منتديات كويك لووك
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.quicklook4u.com/vb/t794
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

نص غربة وحنين...شرح رائع جدا جدا
عبدالرحمن الحصري 26-09-2008 12:18 صباحاً
بسم الله ..... أقدم لكم اليوم شرح متميز وشامل واكثر من رائع لقصيدة ونص غربة وحنين إلي الوطن لأمير الشعراء أحمد شوقي
أتمني أن تنال إعجابكم .. وتستفيدو منها
أرجو الدعاء والتفاعل بالرد والمشاركة وإبداء الرأي في الشرح



&التعريف بالشاعر :
هو أمير الشعراء أحمد شوقي ولد بالقاهرة في 16 من أكتوبر سنة 1870م ، و هو ينحدر من أصول أربعة ، عربية ، وتركية ، ويونانية ، وجركسية فالأب كردي الأصل ، و الأم تركية ، وجدته لأبيه شركسية ، وجدته لأمه يونانية ..
وقد درس في مدرسة الحقوق ، وبُعث إلى فرنسا لدراسة الحقوق والآداب ، ولما عاد صار شاعر الخديو والقصر - ولما قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914م نفي إلى إسبانيا سنة 1915 م لصلته بالخديو عباس حلمي الثاني الذي عزله الإنجليز ؛ لتأييده تركيا ضدهم .. وبعد الحرب عاد إلى مصر سنة 1920 م ، فاتصل بالشعب وصار لسان العروبة والإسلام وبويع أميرًا للشعر سنة 1927م - وتوفاه الله 23 من أكتوبر سنة 1932م .
ومن آثاره الشوقيات - أسواق الذهب - ومسرحيات شعرية هي : علي بك الكبير - قمبيز - عنترة - كليوباترا - مجنون ليلى - الست هدى . وله مسرحية نثرية هي : أميري الأندلس.

&جو النص :

هذا النص وليد تجربة شعرية صادقة ، فقد قاله شوقي وهو في منفاه بالأندلس معبرًا عن شعوره بالغربة والحنين إلى مصر متأثرًا بقصيدة البحتري السينية حين شعر بجفوة ابن المتوكل له فترك بغداد إلى المدائن ورأى آثار الفرس فيها . ومطلعها:
صُنْتُ نَفْسِى عَمَّا يُدَنِّسُ نفْسِى وترفَّعْتُ عن جَدَا (عطاء) كل جِبْس (لئيم)
فعارضه شوقي وحاكاه بهذه القصيدة على نفس الوزن والقافية .



&نوع التجربة:

تجربة شخصية ذاتية تحولت إلى عامة ؛ لأن فيها معاناة وجدانية صادقة وهذا الصدق أخرجها من نطاق الفردية إلى أفق الإنسانية الرحب الواسع ، وجعلنا نشاركه حزنه وشوقه وسخطه على الاستعمار.

&العاطفة:

تسيطر على الشاعر عاطفة الحنين والشوق إلى الوطن والسخط والثورة على الاستعمار وأساليبه وانعكس هذا الصدق على التصوير والتعبير.

& الأبيات : " ذكريات و حنين "

1 - اختلافُ النَّهارِ واللَّيْلِ يُنْـسِي *** اِذْكُرَا لي الصِّبَا وأَيَّامَ أُنْسـِي
2 - وَصِفا لِي مُلاوَةً مِنْ شَـبابٍ *** صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّراتٍ وَمَـسِّ
3 - عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ ومَرَّتْ *** سِنـــَةً حُلْوَةً ولَذَّةَ خـلْسِ

& اللغويـات :

& اختلاف: تعاقب × ثبات - النهار ج أنهُر ، نُهُر - اذكرا : يخاطب صاحبيه على طريقة الشعراء القدامى - الصِّبا : عهد الصغر × الشيخوخة - أنسى : سعادتي " في مصر " × وحشتي- صفا : فعل أمر من " وصف " - ملاوةً : فترة من الدهر - صُوِّرَتْ: صِيْغَت و شُكِّلَت- تَصَوُّراتٍ: تخيلات - مس : جنون والمراد الشباب بنشاطه واندفاعه - عصفت : مرت مسرعة - الصَّبا : ريح رقيقة تأتي من الشرق مادتها (صبو)- اللعوب : الرشيقة الحركة ج لعائب - سِنة : نُعاس مادتها (وسن)- الخلس: الأخذ خفيةً واختلاساً × عياناً .

& الشـرح :
(1) يبدأ أمير الشعراء النص بحكمة صادقة مخاطباً صاحبيه على عادة القدماء فيقول لهما :إن تعاقب الأيام يُنْسِى الإنسان الأحداث الماضية و الذكريات الجميلة ، لذا أرجو منكما (صاحبيه) أن تعيدا علي مسامعي ذكريات الصبا وأيام السعادة التي عشتها في مصر.
(2) و يطلب منهما أن يعيدا على مسامعه وصف هذه الفترة فترة الشباب الرائعة التي مازالت بخيالاتها و صورها ماثلة أمام عينيه لا تريد أن تفارق خياله .
(3) لقد مضت سريعة كأنها النسيم الرقيق العابر ، أو كأنها لحظة نوم قصيرة أو لذة خاطفة مختلسة من الزمن .

س1 : الأبيات السابقة يتضح تأثر شوقي بالتراث . وضح .
جـ : يتضح تأثر شوقي بالتراث فيما يلي:
1- خطابه لصاحبيه المتخيلين مجاراةً للسابقين في قوله "اذكرا ، صفا ".
2- استعمال بعض الألفاظ التراثية مثل "الصبا - ملاوة " وهذا يدل على تأثر شعراء المدرسة الكلاسيكية الجديدة بالأدب القديم والبيئة القديمة.
& التـذوق :

(1)[اختلاف النهار والليل ينسى اذكرا لي الصبا وأيام أنسى] : في هذا المطلع براعة استهلال؛ لأنه يدل على الموضوع ، وهو الغربة والحنين إلى الوطن ، والجو النفسي الحزين لفراق هذا الوطن .
* [اختلاف] : لفظة دقيقة تدل على التعاقب باستمرار ، و هي أجمل من [انقضاء] التي تدل على الانتهاء .
* [النهار - الليل ، ينسى - اذكرا] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
* [ينسى - أنسى] : تصريع يعطى جرساً موسيقياًً في مطلع القصيدة .
* [ينسى - أنسى] : محسن بديعي / جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.
* [ينسى] : حذف مفعول به إيجاز يوحي بأن النسيان عام و شامل .
* [اذكرا] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس .
* [الصبا وأيام أنسى] : إطناب عن طريق عطف الخاص على العام يثير الذهن .
* [أيام] : جاءت جمعاً ؛ للتعظيم و لتوحي بكثرة الأوقات السعيدة التي قضاها في الوطن .
* البيت الأول أسلوب الشطر الأول فيه خبري غرضه تقرير هذه الحكمة ، أما الشطر الثاني فهو إنشائي يثير المشاعر ويشرك السامع مع الشاعر وهو تعليل لمعنى الشطر الأول .

(2) [صفا] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس و التمني.
* [ملاوة] : لفظة تراثية وهذا يؤكد سعة اطلاع شوقي ودوره في إحياء بعض الكلمات ، و تنكيرها لتعظيم تلك الفترة (الشباب) .
* [ملاوة صورت من تصورات ومس] : تشبيه لفترة الشباب في جمالها ونشاطها بالتخيلات والجنون ، وسر جماله التوضيح ، ويوحي بما في الشباب من نشاط ومرح ، و استخدام الماضي [صورت] ؛ ليفيد التحقق و الثبوت .
* [صورت - تصورات] : محسن بديعي / جناس ناقص يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن.

(3) [عصفت] : استعارة مكنية فيها تصوير لفترة الشباب بريح تعصف و توحي بالسرعة .
* [الصبا] : من ألفاظ التراث المستعملة في مدرسة الإحياء
*من الخيال المركب : " عَصَفَتْ كالصَّبَا اللَّعُوبِ "
* [عصفت كالصبا] : تشبيه لأيام الشباب التي مرت سريعة بالريح الرقيقة العابرة ، وسر جماله التوضيح .
* [الصبا اللعوب] : استعارة مكنية تصور الصبا فتاةً رشيقة ، وسر جمالها التشخيص ، و توحي بلطف النسيم وخفته ، وهذا من الخيال التركيبي ، حيث اشترك أحد الطرفين وهو " الصب " في صورتين فكان مشبها به في الأولى ، ومشبها في الثانية ، أي أنها في الصورة الأولى تشبيه ، و في الثانية استعارة .
& نقد :
يرى البعض أن كلمة [عصفت] توحي بالعنف و السرعة ، و هذا لا يتناسب مع [الصبا اللعوب] التي توحي بالهدوء و الرقة و الأفضل منها [مرت].
- و يرد على ذلك بأن هذه الكلمة تتلاءم مع عنفوان الشباب وجنونه و تقلباته الفجائية .
* [مرت سِنةً حلوةً ولذة خلس] : تشبيهان لفترة الشباب في قصرها وجمالها مرة بالنعاس الهادئ المريح ، و مرة باللذة الخاطفة .
* [سِنةً حلوةً] : استعارة مكنية صور سِنة النوم بفاكهةً حلوةً أو شراباً حلواً ، وطعاماً لذيذًا ، وسر جمالها التجسيم ، وهذا خيال تركيبي أيضاً حيث اشترك أحد الطرفين وهو [سِنة] في صورتين فكان مشبهاً به في الأولى ، مشبها في الثانية.
س1 : أيهما أجمل : [نومة حلوة - سِنةً حلوةً] ؟ و لماذا ؟
جـ : سِنةً حلوةً أجمل ؛ لأنها تدل على أن اللحظات الجميلة (فترة الشباب) مهما طالت فهي قصيرة .
* [لذة خِلس] : استعارة مكنية حيث صور اللذة بكنز يختلس وهذا من الخيال التركيبي أيضا.
* البيت الثالث الصور الخيالية متزاحمة و متتابعة ؛ لبيان مدى جمال هذه الفترة من العمر ألا و هي فترة الشباب .
* البيت الثالث أسلوبه خبري غرضه الوصف و تقرير الإعجاب ، وهو تفصيل لما قبله.

منتديات كويك لووك

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved