منتديات كويك لووك
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://www.quicklook4u.com/vb/t786
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

نص المساء ...شرح رائع جدا جدا
عبدالرحمن الحصري 25-09-2008 06:37 مساءً
بسم الله ..... أقدم لكم اليوم شرح متكيز وشامل واكثر من رائع لقصيدة ونص المساء لمطران
أتمني أن تنال إعجابكم .. وتستفيدو منها
أرجو الدعاء والتفاعل بالرد والمشاركة وإبداء الرأي في الشرح


التعريف بالشاعر :
ولد شاعر القطرين (مصر - ولبنان) مطران في بعلبك بلبنان سنة 1872 في أسرة عربية تنتمي إلى الغساسنة ، وقد أجاد العربية والفرنسية والتركية ، وتنقل بين بيروت وأنقرة وباريس ، ثم استقر في مصر سنة 1893 ؛ ولذلك لقب بشاعر القطرين (مصر - ولبنان) ، وعمل في جريدة الأهرام ، وفي ترجمة مسرحيات شكسبير (كعطيل - وهاملت - وماكبث ) .
كما ترجم مع شاعر النيل (حافظ إبراهيم ) كتاب ( الموجز في الاقتصاد) ، وعين رئيسا للفرقة القومية ، وظل كذلك حتى توفي سنة 1949 ، وهو رائد المدرسة الرومانسية في الشعر العربي المعاصر ، وله ديوان مطبوع يسمى (ديوان الخليل) .

التجربة الشعرية :

عاش شاعرنا قصة حب مريرة فاشلة سنة 1902م مرض على إثرها ، فأشار عليه أصدقاؤه بالذهاب إلى الإسكندرية للاستشفاء من مرضه(النفسي والجسدي) بهواء البحر وسحر الطبيعة ، ولكنه لم يجد ما يرجوه فلقد تضاعف الألم ألم الفراق (لحبيبته التي تركها في القاهرة) وألم المرض و اسودت الدنيا في وجهه ، وخرج ذات يوم قبل الغروب ووقف بشاطئ البحر حتى حلول المساء ، ورأى كيف قضى الليل على حياة النهار ، فتخيل أن هذا الحب الفاشل سوف يقضي على حياته كما قضى الليل على النهار فانفعل بهذا الموقف و كتب هذه الأبيات النابعة من تجربته الذاتية الصادقة، ومطلعه :
دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِــــفَائي من صَبْوَتي ، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي
يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي ، ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعـَفَاءِ
صبوتي : رغبتي واشتياقي - بُرَحَائي : عذاب المرض وشدته - الضعيفين :الحب والمرض .

نوع التجربة :

ذاتية ؛ فالشاعر يتحدث عن موقف خاص عاشه و تجربة عاناها بنفسه .
العاطفة المسيطرة :

عاطفة الحزن الشديد و الأسى بسبب لوعة فراق المحبوبة ، وعناء المرض .

البيت :

1 - إِنِّي أَقَمْتُ علي التِّعِلَّةِ بالمُنَى في غُرْبَةٍ - قالوا - تكونُ دوائِي
اللغويـات :
L أقمت : مكثت × رحلت - التعلة : التعلل والتشاغل و التلهي × الفراغ - المنى : الآمال م مُنية - دوائي : علاجي .

الشرح :

يقول الشاعر : لقد أخذت بمشورة ونصح الأصدقاء ، وأقمت غريبًا في الإسكندرية، على أمل الشفاء - كما زعموا - من المرض الذي أجهدني والحب الذي أشقاني .
س1 : يكشف البيت الأول عن فجوة بين توقعات الشاعر وواقعه .. كيف ذلك ؟
جـ : كان يتوقع الشفاء ، فكان الواقع استمرار المرض وشدة الشوق و اللوعة ، فجمع بين مرض الجسم وتباريح (آلام) الحب .

التذوق :

L [إني أقمت] : أسلوب مؤكد بـ(إن) يوحي بالرغبة القوية في الاستشفاء .
L [التعلّة] : لفظة توحي بالتعلق بالآمال الكاذبة و الأوهام الخادعة .
L [إني أقمت على التعلة بالمنى] : كناية عن آمال الشاعر في التخلص من آلام المرض و الحب .
L [في غربة تكون دوائي] : تشبيه للغربة بالدواء الشافي ، وسر جماله التجسيم، ويوحي بالألم والنفور من الغربة ، واستخدام حرف الجر في يدل على أن الغربة محيطة به من كل جانب
L [غربة] : نكرة للتهويل والتنفير منها .
L [أقمت - غربة] : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
L [قالوا] : إطناب بالجملة المعترضة وتوحي بالشك وعدم الاقتناع بفائدة هذه الرحلة ، وفيها تهكم وسخرية من نصح الناصحين .
L أسلوب البيت : خبري للتحسر والألم .

البيت :
2 - إِنْ يَشْفِ هذا الجِسْمَ طِيبُ هَوائِها أَيُلَطِّفُ النِّيرانَ طِيبُ هَواءِ ؟
اللغويـات :
L يشف : يبرئ × يمرض - طيب : حسن وجمال ج أطياب ، طيوب - هواء ج أهوية - يلطف : يهدئ ، يخفف - النيران : أي الأشواق
الشرح :
وإذا كان هواء الإسكندرية الرقيق سوف يشفيني من مرضي الجسدي ، فأنا أشك أنه سوف يخفف أشواقي و يخمد نيران الحب المتأججة (المشتعلة) في قلبي .
التذوق :
L [إن] : الشرطية تدل على شكه في الشفاء .
L [إن يشف هذا الجسم طيب هوائها] : استعارة مكنية ، تصور الهواء دواء يشفي الجسم من المرض ، وسر جمالها التوضيح .
L [هذا الجسم] : الإشارة إلى الجسم توحي باليأس من الشفاء .
L [أيلطف النيران طيب هواء؟] : النيران : استعارة تصريحية ، فقد شبه الأشواق بالنيران ، وفيها تجسيم وإيحاء بشدة المعاناة.
L [أيلطف النيران طيب هواء؟] : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه النفي والاستبعاد ، وهو بذلك يؤكد حقيقةً علميةً وهى أن الهواء يزيد النار اشتعالاً فكيف يزعم الزاعمون أنه يلطفها ؟!
L في البيت الثاني : إيجاز بالحذف يثير الذهن حيث حذف جواب الشرط الذي يدل عليه (أيلطف النيران.. إلخ) فالتقدير إن يشف هذا الجسم طيب هوائها فلن يشفي آلام الأشواق النفسية
البيت :
3 - عَبَثٌ طَوافِي في البلادِ وَعِلَّةٌ في عِلَّةٍ مَنْفاي لاسْتِشْفَاءِ
اللغويـات :
L عبث : لا فائدة منه - طوافي : تنقلي ، ترحالي × استقراري- علة : مرض ج علل - منفاي : أي غربتي ج منافٍ - الاستشفاء : طلب الشفاء .
الشرح :
ونتيجة ذلك أشعر أن هذه الغربة من أجل الشفاء عبث لا فائدة منه ؛ فقد جمعت بين المرض والشوق، فأضافت إلى علة الجسم علة الحب وعذاب القلب و علة الغربة.
س : ما المراد بالغربة؟ وما دوافعها؟ وما نتائجها؟ (سؤال امتحان) .
جـ : الغربة المقصودة هن : الذهاب إلى الإسكندرية على أمل الشفاء من المرض، وكان هذا استجابة لمشورة الأصحاب، ولكن الهواء الجميل إذا ساعد على شفاء أمراض الجسم فلن يستطيع أن يخفف آلام الحب أو يطفئ نيران الشوق. وكان نتيجته الشعور بالغربة والألم وزيادة العلة.
التذوق :
L [عبث طوافي] : أسلوب قصر بتقديم الخبر النكرة (عبث) على المبتدأ المعرفة ؛ للتأكيد على أنه لايتوقع الشفاء.
L [عبث طوافي] : تشبيه للطواف بالعبث ، وهو يوحي باليأس التام من الشفاء .
L [علة في علة منفاي] : تشبيه للمنفي (الإسكندرية) بالعلة وفيه توضيح وإيحاء بآلام الغربة .
L [علة في علة] : كناية عن تداخل و تراكم الآلام والعلل .
L [منفاي] : استعارة تصريحية ، ، حيث صور الإسكندرية بالمنفي , وهي توحي بالوحشة وبعدم قدرته على البقاء فيها .
L [علة ـ استشفاء] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
L [عبث ـ علة] : نكرتان للتهويل وبيان شدة المعاناة.
البيت :
4 - مُتَفَرِّدٌ بصَبابَتِي مُتَفَرِّدٌ بكآبَتِي مُتَفَرِّدٌ بعَنائِي
اللغويـات :
L صبابتي : شدة شوقي - كآبتي : حزن نفسي × فرحي - عنائي : تعبي وألمي × راحتي مادتها (عنو) .
الشرح :
وأنافي غربتي هذه أعاني شوقًا وحزنًا وآلامًا فريدة لا نظير لها لم يشعر بها أحد.
س : ما تأثير علة مفارقة المحبوبة و علة الغربة على نفس الشاعر ؟
جـ : جعلتاه يعيش حالة من الوحدة القاسية (متفرد) ومن آثارها الكآبة ، ونتيجتها العناء والتعب .
التذوق :
L البيت الرابع : كله كناية عن تعدد الآلام والهموم والأحزان التي انفرد بها الشاعر .
L [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي] : البيت كله فيه حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقياً محبباً إلى الأذن .
L [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي] : الفصل بين العبارات يوحي بتنوع أصناف الشقاء التي لا يربطها رابط وليدل على ؛ لأن كل مشكلة يعانيها قائمة بذاتها فلا يمكن أن تنضم إلى غيرها .
L [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي] : إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم توحي بخصوصية هذا الألم .
L [متفرد بصبابتي، متفرد بكآبتي، متفرد بعنائي ] : تكرار لفظ (متفرّد) يؤكد الشعور بالألم وانفراده به فلا مشاركة وجدانية تخفف عنه .
L البيت الرابع : نتيجة لما قبله من (علة في علة) أدت إلى وحدة ذات ثلاث صفات متدرجة : سببها الصبابة ـ التي تؤدى إلى الكآبة ـ فينتج عنها العناء والمشقة .
س : لم قدم الشاعر الصبابة على الكآبة ؟
جـ : قدم الشاعر الصبابة على الكآبة ؛ لأن الصبابة هي التي تؤدي إلى الكآبة .
L أسلوب البيت الرابع : خبري للحسرة
س : وضح ما في الأبيات (1-4) من ترابط فكرى وشعوري.
جـ : الترابط الفكري واضح في الانتقال من فكرة إلى أخرى حيث أكد في البيت الأول إقامته في الغربة طلبًا للشفاء المزعوم وفي البيت الثاني يشكك في هذا الشفاء ؛ لأن طيب الهواء قد يشفي الجسم لكنه يشعل نيران الحب. وفي البيت الثالث يؤكد أن هذا الطواف في البلاد عبث وزيادة في المرض . وفي البيت الرابع كانت النتيجة لذلك وهى التفرد بالصبابة والكآبة والعناء. وهذه الأبيات مترابطة في الفكر والشعور ، فكل بيت يسلمك إلى ما بعده ، والعاطفة الحزينة تظهر في اختيار الألفاظ الدالة على الحزن مثل (غربة - النيران - عبث - علة - في علة - منفاي - صبابتي - عناني - متفرد) .

البيت :
5 - شَاكٍ إلي البحرِ اضْطِرَابَ خَواطِرِي فَيُجِيبُنِي برِياحِهِ الهَوْجاءِ
اللغويـات :
L خواطري : أفكاري م خاطرة - الهوجاء : الشديدة ج هوج مذكرها أهوج .
الشرح :
في هذا المساء وقفت على شاطئ البحر، وشكوت له حزني واضطراب نفسي وأفكاري، فيجيبني برياح شديدة هوجاء تدل على اضطرابه هو أيضاً فتزداد حيرتي وألمي .
س : لمَ اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؟
جـ : اختار الشاعر البحر ليبثه شكواه ؛ لأن هذا من طبع الرومانسيين الذين يتجهون إلى الطبيعة ، وقد اختار البحر لأنه مشابه له في اضطرابه ، كما أن البحر واسع قد يتحمل شدة معاناة الشاعر و آلامه .
التذوق :
L [شاك] : في البيت إيجاز بحذف المبتدأ وتقديره (أنا شاك) ، والحذف للتركيز على معنى الألم والشكوى .
L [شاك إلى البحر] : س/ م ، تصور البحر صديقاً يبثه الشاعر شكواه، وسر جمالها التشخيص وتوحي بحب الشاعر للطبيعة [سمات رومانسية].
L [يجيبني برياحه الهوجاء] : استعارة مكنية ، تصور البحر إنسانا ًمضطرباً يجيب، وفيها تشخيص ، وإيحاء بالتجاوب بينه وبين الشاعر، والخيال في هذا البيت ممتد ، حيث صور البحر صديقاً يشكو إليه، وإنساناً يجيبه، وهذا يقوى الصورة
L [شاك ـ ويجيبني] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد .
L [فيجيبني] : استخدام "الفاء" يدلّ على سرعة استجابة البحر
L [رياحه الهوجاء] : تعبير يدل على شدة هياجه وانفعاله فالبحر يعاني مثله .
L أسلوب البيت الخامس : خبري لإظهار القلق والحيرة .
س : التشخيص هو إضفاء صفة الحياة علي الجماد .. بين إلي أي مدى نجح مطران في ذلك .
جـ : شخص مطران عناصر الطبيعة وأجرى معها الحوار ، وبثها شكواه ، وبعث فيها الحياة ، ونجح في ذلك كقوله :
شاك إلى البحر اضطراب خواطري فيجيبني برياحه الهوجاء
فقد صور البحر بصورة إنسان يلجأ إليه ويشكو إليه أحزانه ، فيجيبه البحر برياحه الهوجاء وأمواجه المضطربة ، فهو مثله في الاضطراب والقلق ، كأنه شخص يحس بإحساسه ويشاركه اضطرابه ، وفي ذلك تشخيص وإيحاء بالتجاوب بينه وبين الشاعر .

منتديات كويك لووك

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved