انه الصحابي الجليل الذي يصدق عليه قول الله تعالىتخرج الحي من الميت) فلقد كان ابوه (ابو جهل) صاحب القلب الميت الذي لم يعرف الله يوما ولم يؤمن به ابدا, وعلى الرغم من ذلك يخرج الله من صلبه هذا الصحابي الجليل صاحب القلب الحي الذي جاء اسلامه متأخرا ،ولكنه اراد ان يبذل الخير, وان يجود بنفسه وماله في اللحظات الاخيره من عمره، وكانه في سباق مع الزمن ليعوض مافاته من الخير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .



رحله مريره
لما جاءت غزوة بدر دخلها عكرمة كما دخلها ابو جهل وما ان بدا القتال في تلك المعركة الفاصلة حتى قتل ابو جهل - قتله معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء واحتز راسه عبد الله بن مسعود- ، فعاد عكرمة الى مكة واخذ يحرض الناس من حوله على عداوة الاسلام والمسلمين حمية لقومه وثأرا لابيه.
ولما جاءت غزوة احد واخطأ الرماة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتركوا الجبل كان عكرمة مع خالد حينما انقضا ومن معهما على المسلمين فقتلوا سبعين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وفي يوم الخندق حينما وجد المشركون خندقا عريضا يحول بينهم وبين المدينة ،خرجت جماعة من فوارس قريش فيها عمرو بن عبد ود وعكرمة بن جهل وضرار وغيرهم ..وتيمموا مكانا ضيقا من الخندق واقتحموه وخرج اليهم علي بن ابي طالب في نفر من المسلمين فقتل عمرو بن ود وانهزم الباقون، حتى اقتحموا من الخندق هاربين، وقد بلغ بهم الرعب الى ان ترك عكرمة رمحه وهو منهزم عن عمرو.

وفي يوم فتح مكة أمن الرسول صلى الله عليه وسلم الناس الاامراتين واربعة نفر من بينهم عكرمة، فأما عكرمة فركب البحر فاصابهم عاصف، فقال اصحاب السفينة: أخلصوا، فإن الهتكم لا تغني عنكم ههنا شيئا. فقال عكرمة: والله لئن لم ينجني في البحر الا الاخلاص لا ينجيني في البر غيره، اللهم ان لك عليّ عهدا إن عافيتني مما أنا فيه أن آتي محمدا حتى اضع يدي في يده، فلا اجدنه إلا عفوا كريما. فأسلم..



قصه اسلامه
لما تسلل عكرمة هاربا من مكة الى اليمن.. مضت زوجه ام حكيم الى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه الامان لزوجها عكرمة بعد ان اسلمت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعطاها الامان لزوجها .



فخرجت في طلبه فادركته عند ساحل البحر في منطقة تهامة فجاءت به الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسلم وحسن اسلامه.



وكان عكرمة اذا اجتهد في اليمين قال: لا والذي نجاني يوم بدر.



كما كان يضع المصحف على وجهه ويقول: كتاب ربي.. كتاب ربي.. وهو يبكي على تلك الايام التي قضاها في عداوة الرسول صلى الله عليه وسلم .




الشهاده في سبيل الله
لما كان يوم اليرموك, تقدم خالد الى عكرمة بن ابي جهل والقعقاع بن عمرو أن ينشئا القتال، فبدرا يرتجزان ودعوا الى المبارزة وتنازل الابطال وتجاولوا، وحمى الحرب وقامت على ساق.
فنادى عكرمة: قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل موطن وافر منكم اليوم ؟؟!! من يبايع على الموت ؟ .
فبايعه اربعمائة من وجوه المسلمين وفرسانهم، فبايعه عمه الحارث بن هشام، وضرار ابن الازور، فاستبسلوا وقاتلوا قدام فسطاط خالد، حتى أُثبتوا جميعا جراحا. واتى خالد بعكرمة جريحا فوضع راسه على فخده وبعمرو بن عكرمة فوضع راسه على ساقه، وجعل يمسح عن وجهيهما ويقطر الماء في حلقيهما .
فرضي الله عن شهيد اليرموك عكرمة .
رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين