منتديات كويك لووك
موضوع بعنوان :الرحمة في معاملة الأطفال
الكاتب :Galal Hasanin


منذ فجر الرسالة الإسلامية ومنذ ان داعب جوهرها مشاعرنا
وشق قلوبنا وتغلغل في قرارة أنفسنا ومبدأ الرحمة يعد مبداً
وبندا من أهم بنود هذه الرسالة وأصقل جواهرها !
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم :
_ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين_
محمد(صلي الله عليه وسلم) والأسوة الحسنة
فما إن حلت رسالة الإسلام على الكون حتى تمزقت خيوط
القسوة وانفلق فجر الرحمة وهبت نسائمه تداعب وجوه المظلومين
وتقر أعين المحرومين وظهرت تباشيره مشرقة لماعة معلنة
عن رحمة عامة وتامة شاملة للعالمين ..
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما بكل من
حوله وفي كل معاملاته مع الصغير والكبير الغني منهم والفقير ..
حتى وصفه الله تعالى وتبارك اسمه :
_ حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم _
وإننا إذا ما تتبعنا أخبار السنة النبوية لنجد العجب في كيفية تطبيقه
عليه الصلاة والسلام لمذهب الرحمة وخصوصا مع الأطفال محور موضوعنا !
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده
الاقرع بن حابس التميمي فقال له الأقرع :
إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا قط ! فنظر إليه رسول الله وقال :

_ من لا يرحم لا يرحم _
وكان أيضا عليه الصلاة والسلام كما تقول كتب السيرة يمسك
الحسن ويضع قدما الحسن على قدمه ويقول له :
_ ترقى _ بمعنى اصعد !
وفي صحيح مسلم : روى جابر رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركع على ركبتيه
والحسن والحسين يركبان فوق ظهره وهو يقول :
_نِعم الجمل جملكما ونِعم العدلان انتما _ .
وروي أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
_ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا _
كانت هذه بعض من شمائله عليه الصلاة والسلام في
معاملته مع الأطفال الصغار كيف لا وهو معلم البشرية ومرشد الإنسانية !
ومن هذا المبدأ إخوتي الكرام أحببت لكل اب وام التعامل
مع الاولاد بمبدا الرحمة وجعلها تسري في ثنايا
الاسرة المسلمة مسرى الدم في العروق ..
إن علاقة الرحمة بين الاب والأم ومشاركة كليهما
في تربية الطفل من شأنه ان تعكس آثارا إيجابية فعالة
على حياته ..,
وللأسف الشديد نرى في مجتمعاتنا بعض الأزواج
يتركون مسؤلية تربية الأطفال على عاتق الأم ونسوا
أن هذه المسؤلية إنما هي مشتركة من قبل الطرفين !
يقول الله تعالى :
_ يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة _
ويقول ايضا : _ وامر اهلك بالصلاة واصبر عليها –
ومن هنا يظهر جليا ان مسؤلية التربية والرحمة هي منوطة بكلا الطرفين
إن مبدأ الحزم مع الطفل امرا لا بد منه ولكن يمكننا
الإبقاء عليه إذا ما كان متوازنا مع الرحمة والتاديب ..
كما سابينه لكم في هذا المثل :
_ طفلك صغير عمره اربعة اعوام يذهب طفلك
إلى خزانة الملابس ويقوم بنكشها يريد تغيير ملابسه ,
فهناك العديد من الأطفال من يحبون انتقاء وارتداء
ملابسهم بأنفسهم ! طبعا تأتين انت وتتفاجئين
ماذا تفعلين ؟
هل تنهالين عليه ضربا بلا شفقة او
رحمة وتوبخيه؟
أم هناك حل يضمن الرحمة والتاديب في نفس الوقت ؟
إليك الحل :
- طفلك صغير لم يتجاوز من العمر سوى ثلاث
او اربع سنوات هو لن يستطيع أن يرتب الملابس
كما كانت , فإن كانت ردة فعلك عفوية بالتوبيخ والضرب وإعادة الملابس إلى مكانها بنفسك دون أن يراك تفعلين ذلك سيحير هذ
ا الأمر طفلك , لأنه لن يعرف سبب تصرفك هذا
وسيؤدي نفس تصرفك في كل مرة ربما إلى عناد
طفلك وفقدانه الثقة بنفسه وبك !
- لذا يجب علينا في هذا الامر أن نتحلى
بالهدوء ونعود الطفل بكل رفق على توضيح
طريقة أخذ الملابس من الخزانة وتعويده على أكبر
قدر ممكن من ترتيبها .. وصدقيني أيتها الأم
مع الوقت سيستطيع هذا الطفل أخذ قطع الثياب
بدون أي ( نكش ) للملابس الأخرى !
-
- وكذلك الأمر بالنسبة إذا كسر إبنك مثلا
زهرية في غرفة الجلوس او احد أواني المطبخ ..
هل تقومين بضربه وحبسه في غرفته ؟ أم ماذا تفعلين ؟
الحل :

- طبعا لعب الأطفال داخل البيت هو شئ طبيعي
في مثل سنهم فالطفل عنده طاقة ومن البديهي
إخراجها فإن أنت أجبرت طفلك على السكوت او
عدم اللعب بكل بساطة لا يساعد طفلك على النمو الطبيعي
-
- ابعدي كل ما هو قابل للكسر من طريق طفلك ,
, صحيح أن منظر غرفة الجلوس سيصبح أقل
أناقة ولكن عليك التضحية وتقبل الأمر بكل طيبة خاطر
- وعليك بتحديد اوقات معينة في كل يوم تستطيعين
فيها أخذه إلى أماكن عامة , حدائق منتزهات
أو حتى دار بيتك ..
ابقِ برفقته وضحي ولو بقليلا من وقتك كل يوم

- باختصار وبدون إطالة إن تربية الأطفال تحتاج
إلى مبدأ الرحمة والصبر والرفق والتضحية كل
ذلك لتوفير الجو الطيب البناء والبيئة الصالحة
لتربية الأطفال تربية صحيحة.