فن شكوي الزوجة

الرجل يشعر عادة بالهجوم والاعتداء عليه عندما تبدأ زوجته بالشكوى والحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، فهو يستنتج أنها تلومه على هذه المشكلات والمشاعر.

والحقيقة أنه يغيب عن معظم الرجال أن المرأة تحتاج للحديث عن مشكلاتها ومشاعرها ومن دون أن تقصد لوم الزوج أو عتابه.

 ويمكن للمرأة من خلال الممارسة والتدريب أن تتعلم كيف تحقق حاجتها بالحديث عن الصعوبات والمشاعر، ولكن من غير أن تُشعر الرجل باللوم أو العتاب.

يجب على كل زوجة أن تتعلم مثلاً كيف يمكن أن تطمئن الرجل إلى أنها لا تقصد لومه على هذه الصعوبات، ويمكنها أن تقول له مثلاً: كم أشعر بالراحة لمجرد الحديث معك عن هذه المشكلات، كم يسعدني أن أستطيع الكلام معك، إنني أشعر الآن بالارتياح بعد أن تحدثت لك عن ذلك، فشكراً لك لأنك استمعت إلي، أعرف أنك لست أنتَ السبب، إلا أني أود الحديث في الأمر.

وإذا أدركت المرأة كم يكون لمثل هذه العبارات البسيطة من تأثير كبير في تغيير دفة الحديث، لحرصت على الابتكار والتجديد فيها كل فترة، لكي تضمن أن حديثها إلى زوجها سيصبح أكثر إيجابية وقبولاً من قبل الزوجين معاً.

ويمكن للزوجة كذلك أن تحاول خلال حديثها إدخال بعض العبارات التي تنم عن تقديرها للجهود التي يبذلها زوجها من أجلها، فإذا كانت مثلاً تشتكي من الأعمال المنزلية التي تقوم بها، فيمكنها أن تعبر له عن تقديرها للمساعدة التي يقدمها إليها في أعمال المنزل، وتشكره مثلاً عن عمل قام به منذ مدة قريبة، وكيف سرّها هذا العمل.

ولا تحتاج المرأة لتغيير طبيعتها فتمتنع عن الحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، أو تمتنع عن التشكي لمجرد أن توافق ما يريده الرجل، فليس هذا بالأمر السليم لها، وإنما عليها أن تحاول أن تعدّل بعض الشيء طبيعة الحديث لكي لا تُشعر الرجل بالتهجم أو اللوم على هذه المشكلات، وذلك من خلال إدخال التغييرات البسيطة وتبذل قصارى جهدها لكي تنتقي أفضل وأنسب العبارات.

وينبغي على الزوجة كذلك ألا تفترض أن الرجل يدرك دوماً كي هي تقدّر ما يبذله ويقدمه من جهد من أجلها، فقد يوجد عند كثير من النساء مثل هذا الافتراض، ولذلك فهن لا يخبرن الرجل بتقدير جهوده وخدماته، والحقيقة أن الرجل يحتاج دوماً أن يشعر بأن زوجته تدرك وتقدر مساعيه وخدماته.

وإذا شعرت الزوجة بأنها منزعجة من أمر ما صدر من زوجها وأنها تريد عتابه أو انتقاده، إلا أنها لسبب ما لا تجد أن الوقت مناسب لمثل هذا الحديث معه، فيمكنها عندها أن تتحدث لصديقة أو قريبة، لتحاول الحصول على التأييد والتشجيع الذي تحتاج وعندما تشعر ببعض الهدوء والإيجابية والمحبة يمكنها أن تتحدث مع زوجها لمشاركته مشاعرها.

وعندما تعود إلى زوجها وتبدأ في الحديث معه عليه أن تمتلك إستراتيجية ناجحة تختلف باختلاف مجموعة من المتغيرات، فحالة الزوج النفسية والذهنية والبدنية لابد أن تكون ضمن المعايير التي تراعيها الزوجة، فقد يكون الوقت غير مناسب أن تبثه شجونها بسبب ما يعانيه من ضغوط في العمل أو مشكلات مع الأسرة.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More