عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى

عاشوراء الخروج تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى

منظر تخيلي لانشقاق البحر (محاكاة بواسطة الكومبيوتر)

مهندس / محمد عبد الرازق جويلي
عاشوراء الخروج
عن بن عباس قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد يهود يصومون يوم عاشوراء فقال : ما هذا فقالوا : هذا يوم عظيم يوم نجى الله موسى وأغرق آل فرعون فصامه موسى شكرا قال النبي صلى الله عليه وسلم : فإني أولى بموسى وأحق بصيامه فصامه وأمر بصيامه …. ((1))…
وهناك أحاديث كثيرة وردت بالصحيحين بنفس المعنى . نستخلص منها أن يوم نجاة موسى وغرق فرعون في البحر كان يوافق يوم عاشوراء وهو الذي أسميته بعاشوراء الخروج .. وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم.. لذا فمن المؤكد أن اليوم الذي عبر فيه موسى وبني إسرائيل البحر بينما غرق فرعون فيه كان يوافق يوم 10 من محرم لإحدى السنوات القمرية التي كان يتبعها بنو إسرائيل وان اختلف مسمى الشهر القمري عندهم عن المحرم .
لأنه لو كان اليهود قد كذبوا علي رسول الله فيما حدث لموسى وفرعون في هذا اليوم لكان الله تعالي قد كشف لرسوله كذبهم وتضليلهم ولما أمر الصادق المصدوق بصيام هذا اليوم تأسيا بموسى . وبما أن التقويم عند اليهود قمري أيضا هو التقويم العبري فلا بد أن هذا اليوم كان اليوم العاشر لشهر قمري ما من شهورهم القمرية .
 س : تري ما هذا الشهر العبري الذي نجى الله فيه موسى وأغرق فرعون في العاشر منه ؟
 ج :الإجابة سوف نستخلصها من السفر الثاني من أسفار العهد القديم (سفر الخروج ) الذي تناول قصة خروج بنى إسرائيل من مصر ومنه نستخلص خط سير خروج بني إسرائيل من مصر ونستنتج تاريخ هذا اليوم العظيم
خط سير خروج بني إسرائيل من مصر.
إذا تتبعنا قصة خروج موسى وبني إسرائيل من مصر حسبما جاءت في سفر الخروج نجد أن بني إسرائيل بدءوا الخروج في ليلة 15 من الشهر القمري أبيب( نيسان) وكان عددهم 600 ألف رجل دون حساب الشيوخ والأطفال والنساء حتى أن بعض المفسرين ذكر أن عددهم عند الخروج كان يزيد عن اثنين مليون .. وهذا العدد مبالغ فيه كثيراً حيث جاء في القرآن وصف الفرعون لهم (إن هؤلاء لشرذمة قليلون ) الشعراء 54 وقد خرج بنو إسرائيل ومعهم مواشيهم وغنمهم وبقرهم بأعداد كبيرة جدا بالإضافة إلي أمتعتهم والعجين الغير مختمر وما سلبوه من المصريين من ذهب وجواهر وحلي….. أما عن خط السير فهو كما جاء بسفر الخروج من رعمسيس (قنتير بالشرقية) إلي سكوت ثم إلي إيثام في طرف البرية ثم أمرهم الرب بأن يرجعوا وينزلوا أمام فم الحيروث بين مجدل والبحر أمام بعل صفون ولما حضر الفرعون وجنوده إلي هذا المكان الأخير (فم الحيروث) وتراءي الجمعان بنو إسرائيل وجند فرعون ولم يكن بنو إسرائيل مجهزين للقتال لذا فقد خافوا خوفا شديدا … عندئذ حدثت آية الله الكبرى كما ورد بالقرآن : ” فأوحينا إلي موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ” الشعراء 63 … وكما جاء بسفر الخروج (فقال موسى للشعب لا تخافوا قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصفه لكم اليوم فإنه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم أيضا إلي الأبد الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون ) خروج 14: 13 – 14 (ثم قال الرب لموسى : قل لبني إسرائيل أن يرحلوا وارفع أنت عصاك ومد يدك علي البحر وشقه) خروج 14 : 15 – 16 … ثم حدث ما هو معروف كما جاء بالقرآن وسفر الخروج من عبور بني إسرائيل الطريق اليابس الذي شقه موسى وسط البحر بوحي وقدرة الله بينما غرق فرعون وجنوده بعدما أطبق الله البحر عليهم .
نصف الدنيا تسير في طريق الخروج
تحت عنوان (اكتشاف طريق خروج بني إسرائيل من مصر) بمجلة نصف الدنيا ذكرت أن بداية الخروج كانت من رعمسيس بالشرقية ثم إلي سكوت وهي مدينة تقع فى وادي الطميلات وهو واد يمتد من الزقازيق إلي غرب محافظة الإسماعيلية وسكوت تبعد عن رعمسيس بـ 24 كم ومن سكوت إلي ايثام (موقع بالإسماعيلية بين بحيرة التمساح والبحيرات المرة حاليا) ثم توجهوا إلي فم الحيروث أمام بعل صفون (قرب السويس) وهناك وقعوا في كمين وصاروا محاصرين بين الصحراء والبحر الأحمر ثم عبروا البحر الأحمر بعدما حدثت الآية الكبرى إلي مارة بالقرب من عيون موسى.. ثم استكملوا التنقل في صحاري وجبال سيناء بعدما حكم الله عليهم بالتيه 40 سنة في سيناء لرفضهم قتال العماليق.. ويقول عبد الرحيم ريحان (مدير آثار دهب) بالمجلة من خط سير الرحلة المذكور في التوراة يتضح أنه كان بطريق جنوب سيناء وليس شمال سيناء (عند البحر الأبيض المتوسط) كما ذكر البعض… وعندما أخلي فرعون السبيل للشعب الإسرائيلي فإن الرب لم يسمح لهم بالمرور من الطريق المعهود إلي فلسطين مع أنه قريب جدا لأنه قال : ( لئلا يندم الشعب إذا رأوا حربا ويرجعوا إلي مصر فأدار الله الشعب في طريق برية بحر سوف ) خروج 13 : 17 … وطبيعي أن يكون الخروج من جنوب سيناء لأن شمال سيناء كان الطريق الحربي بين مصر وفلسطين منذ عهد يوسف .. بعكس ما ذهب إليه البعض من تفسيرهم بحر سوف بأنه البحر المتوسط بحيث يعبروا البحر المتوسط فيجدوا أنفسهم بالقرب من عيون موسى بخليج السويس.. فهذا مناف تماما لكل الأحداث كما وردت بالقرآن والتوراة … كما أنه غير صحيح جغرافيا…فإن بحر سوف (في العبرية ” يم سوف ” أي بحر القصب) أي بحر القُلزُم، هو بحر أو بحيرة واسعة، ينبت على جانبها القصبُ البَرْديّ .. قال بعض المترجمين: إنّه البحر الأحمر.. لهذا فإن خط السير قد بدأ من رعمسيس (قنطير بالشرقية ) ثم اتجهوا إلي شمال شرق إلي سكوت ثم اتجهوا للجنوب شرق حتى أيثام… (( 2 ))

خط سير خروج بني إسرائيل من مصر

ساروا 200 كم قبل مواجهة فرعون
اعتقد شخصيا أن بني إسرائيل قد التفوا حول البحيرات المرة من جهة الشرق (سيناء) لأنه كان هناك عائق مائي وقتئذ هو فرع النيل البيلوزي الذي كان يقطع محافظتي الشرقية والإسماعيلية وقتئذ ويصب في البحيرات المرة ولم تذكر الكتب المقدسة أنهم عبروا نهرا أثناء خط سيرهم قبل أن يواجهوا فرعون وجنوده عند البحر الأحمر وهذا الطريق يصل طوله إلي أكثر من 160 كم (علي الخريطة) وهو طريق صحراوي رملي غير ممهد (وقتئذ) ولا يفترض فيه الاستقامة التامة مما قد يجعل مسافة السير تزيد عن 200 كم … كما أن بني إسرائيل قد خرجوا بناء علي موافقة من فرعون وإلحاح من المصريين علي خروجهم بعدما أصاب فرعون والمصريين من الويل بسبب الآيات التسع أو الضربات العشر وكان آخرها موجعا حيث ضرب الله كل بكر في أرض مصر بدءا من ابن فرعون نفسه والمصريين جميعا حتى بهائمهم أيضا ماتت أبكارها حتى أصبح في كل بيت ميت (خروج 12 : 19 ) … فلم العجلة في السير إذن ؟
ساروا امنين مطمأنين 25 يوم
 يبدو أن بني اسرائيل قد بدءوا السير آمنين عدة أيام (لماذا؟) .. لأنهم خرجوا بعد طلب موسى من فرعون بذهابه وقومه لمدة 3 أيام في البرية لأن لهم عيد للرب غير ان فرعون رفض فعاقب الله فرعون والمصريين جميعاُ بالآيات أو الضربات فكانت موافقة فرعون وإلحاح المصريين فخرج بنو إسرائيل ليلا ولكن الله شدد قلب فرعون حتى يسعي وراءهم (خروج 14 : 4 ) فغير رأيه بعدما أصابه من الغضب والغيظ من هروب بني إسرائيل وتركهم خدمة المصريين حيث كانوا عبيدا مسخرين لخدمة المصريين ( خروج 14 : 6 ) فأرسل فرعون لكل المدن الفرعونية بمصر (قيل ألف مدينة واثنا عشر ألف قرية- تفسير الجلالين وتفسير البغوي ) وذلك لإعداد جيشا كبيرا(قيل عددهم مليون مصري ) وست مائة مركبة منتخبة وسائر مركبات مصر( خروج 14 : 8 ). ولعل إعداد هذا الجيش الكبير بمعداته ومركباته في كل مدن مصر قد استغرق أياما ليست قليلة . خرج هذا الجيش ليلحق موسى وقومه وقد صور القرآن خروج بني إسرائيل بتسلسل أحداثه تصويرا بديعا في سورة الشعراء حيث قال الله تعالي:” وأوحينا إلي موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون.. فأرسل فرعون في المدائن حاشرين .. إن هؤلاء لشرذمة قليلون .. وإنهم لنا لغائظون ..وإنا لجميع حاذرون .. فأخرجناهم من جنات وعيون .. وكنوز و مقام كريم .. كذلك و أورثناها بني إسرائيل.. فاتبعوهم مشرقين “الشعراء60
 *** وفي نفس الوقت كان يسير أكثر من 2 مليون من بني إسرائيل( حسب زعم اليهود) في صحراء قاحلة أطفالا وشيوخا ونساءا وشبابا ومعهم مواشيهم الثقيلة بقر وجاموس التي تسير ببطء وأغنامهم وأمتعتهم وخبزهم في طريق قدرناه بأكثر من 200 كم (افتراضا).. ولو افترضنا أن سرعتهم 8:7 كم في اليوم وليس كما ذهب بعض مفسري أهل الكتاب من أن سرعتهم كانت 10:6ميل في اليوم (6ميل= 10كم) كما جاء ذلك في الدراسات الحديثة لبعض مفسري التوراة في احد المواقع بالانترنت ….. ((3)) لأنهم في الواقع لم يكونوا متعجلين كما ذكرنا.. فإنهم يكونوا قد قطعوا الطريق في 25:24 يوما حتى وصلوا إلي النقطة التي عبروا فيها خليج السويس بالبحر الأحمر. وبما أنهم قد خرجوا من أرض جاسان بالشرقية ليلة 15 نيسان فإنهم يكونون قد وصلوا بعد 25:24 يوم سير إلي يوم 10بالشهر التالي أيار حيث عبروا خليج السويس في هذا اليوم. س : ولكن ما الدليل علي صحة هذا الافتراض ؟ ج: إن بني إسرائيل بعدما اجتازوا خليج السويس خرجوا إلي برية شور حيث ساروا ثلاثة أيام دون ماء حيث وصلوا إلي مارة التي حدث فيها معجزة تحويل الماء المر إلي عذب (بقدرة الله ) حيث شربوا ثم ارتحلوا إلي ايليم ثم إلي برية سين التي وصلوها في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني أيار بعد خروجهم من مصر في الشهر الأول (نيسان) وهكذا كما جاء بسفر الخروج الإصحاحين 15 ؛ 16 . فإننا إذا طرحنا 3 أيام سير (دون ماء) وحوالي يومين (افتراضا) التي ساروها من أيليم إلي برية سين.. أي خمسة أيام .. إذا طرحناها من يوم 15 لشهر أيار (عندما وصلوا إلي برية سين ) .. نصل إلي أنهم قد اجتازوا خليج السويس في اليوم العاشر من شهر أيار .
 س :هل هناك دليل آخر ؟
 ج: نعم … فإنه من اليوم الـ15 من شهر نيسان الذي خرجوا فيه إلي اليوم الـ15 من أيار الذي وصلوا فيه إلي برية سين بعد عبورهم خليج السويس لا يوجد سوي عاشوراء واحدة فقط (يوم 10 في الشهر القمري) هي عاشوراء شهر أيار. وطالما أن اليهود ذكروا لرسول الله أنه هو اليوم الذي نجي الله فيه موسى وأغرق فرعون .. فلا بد أنهم كانوا يعرفون أنه كان يوافق العاشر من أيار حسب ترتيب أحداث خروج بني إسرائيل من مصر في كتابهم (التوراة ) كما بينا .
عاشوراء العبري غير عاشوراء الإسلامي
س: ولكن ما القول في أن لليهود يوم آخر يسمي يوم عاشوراء يوافق اليوم العاشر من شهر تشري العبري ؟ ج : هذا هو يوم الكفارة ويسمي أيضا يوم الكيبور … وهو اليوم الذي عاد فيه موسى من سيناء بعدما استرضي ربه علي بني إسرائيل حيث أنه بعدما صعد الجبل لميقات ربه وغاب عنهم 40 يوما تلقي فيها التوراة ثم عاد فوجد بني إسرائيل وقد عبدوا العجل الذي صنعه لهم السامري من الذهب الذي سلبوه من المصريين وكان هذا اليوم هو العاشر من الشهر السابع (تشري) لذا فقد أسموه ب آشورا Ashura (عاشوراء) أيضاً … ولقد فرض سيدنا موسى عليهم صيام هذا اليوم .. ومن لا يصم يقتل حسب الشريعة .. ويعتبر هذا اليوم سبتا أي يوم راحة محرما فيه العمل .
 س: ولكن الرسول التقى باليهود في يوم عاشوراء الإسلامي عندما توافق مع يوم عاشوراء العبري كما جاء بالأحاديث الصحيحة ففي أي سنة هجرية كان ذلك ؟
ج : في الواقع لم يحدث ذلك مطلقاً في أي من السنوات الهجرية ال11 الأولى التي هاجر فيها الرسول إلى المدينة في ربيع الأول من السنة الهجرية الأولى حتى توفى في ربيع الأول سنة 11 هجري لأنه عندما بحثنا عن شهر المحرم للسنوات الهجرية ال11 الأولى في موقع تحويل التقاويم العالمي ….. ((4)) فوجدناه لم يوافق شهر تشري الذي في عاشره عاشوراء العبري مطلقاً ولكن وجدنا شهر المحرم قد توافق مع الشهور العبرية الآتية حسب ترتيب السنوات الهجرية ال11 الأولى : 1-آب.2- آب.3- تموز.4- تموز.5- تموز.6- سيوان.7- سيوان.8- أيار.9- أيار.10- أيار.11- نيسان . بما يعني ان عاشوراء الإسلامي لم يتوافق مطلقاً مع عاشوراء العبري بعد دخول الرسول المدينة حتى توفى وهذا يعنى أننا أمام احتمال واحد فقط هو ان هذا اليوم الذي التقى فيه الرسول مع اليهود كان يوم عاشوراء (10 محرم) عند المسلمين ولكنه كان يوافق يوم 10 من شهر قمري عبري هو احد الشهور (آب – تموز – سيوان – أيار – نيسان) الذين توافقوا مع ال11 سنة الهجرية الأولى بالترتيب الذي توصلنا إليه , ونحن قد توصلنا من قبل انه كان يوم 10 أيار وذلك عندما استعرضنا خروج بني إسرائيل من مصر كما جاء بالتوراة في ليلة 15 نيسان العبري القمري وان يوم اللقاء كان بعد 24 أو 25 يوم أي في يوم 10 أيار وقدمنا الأدلة على ذلك بما يعني ان الرسول قد التقى باليهود في يوم 10 محرم لأحد السنوات الهجرية ال8 أو ال9 أو ال10 الذي توافق فيها مع شهر أيار العبري القمري كما جاء من موقع تحويل التقاويم الذي ذكرناه.
يوم عاشوراء عند المسلمين يوم عظيم عند اليهود
إحقاقا للحق يجب أن أقول أن اليهود لم يسموا هذا اليوم الذي وجدهم الرسول فيه صائمين بيوم عاشوراء عندهم صراحة في أي حديث نبوي تناول هذا اللقاء وذلك بعد أن راجعت كل الأحاديث الشريفة التي تناولت هذا اللقاء والتي رواها بن عباس وأبو موسى ألاشعري وأبو هريرة ولقد كانت أجابتهم في تلك الأحاديث الشريفة عن هذا اليوم كالآتي :- قالوا: هذا يوم صـالح , يوم نجى اللّه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى (ع ). …… فقالوا:هذا يوم عظيم , وهو يوم نجى اللّه فيه موسى واغرق آل فرعون …… فقالوا: هذا هو اليوم الذي اظهر اللّه فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون …… فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون…… قال : دخل النبي المدينة وإذا أناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه , فقال النبي : ((نحن أحق بصومه )). فأمر بصومه …… قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا,…… فقالوا هذا اليوم الذي نجا الله موسى وبني إسرائيل من الغرق وغرق فيه فرعون.
 وهكذا نجد أن اليهود لم يقولوا للرسول صراحة أن هذا اليوم كان يوم عاشوراء عندهم بل قالوا عنه انه يوم صالح ويوم عظيم ويوم أظهر فيه موسى على فرعون وكانوا يعظمون هذا اليوم ويعدونه عيدا ولكن لم يقل أحد منهم صراحة أنه كان يوم عاشوراء عندهم وان كان هذا لا يمنع من أن يكون لليهود قديما يومان عاشوراء:
 1) يوم عاشوراء الخروج : يوم 10 أيار.. الصيام فيه تطوع شكرا لله علي نجاة موسى ونجاتهم وغرق فرعون ولكنهم نسخوه وهذا دأبهم .
 2) يوم عاشوراء الكفارة : يوم10 تشري .. ذكري عبادتهم للعجل وغضب موسى عليهم بسبب ذلك وكسره ألواح التوراة من شدة غضبه وفرضه لهم ومن لا يصمه يقتل حسب الشريعة فأبقوه … ثم أن اليهود لو كانوا قد كذبوا علي الرسول في حقيقة وأصل وسبب يوم عاشوراء لكشف الله لرسوله كذبهم وتضليلهم وما أمر بصيام هذا اليوم… لهذا أعتقد أنه لابد أن يكون هناك يوم عاشوراء آخر عند اليهود وهو ما توصلت إليه يوم 10 أيار وهو الذي كان يتوافق مع 10 محرم في سنة 1227 ق .م يوم غرق فرعون ونجا موسى وربما كان يسن عند اليهود صيامه حتى أيام رسول الله ثم نسخه أحبارهم بعد ذلك .
 لأنك تجدهم أحرص الناس علي الحياة. نستخلص مما سبق أن يوم نجاة موسى وغرق فرعون (عاشوراء الخروج) كان يوم 10 محرم حسب التقويم الهجري الذي كان يوافق يوم 10 أيار حسب التقويم العبري …. وكلا التقويمين قمري.
 ولكن الفرق بين هذين التقويمين أن يوم 10 محرم يأتي في الصيف والخريف والشتاء والربيع لأنه لا نسيء في التقويم الهجري . أما يوم 10 أيار فيأتي في الربيع دائما لأن التقويم العبري يعتمد على النسيء حيث يضاف شهر قمري ثالث عشر لبعض السنوات القمرية لكي يحفظوا لعيد الفصح (15 نيسان) أن يكون بعد الاعتدال الربيعي مباشرة بما يتفق مع نفس الظروف التي خرج فيها موسى وبنو إسرائيل من مصر ليلة 15 نيسان في أول الربيع وكانوا يعرفون الاعتدال الربيعي قديماً بظهور بشاير محصول الشعير .
الاعتدال الربيعي أيام موسى
لما كان الاعتدال الربيعي حاليا فلكيا يوافق يوم 21 مارس فإن 15 نيسان (عيد الفصح) عند اليهود يوافق أحد أيام الفترة من 22 مارس حتى 30 أبريل وذلك حسب التقويم الجريجوري المعمول به حاليا . لهذا فإن 10 أيار الذي يأتي بعد 15 نيسان بـ24 أو 25 يوما يوافق أحد أيام الفترة من 15 أبريل حتى 25 مايو .
 * أما في السنة التي خرج فيها موسى وبنو إسرائيل من مصر والتي نعتقد أنها أحد سنوات القرن الثالث عشر قبل الميلاد كما توصلنا فإن الاعتدال الربيعي فيها كان يوافق 1 أبريل حسب التقويم الجولياني حسب اشهر موقع عالمي لتحويل التقاويم الذي نستعين به بالتالي فإن يوم 15 نيسان الذي خرج فيه موسى وبنو إسرائيل من مصر كان يوافق أحد أيام الفترة من 2 أبريل حتى 11 مايو أما يوم 10 أيار الذي عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر فإنه يوافق أحد أيام الفترة من 26 أبريل حتى 4 يونيو . أي ان بداية الاعتدال الربيعي أيام موسى عليه السلام كان متأخراُ 11 يوم عما هو عليه الآن .
سبعة تواريخ منهم واحد صحيح
هذا الحساب الفلكي الدقيق باستخدام اشهر مواقع تحويل التقاويم للوصول إلي اليوم الذي يتوافق فيه 10 أيار مع 10 محرم في القرن ال13 قبل الميلاد مع العلم ان 10 محرم لا يشترط ان يوافق 10 أيار تماماً لأن التقويم العبري لا يشترط ظهور الهلال ليبدأ الشهر القمري ولكن قمرهم اصطلاحي حسابي وقد يصل الفرق بينهم ل3 أيام فكان الآتي :
 1- يوم 9 مايو 1293ق.م =13 أيار 2468 عبري = 10 محرم 1973 ق.ه
 2- يوم 28 ابريل 1292 ق.م = 12 أيار 2469 عبري = 10 محرم 1972 ق.ه
 3- يوم 15 مايو1261 ق.م =12 أيار 2500 عبري = 10 محرم 1940 ق.ه
 4- يوم 4 مايو 1260 ق.م =12 أيار 2501 عبري = 10 محرم 1939 ق. ه
5- يوم 23 ابريل 1259 ق.م = 11 أيار 2502 عبري = 10 محرم 1938 ق.ه
 6- يوم 10 مايو 1228 ق.م =11 أيار 2533 عبري = 10 محرم 1906 ق.ه
 7- يوم 29 أبريل 1227ق.م =11 أيار 2534 عبري = 10 محرم 1905 ق.ه = الخميس وبالطبع فإن أحد هذه التواريخ الـ 7 هو عاشوراء الخروج أما الـ 6 تواريخ الأخرى فخاطئة رغم توافق شروطها لأن خروج بني إسرائيل مع موسى من مصر كان بالطبع مرة واحدة..
ولسوف نستبعد الـ 6 تواريخ الخاطئة في الخطوات التالية ليتبقى لنا التاريخ الوحيد الصحيح لعاشوراء الخروج والذي سوف نثبت صحته فلكيا وتاريخيا ودينيا ؟
 س: لكن ما هو التاريخ الصحيح لعبور موسى وبني إسرائيل البحر الأحمر (عاشوراء الخروج) من هذه التواريخ الـ 7 ؟
ج: لا بد من إلقاء نظرة إلي تاريخ الفراعنة لأن العبور ارتبط بموت أحد فراعنة مصر غرقا في البحر الأحمر وانتهاء حكمه. ولقد ورد في القرآن مصير هذا الفرعون علي النحو التالي :
— قوله تعالي :” فاتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم ” طه 78 — وقوله تعالي :” وجاوزنا بني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوانا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ” يونس 90 — وقوله تعالي :” فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ” القصص 40 كما ورد أيضا مصير هذا الفرعون في سفر الخروج في الإصحاحين 13 ، 14 وأيضا في المزمور 136 يؤكد موت فرعون في بحر القلزم (البحر الأحمر) .
وهكذا كل الكتب السماوية اتفقت على موت فرعون غرقا في البحر . وإذا نظرنا إلي تواريخ موت ملوك وفراعنة مصر في القرن الثالث عشر قبل الميلاد نجد أن ذلك يتزامن مع آخر فراعنة الأسرة الـ 18 (حور محب) وأغلب فراعنة الأسرة الـ 19. وكانت تواريخ وفاتهم بالمراجع التاريخية (تاريخ مصر القديمة – مصر الخالدة – تاريخ العالم) كالآتي :
** من ذلك يتبين الاختلافات الكبيرة بين المؤرخين في تواريخ وفيات فراعنة مصر في تلك الفترة مما يعني أن هذه التواريخ تقديرات ينقصها قدر من الدقة ومما يجعل هناك صعوبة في تحديد التاريخ الصحيح لعبور موسى وبني إسرائيل البحر الأحمر في يوم عاشوراء الخروج ما لم يكن هناك معلومة إضافية محددة في حياة موسى وقصته مع فرعون مصر تصل بنا إلي تاريخ عاشوراء الخروج الصحيح. ** فبالعودة إلى قصة موسى وترتيب أحداثها كما وردت بالقرآن وبأسفار موسى بالكتاب المقدس نلاحظ أن فرعون الذي أرسل الله موسى إليه وقابله بآياته الكبرى في يوم الزينة هو نفس الفرعون الذي أخذه الله بالسنين ونقص الثمرات وأرسل عليه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم كما جاء بالقرآن أو هو نفس الفرعون الذي ضربه الله بعشر ضربات كما جاء بسفر الخروج … وهو نفس الفرعون الذي أغرقه الله في البحر الأحمر بينما عبر موسى وبنو إسرائيل البحر في يوم عاشوراء الخروج .وبالطبع فإن هذه الأحداث قد استغرقت زمنا طويلا ذكره أغلب المفسرين 40 سنة .
 ** وهذا يعني أن يوم عاشوراء الزينة وهو الذي توصلنا فلكيا أنه كان يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م فإن هذا اليوم كان يوما في حياة هذا الفرعون , وأن يوم عاشوراء الخروج الذي نبحث عنه كان يوم موت هذا الفرعون وانتهاء حكمه بالطبع . ولأول وهله نستطيع أن نرفض تاريخين من سبعة التواريخ التي توافق فيها يوم 10 أيار مع 10 محرم في القرن الـ 13 قبل الميلاد هما الواقعان بسنة 1293 ق.م و بسنة 1292 ق.م لأن كلا من هذين التاريخين يقع قبل يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م .. لأن يوم عاشوراء الخروج الذي مات فيه هذا الفرعون لا بد أن يقع بعد يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م الذي كان فرعون فيه حيا بالطبع وليس قبله . ** كما إننا نستبعد 3 تواريخ أخرى من التواريخ السبعة هي الواقعة بالسنوات 1261ق.م ،1260 ق.م , 1259 ق.م لأن الفرق بينهم وبين تاريخ يوم عاشوراء الزينة 9 يوليو 1266 ق.م حوالي 5 : 7 سنوات ومعروف أن الفترة بين يوم عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج 40 سنة كما سنثبت ذلك في بحثنا القادم إنشاء الله (40 سنة و 80 سنة تكشفان رمسيس الثاني فرعون موسى ).
** يبقي لدينا تاريخين محتملين لتاريخ يوم عاشوراء الخروج هما : 1) يوم 10 مايو 1228 ق.م =11 أيار 2533 عبري = 10 محرم 1906 ق.ه 2) يوم 29 أبريل 1227ق.م =11 أيار 2534 عبري = 10 محرم 1905 ق.ه = الخميس.ـ ولما كان يوم عاشوراء الزينة الذي توصلنا إليه فلكيا هو يوم السبت 9 يوليو 1266 ق.م الموافق 10 محرم 1945 ق.هـ .
 فإن الفرق بين يومي عاشوراء الزينة وعاشوراء الخروج بالتاريخين المحتملين هو بالترتيب : 1) 37 سنة ميلا دية و305 يوم = 39 سنه هجرية تامة 2) 38 سنة ميلا دية و 296يوم = 40 سنه هجرية تامة وايا من هذه الفروقات الزمنية لهما مناسب جدا ويتوافق مع ما ذكره المفسرون أن هذه المدة تقع بعد 40 سنة أو بالقرب منها وهو ما ذهب إليه أغلب المفسرين لما ورد من روايات عن صحابة رسول الله كما سوف نوردها في بحثنا القادم .
 س: ولكن أي هذه التواريخ يوافق يوم عاشوراء الخروج ؟
ج : نرجع إلى تاريخ خروج موسى وبني إسرائيل من أرض جاسان (صفط الحنة حاليا) بمحافظة الشرقية حيث كان خروجهم ليلة 15 نيسان أي قبل 10 أيار بـ 24 أو 25 يوم أي أن تاريخ خروج موسى وبني إسرائيل من أرض جاسان كان: 1) يوم 14 أبريل 1228 ق.م أو يوم 15 أبريل 1228 ق.م 2) يوم 4 أبريل 1227 ق.م أو يوم 5 أبريل 1227 ق.م وبما أن يوم الاعتدال الربيعي في تلك السنوات كان يوافق يوم 1 أبريل ولما كان خروج موسى وبنى إسرائيل من مصر مع بداية فصل الربيع في ليلة البدر من شهر نيسان لذا صار اليهود يحتفلون بعيد الفصح في يوم 15 من الشهر القمري الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرة وكانوا يعرفون حلول الاعتدال الربيعي بظهور بشاير محصول الشعير لذلك كانوا (وما زالوا) يقدمون سنبلة من الشعير الجديد في أول أيام الفطير الـ 7 (يوم 16 نيسان ).
 ولذلك كانوا ( وما زالوا ) ينسأون (يضيفون أو يكبسون ) شهرا للسنة الثالثة أو الثانية ليظل يوم 15 نيسان موافقا لبداية موسم الربيع في نفس الظروف التي خرج فيها موسى من مصر . لذا فإن أقرب تاريخ لخروج موسى وبني إسرائيل من مصر هو الأقرب تاريخا ليوم الاعتدال الربيعي وهو : 4 أبريل 1227 ق.م أو 5 أبريل 1227 ق.م وبعد الرجوع إلى يوم 15 نيسان الحقيقي والذي لابد ان يتوافق فلكياً مع يوم 15 من الشهر القمري الذي خرج فيه بنو إسرائيل كما جاء بسفر الخروج سنجد حسب موقع التقاويم الذي نستعين به هو يوم الاثنين 5 ابريل 1227 ق.م الموافق 17 نيسان 2534 عبري الموافق 15 ذو الحجة 1906 ق. هـ لأنه بعد الاعتدال الربيعي بـ 4 أيام وقت بشاير الشعير بمصر وهو مناسب جدا لظروف خروج بني إسرائيل من ارض جاسان كما جاء في التوراة .. أما في يوم 14 ابريل فيكون الشعير قد تم نضجه وفي وقت حصاده.. ولهذا فان التاريخ الأخير غير مناسب لظروف الخروج لأنه متأخر عن بداية فصل الربيع .
• وهذا يعني أن : يوم عاشوراء الخروج يوم الخميس 29 أبريل 1227 ق.م هو اليوم الذي عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر بينما غرق فرعون وجنوده … وأقرب تاريخ وفاة لفرعون لهذا التاريخ هو رمسيس الثاني الذي ذكر المؤرخون أنه مات سنة 1225 أو 1224 أو 1212 قبل الميلاد ومراجع أخرى قليلة ذكرت ان تاريخ وفاته ونهاية حكمه هو 1235 ق.م .
 وإن أقرب سنة من السنتين المحتملتين التي توصلنا إليها (1228 و 1227 قبل الميلاد) للتواريخ التقديرية للمؤرخين لوفاة رمسيس الثاني هي سنة 1227 قبل الميلاد. كما أنه لا يمكن ان يرتبط تاريخ وفاة فرعون موسى مع مرنبتاح الذي تلى رمسيس الثاني لأن تاريخ وفاته كما جاء بالمراجع التاريخية الثلاثة (تاريخ مصر القديمة – مصر الخالدة – تاريخ العالم) هي 1202 و 1414 و 1415 ق.م فجميع هذه السنوات بعيدة عن سنة وفاة فرعون موسى 1227 ق.م كما توصلنا , بالتالي فأن تاريخ وفاة فرعون موسى لا يمكن ان يرتبط بأي من فراعنة أو ملوك مصر على مدى تاريخها غير رمسيس الثاني .
 بهذا توصلنا إلى تاريخ عاشوراء الخروج هو : يوم الخميس 29 أبريل 1227 ق.م = 10 أيار2534عبري = 10 محرم 1905 ق.هـ حيث عبر فيه موسى وبنو إسرائيل البحر الأحمر بينما غرق فرعون فيه الذي توصلنا فلكيا وتاريخيا أنه : رمسيس الثاني لأنه يتوافق مع تاريخ وفاته المرجح . وهكذا استخدمنا المفتاح الثاني الذي أسميناه عاشوراء الخروج ففتح علينا بالفرعون رمسيس الثاني الذي غرق في هذا اليوم (يوم عاشوراء الخروج) وليس أي فرعون آخر .

رمسيس الثاني

• يتبقى لنا دليل فلكي رابع وأخير لاتهام رمسيس الثاني على انه فرعون موسى وليس أي فرعون آخر وهو بعنوان : (67 سنة تكشف رمسيس الثاني فرعون موسى) وهو بحثي القادم إنشاء الله ثم نبدأ بعون الله الأدلة التاريخية التي تتهمه أيضا والتي سوف تبين تفاسير كثير من آيات القران التي تناولت قصة موسى وبني إسرائيل مع فرعون .

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More