logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات كويك لووك ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif قصة من اروع ما قرأت ومحيرة موووووت
  26-10-2008 06:45 مساءً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 2008-08-27
رقم العضوية : 5
المشاركات : 2138
الجنس :
الدعوات : 1
قوة السمعة : 37
الجزء العاشر







يا اللهي ما الذي يحدث اريد ان اعرف.. مع انهم لم يفاتحوني بامور الخطبة, لا اعلم لماذا اشعر بالسعادة..



كنت اخاف من نظرات نائل الحزينة لي.. اشعر وكأنه بهذه النظرات يرجوا مني شيئاً.. لا اعلم ما هو.. ولكني عاجلاً ام اجلاً سأعرف..


هذا هو اليوم العاشر من تواجدنا في بيت خالي..

الذي لم يفرغ من الناس خلال الخمسة ايام السابقة.. يأتون لزيارة والدتي يتحمدون لها بالسلامة.. بعضهم من الاقارب وبعضهم من الاصدقاء..

كنا جالسين ذات يوم انا ورانية التي تحججت بأن رأسها يؤلمها لكي لا تذهب الى المدرسة..

أنا و رانية لم نعد نفارق بعضنا البعض ابداً, تعلقنا ببعضنا بشكل غير طبيعي.. لدينا الكثير ما نتحدث عنه, كانت افكارها مشابهة لافكاري وكلامها دائماً يعجبني, اسرارها تقريباً اصبحت كلها لدي..

صباحاً كنا جالسين في الصالة الصغيرة, والتلفاز صوته يغطي المكان, لكننا لم نكن نشاهده فـ كانت رانية تخبرني عن بيت ابو خالد..

أبن خالة أمي وخالي.. الذي اتصلوا وقالوا بانهم سيأتون لزيارتنا غداً..
لم اسمع عنهم سوى القليل من والدتي, والان من رانية..
رانية ونبرة صوتها تنم على القلق الواضح: أبو خالد لديه خالد 21 سنة دخل كلية الطب العام, ولديهم (بـ نبرة هادئة) موسى 19 سنة, اخر سنة له ويدخل الجامعة.. وأخر العنقود خنساء 17 عام.. قالت اسمها والنفور يبين في صوتها..
عكسي فأنا أحببت اسمها وعمرها متقارب لعمرنا..

نسرين بأهتمام: وهل هم مقربيين جداً اليكم.. اعني هل هناك زيارات دائمة بينكم؟

رانية وهي تحاول ان تكون طبيعية حين تتحدث عن هذه العائلة: نعم يزورونا كثيراً, لكننا نزورهم بالشهر مرة او مرتين لاننا كثيرون..

تعلمين, من الصعب علينا التنقل في الباصات والقطارات..
لانهم يبعودن عنا ما يقارب الساعة.. وفي بعض الاوقات ان لم يكن لدى وائل و نائل عمل نذهب بسياراتهم الشخصية, يأخذ منا الطريق نصف ساعة تقريباً..
نسرين بتفهم: حسناً وكيف هم؟
رانية بحيرة: همم ماذا تعنين؟
نسرين شارحة: اعني كيف هي خنساء, ممم أهي جمييلة؟
لا تعلم لماذا سألت هذا السؤال بالذات ولكن الفضول بداخلها يقتلها, تريد ان تعرف عن هذه الفتاة التي تتواجد كثيراً في بيت خالها..
رانية بحذر لنسرين وبأبتسامة مريحة: هي جميلة ولكنها لا تقارن بجمالكِ (وغمزت لنسرين)
ضحكت نسرين و ضربتها على كتفها برقة..
اكملت رانية: عيناها لون اسود.. شعرها يصل الى اكتافها..
تعتني بنفسها كثيراً, انيقة.. تهتم للموضة.. سترينها..

كانت نسرين تستمع بدقة لكل كلمة تقولها رانية عن هذه الفتاة التي لم يرتاح لها قلبها..

(هل يهتم بها نائل؟ هل تقترب منه؟) نسرين بغيرة غير واضحة ولكن
باهتمام: جميل, هل هي محبوبة.. تمثل الغرور وهي تأشر على نفسها مثلي هههههههههه؟ اعني هل هي قريبة منكِ كثيراً؟

رانية وهي تضحك: ههههههههههه هي محبوبة ولكنها متكبرة في كثير من الاوقات, تعتقد بانها أحسن من الناس..
لا ليست بذات القرب مثلي ومثلكِ.. مواضيعنا مع بعض عادية..

نسرين ارتاحت قليلاً, ولكنها لا تعلم لماذا تشعر بالقلق من خنساء هذه.. حاولت ان تبعد الافكار عنها لذلك سألت عن اخوانها..

نسرين: وكيف هو خالد و موسى؟

رانية بحزن بان على وجهها لان ملامح رانية واضحة جداً: أوه خالد هادئ الى درجة أنكِ لا تسمعين صوته في البيت, الا نادراً..
لا يأتي كثيراً مع اهله.. جذاب جداً (وغمزت لنسرين) وسيصبح دكتور مثلكِ!
نسرين: ههههههههههههههههههه أنتِ شريرة يا رانية, لا تلمحين على شئ ولا رميتكِ بالريموت ههههههههه..

رانية: ههههههههههه لم اقل شئ ولكن انتِ افكاركِ خاطئة دائماً..

نسرين: انا هي التي افكارها خاطئة ها؟ ستفسديني يا رانية هههههههههههههههه

رانية: هههههههههههههه لن يفسدوكِ عشرة مثلي.. تربية عمتي والنعم فيها..

نسرين: الحمد لله انكِ تعرفين.. والان اخبريني عن موسى وكفاكِ غمزات هههههههههه..

أنزلت رأسها والضحكة اختفت من وجهها وحلت بدلها ابتسامة حزينة, حين رفعت رأسها كانت الدموع قد احتلت عيونها واغرقتهم بحزنهم اكثر من دموعهم..
تعدلت في جلستي وانزلت رأسي انظر الى وجهها الذي انزلته بعد ان قالت اسم موسى..
تملكني الحزن والفضول على حزن رانية المفاجئ.. لذلك أمسكت بيدها وضغطت عليها مهدأتاً..

نسرين بصوت حنوان: رانية عزيزتي ما بكِ؟ لماذا تغيرتي فجأة.. اهناكِ شئ سكتت.. ثم اكملت: يربطكِ بـ موسى؟

رانية مدت يدها الى الطاولة قطعت ورقة منديل لتمسح دموعها التي لزقت على خديها.. رانية رقيقة جداً وحساسة ايضاً..
اي موقف او اي ذكرى تبكيها..
بعد ان اخذت نفساً عميق قالت وهي تبعد نظرها عني و بصوت منخفض: كنا نحب بعضنا..
وضعت يدي على فمي دلالة على صدمتي, وبأندفاع ندمت عليه: ماذا؟ تحبون بعضكم.. كيف؟ متى؟ و و أحمد؟
رانية وهي تبتسم وسط دموعها بسبب اندفاعي الذي بان وكأنه غضب.. صدمتني..
قالت بعد ثوان: كنا, اي في الماضي.. كان حب الطفولة بالنسبة لي او بالاحرى المراهقة.. ولكن موسى الى الان يحبني..

نسرين بحيرة والصدمة اخذت منها ما اخذت: لم افهم شئ, اخبريني من البداية ما الذي حدث بينكم.. وكيف احببتما بعضكم؟ أعني كيف؟


رانية وهي تنظر الى يديها التي تحمل المنديل وكأنها تتذكر مواقفها مع موسى قالت: كما قلت لكِ هم ياتون لزيارتنا دائماً..
و هم أتوا الى هذا البلد قبلنا بـ سنتين.. كنت اسمع دائماً اهلي يقولون بان بيت ابو خالد ساعدونا كثيراً خلال فترة استقرارنا هنا..
المهم حين اصبح عمري 8 سنوات كنا دائما مع بيت ابو خالد.. كانت زياراتنا لبعضنا البعض كثيرة..



كان موسى دائماً يدافع عني, يترك الكل ويلعب معي.. لا يحب ان يراني حزينة..

وان حدث يقلب الدنيا راساً على عقب.. اتذكر وهي تبتسم بحزن لهذه الذكرى الجميلة لها معه.. عيد ميلادي ال10 سنوات, حينها كان هو في ال12 من عمره..
قدم لي دب صغير ممسك بقلب خط عليه I love youو وردة حمراء..

حين ابتعد رمى لي قبلة في الهواء وركض, بعدها لم ارى وجهه خلال فترة العيد ميلاد..

الى الان يا نسرين انا احتفظ بالدب, رفعت نظرها الي والدمع اغرق عينيها مرة اخرى, قالت بصوت مخنوق بعبرته: حتى الوردة ما زالت في دفتر ذكرياتي..

وانزلت رأسها ودمعاتها تتساقط ببطئ على يدها..


دمعت عيناي على ابنة خالي.. لم اكن اعلم بانها قد تعذبت هكذا.. بكيت معها..
نسرين بصدق وعبرة البكاء تقطع صوتها: ان لم تريدي ان تكملي لان الموضوع يأذيكِ, لا تكملي غاليتي..

رانية رفعت نظرها الي برجاء: لا ارجوكِ, دعيني اكمل فـ الموضوع يعذبني منذ ان وافقت على خطبتي لأحمد..

لا اعلم لمن اشكي, لا اعلم ان كنت قد ظلمت موسى, ولا اعلم كيف فرطت به وبحبنا بهذه السهولة..

نسرين والدموع تتطافر من عينيها على حالة نسرين: اذن اكملي وسأساعدكِ..
رانية والامتنان في عينيها بدأت بسرد قصة علاقتهما: قلت لكِ كان موسى دائماً الى جانبي, حتى لو كنت انا المخطأة..

كان يتشاجر مع خنساء ان ضربتني حين كنا صغر, وهي كانت تغار مني بسبب معاملة موسى لي.. فـ هي متعلقة به الى درجة كبيرة..

كنت اخجل منه كثيراً, ولكن مع اخاه خالد عادي.. حتى ان الجميع كانوا يقولون بان موسى يعزني, واننا نليق لبعضنا كثيراً حين كنا صغار..

حين كان عمري 15 سنة ونصف, هنا توقفت وفجأة رأيتها تعصر المنديل في يدها بقوة وتعض اشفتها حسرة, اكملت: اخبرني موسى بأنه يحبني..

لم استوعب فـ كنت صغيرة وكانت فترة مراهقتي..
قال لي حين اتوا الى بيتنا ان اخرج معه الى الحديقة يريد ان يكلمني بعيداً عن الجميع, خرجت معه الى الحديقة بكل براءة الدنيا وقلبي هو من يقودني مع ان عقلي كان يصارعني..

و هناك قال لي وهي تحاول ان تتذكر كلامه كلمة كلمة.. "رانية ساذهب للعلاج في دولة مشهورة.. سأعود اليكِ وانا معافى بأذن الله" بدأت دموعها تنزل بدون توقف اكملت: "انتظريني يا رانية..
فأنا أحبكِ" همست مرة اخرى "أحبكِ" "سأعود وافاتح اهلي بـ موضوع خطبتنا وانا لست صغير فـ عمري قد تجاوز ال17.. نخطب فقط اتوافقين؟

لم اجبه فـ كنت مصدومة وخصوصاً لانني صغيرة ولم افهم من الدنيا سوى القليل.. وكنت اشك, واقول معقولة موسى يحبني انا ولماذا؟ فـ هو شاب وسيم جداً ومؤمن ايضاً كان دائماً كبير في عيني..

نظرت الي والابتسامة الحزينة في عينيها لم يكن يقف امامي الا وكل فتاة تناظره..

اقسم لكِ مرة كنا في السوق جميعنا.. كان دائماً يتمشى معي, تقدمت منه فتاة اجنبية وطلبت رقمه..
لان شكله كان كممثليين هوليوود وبدأت تضحك بهستيرية وسط دموعها..
حالتها صعبة جداً..
(كم صعب علينا ان نضحك وفي قلوبنا الآهات والوعات والصراعات)

نسرين تحاول ان تلطف الجو الكئيب الذي ادخلت رانية نفسها به: هههههه ما هذا التشبيه..
لكن رانية عذراً على مقاطعتكِ, ما هو بالضبط مرض موسى؟ فأنتي قلتي ذهب ليتعالج؟

رانية وهي تعود الى حالتها الكئيبة وبنظرة يائسة: لديه الصرع يا نسرين..

نسرين صدمة اخرى عليها: يا الله.. لا حول ولا قوة الا بالله..

رانية اكملت: لم اعطيه جوابي حول موضوع الخطبة فـ كنت صغيرة وهو ايضاً وانا لا اعرف بهذه الامور..

مع ذلك لم يتضايق وقال "متأكد بأنكِ ستنتظريني.. ستكونين محيرة لي انا..
يا رانية" في تلك الفترة احببته كمن لم يحب انسان..

ذهب للعلاج مع عائلته, لم يتصل بي ابداً, بقي هناك 8 اشهر, اعتقدت بانه نسيني وان كلامه كان فقط في تلك الفترة اي فترة مراهقتته..

لم اكن اسمع اخبار تطمأنني عنه ايضاً, سوى بأنه يتعالج ويقولون بأن لا يوجد علاج لمرضه..

لم اكن مهتمة لمرضة كثر ما كنت مهتمة به شخصياً.. كان كل همي هو موسى, وانني احبه بصدق ومستعدة ان اقضي حياتي معه حتى لو كان مريض..

لكني اعلم بان هذا الشئ مستحيل من اهلي..
لانني سمعت يوماً والدتي تحدث جدتي, ان ام خالد لمحت لها عني وعن موسى لكن والدتي كانت رافضة للفكرة نهائياً..

آتى اليوم الذي التقيت بأحمد.. لذلكَ حين صعدت الى غرفتي وبكيت, شعرت بأن احمد هو نصيبي, أي قسمتي قد اتت الي..

وان موسى هو سوى حب مراهقة ويجب علي ان انهيه.. استخرت في تلك الفترة وكانت الاستخارة جيدة جداً..

في الواقع كنت محتاجة الى مساعدة من شخص اثق به كثيراً حول الموضوع..
لكني لم اجد, كنت خائفة.. لذلك كانت تلك الفترة, اصعب فترة مررت فيها بحياتي..

حين وافقت على احمد شعرت وكأنني خنت موسى.. صارعت حبه..
بعد شهر من خطبتي عاد موسى, سمعت بان علاجه قد انتهى وهذا المرض لا شفاء منه..

وهو يأخذ حبات دواء بين فترة واخرى.. حين علم بأنه تم خطبتي انتابته حالة صرع حادة فـ نام في المستشفى اسبوعين..
رفعت نظرها الي وحرقة قلبها في عينيها..
لا تعلمين يا نسرين كم شعرت بالذنب.. كم بكيت, وكم تمنيت الموت.. احسست بأني ظلمت موسى وجرحته جرح لن يبرى..



الساعة الآن 11:43 AM