية للضحايا.

وبدت نيويورك المكتظة عادة بالسكان شبه مقفرة وتركزت الجهود على مساعدة المنكوبين ومعاينة الأضرار.

وأعلن رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ فى مؤتمر صحافى أن عشرة قتلى على الأقل سجلوا فى المدينة، مشيرا إلى احتمال ارتفاع الحصيلة. وتابع أن قرابة 750 ألف أسرة لا تزال محرومة من التيار الكهربائى فى المدينة.

وفى الولايات المتحدة غالبية خطوط الكهرباء غير موصولة تحت الأرض مما يجعلها معرضة لسقوط الأشجار أو الأغصان خلال العواصف.

وغرق النصف الجنوبى من جزيرة مانهاتن فى الظلام خلال الليل. وحدها بضعة أبنية مزودة بمولدات كهربائية كانت مضاءة. والنصف الجنوبى للجزيرة هو أيضا الأكثر تضررا من الفيضانات.

وفى حديقة باترى بارك فى أقصى الجنوب لوحظ انحسار للمياه بعد ارتفع مستواها إلى أكثر من أربعة أمتار خلال المد، وشوهدت بعض الأغصان على الطرقات بالإضافة إلى كابلات على الأرصفة.

وبعد أن شلت الحركة فى نيويورك منذ 24 ساعة، استأنفت المدينة نشاطها بصعوبة مع إعادة افتتاح ثلاثة من الجسور التى تربط بين بين مانهاتن وحى بروكلين، إلا أن وسائل النقل العامة لا تزال معلقة.

وغمرت الفيضانات العديد من أنفاق المترو حيث تدفقت مياه البحر إلى الممرات وفاضت فى بعض الأحيان إلى ما فوق الأرصفة.

وصرح جوزف لوتا رئيس شركة "ام تى ايه" المسئولة عن النقل فى نيويورك "أن مترو نيويورك عمره 108 سنوات لكنه لم يسبق أن واجه كارثة مدمرة كالتى شهدناها الليلة الماضية".

وفى ولايتى نيويورك ونيوجرسى أوقف العمل فى ثلاثة مفاعلات نووية بينما وضعت محطة قديمة فى حالة الطوارئ.

وصرح نيل شيهان، المتحدث باسم هيئة الأمن النووى الأمريكى لوكالة فرانس برس "كل شىء يبدو تحت السيطرة فى هذه المرحلة. لم تتعرض أى بنية تحتية فى المحطات لأضرار".

وكانت نيوجرسى التى مر فيها الإعصار ساندى مساء الاثنين الأكثر تضرراً من انقطاع الكهرباء إذ حرم 2,5 ملايين شخص من التيار.

وقال الحاكم الجمهورى، كريس كريستى، القريب من رومنى، إن الأضرار على الساحل "تفوق الوصف"، لكنه أشاد أيضا بالأداء "الملفت" للرئيس أوباما.

وفى دائرة برغن (نيوجيرسى) الواقعة على بعد كيلومترات من مدينة نيويورك انهار سد مهدداً مئات الأشخاص مما دفع بالحرس الوطنى إلى تعبئة صفوفه مع أجهزة الإنقاذ.

وفى 11 ولاية، تمت تعبئة أكثر من 7400 عنصر من الحرس الوطنى، الثلاثاء، لمواجهة عواقب الإعصار.

ويواصل الإعصار مساره فى البر، لكن مع تضاؤل قوته، وعند الساعة 17,00 تغ كان يعبر بنسلفانيا وتراجعت سرعة الرياح المرافقة له إلى 70 كلم/الساعة فى مقابل 150 كلم/الساعة فى اليوم السابق.

وأعلنت اللجنة الفيدرالية للاتصالات أن العاصفة ألحقت أضرارا كبيرة بشبكة الاتصالات الهاتفية الأمريكية.

وصرح رئيس هذه اللجنة المستقلة جوليوس جيناتشوسكى أمام صحافيين "فى الإجمال تسبب الإعصار ساندى بأضرار خطيرة وجدية فى البنى التحتية الهاتفية فى شمال شرق البلاد".

ولا تزال تداعيات الإعصار متواصلة حيث أصدرت مصلحة الأرصاد الجوية فى واشنطن إنذاراً من حصول فيضانات بسبب فيضان نهر بوتوماك، كما من المتوقع تساقط قرابة متر من الثلوج على الجبال فى فرجينيا الغربية.

وكانت المدارس والهيئات العامة وغالبية المتاجر لا تزال مغلقة الثلاثاء فى المنطقة، ووسائل النقل العامة معلقة. ومن المفترض أن تعود هذه الخدمات بشكل تدريجى بعد ظهر الثلاثاء فى واشنطن بحسب الشركة المشغلة "دبليو ام ايه تى ايه".

ولا تزال غالبية مطارات شمال شرق البلاد مغلقة، كما ألغيت قرابة ستة آلاف رحلة يوم الثلاثاء.

من جهة أخرى، أكد بلومبرغ أن وول ستريت ستستأنف أعمالها عند الساعة 09,30 (13,30 تغ) الأربعاء، إلا أن المدارس ستظل مغلقة فى نيويورك غداً.

لمتابعة البث الحى لإعصار ساندى