منتديات كويك لووك
موضوع بعنوان :عالم مصرى يعالج السرطان بالخميرة
الكاتب :رحمة


هو الدكتور ممدوح غنيم الأستاذ بجامعة تشارلز دريو للطب والعلوم في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية‏.‏ النتائج المهمة التي توصل إليها بعد تجارب استمرت أكثر من‏24‏ عاما عرضها أخيرا علي مؤتمر عالمي كبير في سان دييجو ولاقت استحسان واهتمام عشرات العلماء الأمريكيين المشاركين فيه‏.‏ كما نشر أكثر من‏10‏ أبحاث حول تجاربه في العديد من المجلات العلمية الشهيرة‏.‏


حول بارقة الأمل التي تمنحها هذه الأبحاث للبشرية تحدث الدكتور غنيم إلي الأهرام حيث حرص علي أن تكون أول مطبوعة عربية تنشر نتائج أبحاثه تعبيرا عن امتنانه لبلده خاصة أن التكريم المصري له لم يتأخر حيث احتفت به الدكتورة مها محمود رئيسة المكتب العلمي المصري في واشنطن‏.‏ كما يعتزم الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي تكريمه بعد أن تمت دعوته لإلقاء محاضرة في جامعة القاهرة‏.‏ والدكتور غنيم من ميت غمر دقهلية وهو خريج علوم المنصورة عام‏1973‏ وحصل علي الدكتوراه من اليابان وله ابنتان‏:‏ عاليا‏20‏ عاما وآية‏12‏ عاما‏.‏
ما هي طبيعة الاكتشاف الذي توصلت إليه وقدمته إلي المؤتمر الأخير؟
الفكرة ببساطة هي أن الخلايا السرطانية لديها نهم كبير لالتهام الخميرة وهذا من حسن الحظ‏.‏ وقد لاحظنا أنه بحقن هذه الخلايا بالخميرة والتهامها يحدث ما يمكن تشبيهه بالانهيار أو الانفجار لها أي ينتهي الأمر بموتها‏.‏
ولكن ما هو تفسير ذلك؟
السبب هو أن الخلايا السرطانية عندما تلتهم الخميرة تقوم بهضمها وهذه العملية تستلزم كمية كبيرة من عناصر الكالسيوم حيث تعتمد عليه في كل عمليات التمثيل ونتيجة لهذا يتم استنفاد مخزونه لديها وبالتالي تنهار وتموت‏.‏
أي أنواع الخميرة التي تشير إليها؟
هناك أنواع كثيرة كما هو معروف والنوع الوحيد الحميد منها هو الخميرة البيرة التي نستخدمها في الطعام‏.‏ والخلية السرطانية تلتهم ما بين‏8‏ و‏9‏ أنواع من الخميرة ولكن بدرجات مختلفة‏.‏ ووجدنا أن خميرة البيرة وهي من الأنواع المسالمة للإنسان لها تأثير مدمر علي الخلايا السرطانية‏.‏
هل يعني هذا أن من المفيد أكلها؟
لا هذا موضوع آخر نحن ندرس العلاقة بين الخلايا السرطانية والخميرة وهذا لا يفيد في حالة تناولها بالفم‏.‏ نتحدث هنا عن الحقن أي وصولها للخلايا عن طريق الدم وليس المعدة‏.‏
إلي أي حد وصلت تجاربكم وهل تم إنتاج مستحضر صيدلي؟
ليس بعد‏..‏ والتجارب ناجحة جدا علي الحيوان وتأكدنا من قدرة الخميرة علي قتل الخلايا السرطانية التي تلتهمها وهذا اكتشاف في حد ذاته لأنها المرة الأولي التي نكتشف فيها أن الخلايا السرطانية لها قابلية الالتهام‏.‏ لأن المعروف أن ما يلتهم هو الأميبيا وأحد كرات الدم البيضاء وهذا ما توصل إليه عالم روسي عام‏2000‏ ووجدنا أنه عندما تتحول الخلايا السليمة إلي خلية سرطانية تكتسب خواصا جديدة يكون منها الالتهام‏.‏ وقد يسأل البعض هذا لماذا الخميرة‏.‏ والإجابة هي أن هناك معلومة بسيطة يعرفها الطلبة هي أن من يريد أن يدرس ظاهرة الالتهام عليه بدراسة الخميرة‏.‏
هل يمكن أن توضح بتفصيل أكثر طبيعة ومراحل الأبحاث التي تقوم بها؟
أنهيت حتي الآن‏3‏ مراحل أساسية‏,‏ المرحلة الأولي تركزت علي اختيار فعالية الخميرة في قتل الخلايا السرطانية داخل أنابيب الاختبار المعملية‏.‏
المهم هنا أننا رصدنا فعاليتها في مواجهة كل أنواع السرطانات مثل الثدي والمعدة واللسان وغيرها أي أن التأثير ليس مرتبطا بنوع معين‏.‏ ودرسنا هنا ميكانيكية تدمير الخلايا السرطانية أو برنامج الموت الخلوي‏.‏
بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية وهي الانتقال من أنابيب الاختبار إلي الحيوانات‏.‏ والمعروف أن هناك عقاقير تكون فعالة جدا في الأنابيب ولكن لا تنجح مع الحيوانات‏.‏ وقد تأكدنا في هذه المرحلة الحاسمة وبعد الفحص بالميكروسكوب الإلكتروني أن نتيجة حقن الورم بالخميرة كانت ممتازة وتم تدمير الخلايا السرطانية أي تكرر ما حدث في أنبوبة الاختبار‏.‏
المرحلة الثالثة التي كشفنا عن نتائجها أمام المؤتمر الأخير كانت هي التحدي الأكبر حتي الآن لأنها تتعلق بإمكان الوصول إلي السرطان البعيد أي غير المرئي‏.‏ أي الذي لا يلاحظه المريض مثل سرطان الرئة أو الكبد وهو عكس سرطان الثدي أو الجلد مثلا الذي يمكن للمريض نفسه اكتشاف الورم‏.‏ وخلال الشهر الحالي‏(‏ فبراير‏)‏ قمنا بتخليق سرطان في الرئة لحيوان التجارب ثم حقناه بالخميرة ووجدنا أن تلك الخلايا قد ماتت‏.‏
ونبحث حاليا في الآثار الجانبية والجرعات المناسبة إلي غير ذلك من تفاصيل؟
ما هي الخطوة التالية؟
إن شاء الله سنبدأ بالتجارب علي كلاب مصابة بالسرطان لأن هناك تشابها كبيرا بين السرطان الذي يصيب الإنسان والكلاب خاصة بعد أن يصل عمرها إلي‏12‏ أو‏13‏ عاما‏.‏ وهذه المرحلة قد تستغرق ما بين عام إلي عامين نبدأ بعدها الانتقال إلي الإنسان ولو نجحنا مع الكلاب سيكون الأمر بالنسبة للإنسان سهلا جدا‏.‏
هل هناك وجه للتشابه بين ما تقوم به وما يفعله العالم المصري الدكتور مصطفي السيد؟
الدكتور مصطفي يجري أبحاثا علي علاج السرطان بذرات الذهب باستخدام تقنية النانو أي التصغير المتناهي وأنا اتصلت به وعرضت عليه نتائج أبحاثي وأعجب بها وأحرص بالطبع علي معرفة رأيه‏.‏
هل تتعاون مع أي جهة في مصر أو أمريكا؟
للأسف أقوم بكل أبحاثي بمجهود ذاتي ومنذ عام‏1986‏ أنفق من مالي علي الأبحاث ولم أتلق أي دعم من أي منظمة أو هيئة عالمية أو أمريكية‏.‏
بالنسبة لمصر قامت الدكتورة ناريمان بدر الدين الأستاذة في جامعة المنصورة ببعض التجارب علي تأثير الخميرة علي الخلايا السرطانية في الحيوانات وكانت النتيجة مشجعة وأحرص تمام الحرص علي أن يقوم زملاء بتجارب مماثلة حتي أتأكد من أنني أسير في الاتجاه الصحيح‏.‏