منتديات كويك لووك
موضوع بعنوان :ليلة القدر (2)
الكاتب :Ahmed Adel


فضلها واستحباب طلبها

ليلة القدر أفضل ليالي السنة لقوله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر.. فالعمل فيها، من الصلاة والتلاوة، والذكر. خير من العمل في ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر. و قد فضّـل الله عزّ وجلّ هذه الليلة على غيرها من الليالي والأيّام، وأجزل لمن عبدَ ه وذكره، وفعل الخيرات والتمس المبرات ،الثواب والأجر العظيم أكثرمن ليالي وأيام كثيرة ليس فيها ليلة القدر، تبلغ ألف شهر، وإذا كان الشهر ثلاثين يوماً تقريباً، كانت ليلة القدر خيراً من ثلاثين ألفاً من الأيّـام الأخرى، وأن من أحيا هذه الليلة بالعبادة والذكر والدعاء والأعمال الصالحة كان له من الثواب ما هو خير من ثلاثين ألفاً، وهي تعادل ثلاثاً وثمانين سنة وثلث السنة، وهذا عمر قلّ من أمة الإسلام من يبلغه، فكيف بمن يعبد الله فيه، ويتقرب إليه بالفرض والنفل

ومن فضائل الليلة الميمونة أيضا

أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر
أنها ليلة مباركة، قال تعالى: إنا أنزلناه في ليلة مباركة
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم

تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر

ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى: سلام هي حتى مطلع الفجر

فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.. متفق عليه
ويقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في معرض حديثه عن ليلة القدر: ونجد أنفسنا أمام قول الله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين, فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيم, أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ, رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.. سورة الدخان

إنها لمباركة حقّـاً، تلك الليلة التي يفتح فيها ذلك الفتح على البشريّـة والتي يبدأ فيها استقرار هذا المنهج الإلهي في حياة البشر، والتي يتصل فيها الناس بالنواميس الكونيّـة الكبرى مترجمة في هذا القرآن ترجمةّ يسيرة، تستجيب لها الفطرة وتلبّـيها في هوادة، وتقيم على أساسها عالماً إنسانيّـاً مستـقرّاً على قواعد الفطرة واستجاباتها، متناسقاً مع الكون الذي يعيش فيه، طاهراً نظيفاً كريماً بلا تعمل ولا تكلّف .. يعيش فيه الإنسان على الأرض موصولاً بالسماء في كل حين