منتديات كويك لووك
موضوع بعنوان :حسن الخاتمة واللحظات الأخيرة في حياة الدكتور المسير
الكاتب :رحمة


اللحظات الأخيرة في حياة الدكتور المسير

menu_09

بقلم: الدكتور محمد هشام راغب
وصلتني هذه الرسالة من الطبيب/ أحمد جلال فؤاد

ترددت لفترة قبل كتابة هذه الرسالة، فنحن كأطباء لاينبغي لنا أن نتحدث عن خفايا المرضى مهما كانوا، ومن ناحية أخرى أحببت أن يشاركني أحباب و تلامذة العالم الجليل الأستاذ الدكتور/ محمد المسير -رحمه الله رحمة واسعة- أحببت أن يشاركوني الفرحة بحسن خاتمة الشيخ.
فيوم أمس السبت كنت أعمل في المستشفى التي لقي فيها الشيخ وجه ربه الكريم،
وحدث أن طلب مني عمل أشعة تلفزيونية للشيخ في وقت متأخر من ليلة أمس،
ولم أكن أعرف أن ‘محمد السيد أحمد’ المريض في الرعاية هو فضيلة الشيخ/ محمد المسير!!، علمت بذلك أمام سريره رحمه الله، .. وأصابني الحزن لرؤيته على فراش المرض، لكن الشيخ كان وعلى الرغم من تأخر حالته وقتها- كان دائم الذكر لله، وكانت سبابته اليمنى في حركة التوحيد كما في التشهد.

وحدث أن الشيخ أشار بيده لمن حوله، فقاموا برفع قناع الأكسجين ليسمعوه، وقال: (مش عايزه، خلاص) ولكن الأطباء هموا بوضعه مرة أخرى ، فاشاحه بيده و نظر إلى أعلى ثم مد يده للأعلى، وكأنه يستعجل لقاء ربه، ووضع القناع وعندها سمعناه يردد الشهادة و يحرك أصبعه كما في التشهد، ثم طلب رؤية أولاده الكرام.

وقبل وفاته بقليل كنت عند سريره عندما دخل في نزاع الموت، وهي مرحلة يفقد فيها المخ التحكم على أعضاء الجسم (Gasping)، ويفقد فيه المريض وعيه تماماً، وما أقشعر له بدني رؤيتي للسبابة اليمنى للشيخ، كانت العضو الوحيد الذي يتحرك.
كان يتحرك كما لو كان في التشهد، كما لو كان يقوم مقام اللسان في نطق الشهادة

لحظتها أدركت أن جوارح الشيخ كانت في طاعة ربها على الدوام، وفي اللحظة التي توقفت جارحة العقل عن ذكر الله أبت جوارح الشيخ إلا أن تسبح و تعلن توحيدها لله سبحانه و تعالى.
فقد صدق قلبه و عقله و لسانه طوال حياته
فصدقت جوارحه حتى عند مماته

رحم الله الشيخ المسير رحمة واسعة
وأسكنه فسيح جناته
مع النبيين و الصديقين و الشهداء.

وألهم أهله والمسلمين الصبر والسلوان. وإنا لله و إنا إليه راجعون))