منتديات كويك لووك
موضوع بعنوان :لؤلؤه ومحارة .....مسرحيهشعريه
الكاتب :mai awad hasan


لؤلؤة و محارة

المشهد الأول:
علي شاطئ البحر كانا يقفان يتنفسان النظرات يقذفان الوحدة بالتلاقي يحتسيان قدحا من شوق يكشفان عن منابع أخري للأنهار و ابعاد أخري للتوحد و ألوانا جديدة للزهور.
شاهدا محارة تحمل لؤلؤة ألقاها الموج أمامهما و كأن البحر يشاركهما تلك اللحظة الممتدة إلي حدود الزمان… و حين كان هو يسبح في عينيها و هي تستمد الحياة من عينيه

قال: لؤلؤة أنت
أضاءت أروقتي..
ضوءك كألف قنديل
تحيط أفئدتي…
قالت: إن كنت لؤلؤة
فأنت المحارة..
إن كنت مصباح
فأنت الإنارة..

قال: نفسك لؤلؤة
خلقت من محارة نفسي…
فإن أحسست بشئ
يطابق حسك حسي…
قالت: إن كنت لؤلؤة
فأنت محارة تحميها
تحتضنها و تنقيها
تظلل عليها و تحتويها
لأنها منها و تحيى فيها


و أطرق و أطرقت و احتضنت المحارة الؤلؤة و حملهما البحر للبيت ..!!!

المشهد الثاني:
وقفت علي أعتاب قلمه تحاول الإقتران بالحروف علها تلمس سماء الكلام و تنتشي من سحره فعلم أنها تريد أن تنهل من البيان رحيقا و تريد أن تعرف كيف يصنع من ذاك الرحيق عسلا سائغا
قال: أول درس في الكلام
أن اتركي العنان للفظك

قالت: مازالت تحبو حروفي
فسأبدأ طفولة كلامي باسمك


قال: تهجي معي
أ : أجمل ما في دنيتي
ح: حياتي التي ستأتي
م : ملاك حنون السمت
د : دائما بقلبي أنت

قالت: أ : أدعو الله أن يحفظك
ح: حياتي أضاءت بك
م : معا للأبد بكل صدق
د : دائما بقلبي موطنك

قال: سأبحر بك
فوق سحاب الحروف
و فوق بحار المعاني
و بساتين الكلم سوف نطوف
قالت: سفينتي أنت
و فارسي الذي
يأخذني علي جواده..
و ساكني أنت
و مليكي الذي
توجني ملكة علي بلاده..


و هنا شعرت أنها و لأول مرة تبحر معه في بحور المعاني فسكنت سفينته و تركت له مسار رحلة حياتها يختاره كيف يشاء

المشهد الثالث:
كان يوما طويلا و شاقا و كثير المشاحنات و الآلام و ظل هو يتحمل و يتحمل و كان ينتظر بفارغ الصبر لحظة سماع صوتها كي تزيل عنه كل هذا و تأخده إلي عالمها هي المملوء بزهور المشاعر و بساتين من الود و مدنا من الحنين طرقاتها من السعادة و مبانيها الأمل ..
و حين حدثها ..

قال: صوتك نشيد نوري
مغلف بانتظار القرب
صوتك غناء بلوري
يعزف علي أوتار القلب

قالت: حين مر صوتك
بين شراييني اكتشفني
فمررت من دمي إليك..
كاشفة عن كل
منابع الحنين
التي لم تكشف إلا لديك..

قال: صوتك يحمل سرا
و عطرا خاص بك..
يتسلل حتي يمتزج بروحي
فاعلق لافتة علي الروح
تحمل اسمك..
قالت: صوتك يغير قوانيني
يجعل لي جناحين فأطير
صوتك عذبا يأتيني
يخلق من اللهفة طرقا فأسير

و ظلا يتحدثان حتي أشرقت شمسها في دنياه فأضاءت أنحاءه

المشهد الرابع:
علي ضفاف الحلم اقتربت نهاية لقائهما الأسطوري فتشابكت الأيدي فأرادا أن يرسما كلمات علي شفة الذكري لتسكن القلبين حتي يحين اللقاء القادم

قال: أسعدت نفسي
و قلبي و حسي
و يومي و أمسي
و وقت ما أصبح
و وقت ما أمسي

قالت: أسعدت أيامي
و فكري و أحلامي
و بددت أوهامي
و حركت أقلامي

قال: قد تسألين الآن
ما أحلي المني
قلبي و قلبك
يوم يجتمعان..
و هبتك حياتي كلها
و تسكنين كامل الوجدان…
قالت: إن سألت الآن
عن كل المني
فهي أنت
و بيت يجمع الروحان..
ستبقي بين نفسي و نفسي
نهر روائع
نبعه إنسان..


و أسدل الستار علي أجمل لقاء شهده الكون و عاد كل منهما لبيته علي وعد باللقاء القريب جدا في أول حلم…!!!