كانت الدراسات الأثرية فى بادئ الأمر تابعة لمدرسة المعلمين العليا . ثم أصبحت النواة الأولى لكلية الآداب بالجامعة المصرية التي أنشاتها الحكومة فى أكتوبر عام 1925 م وهكذا أصبح قسم الآثار بكلية الآداب دعامة من الدعامات الأولى للجامعة منذ إنشائها. وظل قسم الآثار تابعاً لكلية الآداب من عام 1925 حتى 1970.
وقد أنشئت كلية الآثار الحالية بقرار من مجلس الجامعة للدراسات العليا وبالقرار الجمهوري رقم 1803 لسنة 1970 وذلك استجابة للرغبة التى تقدمت بها هيئة الآثار بأنها فى حاجة ماسة إلى جميع التخصصات الجامعية بعد الحصول على قدر كافٍ من الدراسات الأثرية . ومن ثم وافق مجلس الجامعة على إنشاء كلية قائمة بذاتها للدراسات الأثرية تضم طلاباً من الحاصلين على الثانوية العامة يقضون بها أريع سنوات , يحصلون بعدها على درجة الليسانس فى الآثار . كما تضم طلاباً من خريجى الكليات الجامعية يقضون بها سنتين يحصلون بعدها على دبلوم الدراسات العليا الذى يؤهلهم للتحضير لدرجتى الماجستير والدكتوراه فى الآثار .
وقد بدأت الكلية بقسمين فقط هما قسم الآثار المصرية القديمة وقسم الآثار الإسلامية ثم أنشأت الكلية فى العام الدراسى1974/1975 قسماً للترميم .
ولا شك أن الآثار بفروعها المتعددة هى التاريخ الحى لكل أمة وهى الشاهد القائم على ما بدأت به حضارة أهلها . فعلم الآثار هو علم البحث عن أصول الحضارات حيث الجذور وتشكيل الذات , وميدانه هو ما أنتجته يد الإنسان فى العصور السابقة وأنه كلما زاد الكشف عن أثار أمة ما كلما زادت الحصيلة التى يستنتج منها تاريخها وحضارتها . ومصر دون شك هى من أغنى الأمم بآثارها التى مثلت سلسلة متصلة الحلقات من تجارب الإنسان المصرى فى وادى النيل منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى الماضى القريب , ومن أجل هذا تعددت مراكز دراسة الآثار فى أغلب الجامعات والمعاهد والمتاحف العالمية .وكان التعمق فى دراستها على أرض الوطن ضرورة علمية وملحة لتفتح كلية الآثار أبوابها العلمية لطلابها مرحبة ومشجعة.