زيارة الي مكان حرق سيدنا ابراهيم عليه السلام وتحول النار الي مياه متدفقة

“يا نار كوني بردا وسلاما علي إبراهيم”

فما كان من النار الا ان تلبي أمر ربها وتتحول السنة اللهب بها الي مياه متدفقة وحطبها يتحول الي اسماك يراها زوار بحيرة “خليل الرحمن” حتي الآن.

في تركيا مدينة تسمى “الرها” أو “أوديسا” قديما وتعرف اليوم بـ “شانلي أورفة” يعتقد سكانها أنها مسقط رأس نبي الله إبراهيم، وورد آبارها كليم الله موسى عليه السلام، وصبر فيها النبي أيوب على البلاء والمرض، لذا فهي من أقدس المدن في تركيا.

يقال أن أبا الأنبياء إبراهيم ولد فيها، وعاش في تلك المغارة التي توجد حتى الآن في مدينة شانلي أورفة حتى سن السابعة.

ويقول جيفان بوز -أحد المواطنين في المدينة – “حسب الاعتقاد، فإن “نمروذ” علم بأمر النبي إبراهيم الذي حطم جميع الأصنام ما عدا صنمًا واحدًا، ترك الفأس في رقبته، فأشعل نمروذ نارًا شديدة ونصب المنجنيق العملاق الذي رمى بسيدنا إبراهيم في النار ليحترق، لكن أمر الله جاء للنار بأن تتحول إلى برد وسلام على إبراهيم، فتحولت على الفور إلى مياه متدفقة من وسط النيران، أنقذته من الاحتراق”.

أما الحطب فتحول إلى أسماك يقدسها الناس اليوم، وهي ما تزال في البحيرة بكميات كبيرة تراها العين المجردة من على سطح المياه حتى هذه الساعة.

بدوره، يقول عبد الصمد طاش -مسن من مواطني شانلي أورفة لبرنامج “MBC في أسبوع”-: “هذا هو المكان -والله أعلم- الذي نزل فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام، عندما رمي به في النار، تفجرت عين الماء التي ملأت حفرة النار”.

وتابع مضيفا “لا يوجد ما ينفي هذه الرواية في العلم، وهي مثبتة في القرآن الكريم، ونحن ننسب موقع المكان للبحث الذي جرى، ولا نجزم أن هذه النقطة بالذات التي رمي بها، ربما يكون هناك خطأ في بعض الأمتار”.

بينما قال “أيوب كراكوتش” -من شانلي أورفة- “هذه مياه مقدسة وتشفي من الأمراض”. واستطرد أن الرواية الشعبية تقول إن “زليخة” ابنة نمرود بالتبني كانت تحب النبي إبراهيم، توسلت لوالدها كي لا يرميه في النار، لكن لما رأت إبراهيم في النار ألقت هي أيضًا بنفسها، وسمي ذاك المكان بـ”عين زليخة” لتتوحد التضحية والحب في بحيرة خليل الرحمن.

ولا تزال البحيرة مقصد المؤمنين والسياح؛ حيث يقال إن مياهها مقدسة وأسماكها -التي تشبه الحطب المحترق- مقدسة هي الأخرى.

ويشدد “محمد تشاتين” -أحد مواطني المدينة التي يلقبونها بالمقدسة- “نحن لا ننقل رواية أسطورية، فهو حدث مروي في القرآن الكريم، ونحن نراها في مكانها كما قرأناها في القرآن، إنها معجزة تؤثر في الإنسان، فنحن نؤمن بالرواية حتى إذا لم نر المكان الذي وقعت فيه”.

وتعتبر مدينة (شانلي أورفة) جزءا مهما من الثقافة التركية؛ حيث أن التجول في هذه المدينة العريقة والتمتع برؤية شوارعها وآثارها القديمة المتعددة يشكل أداة جذب ومتعة حقيقية للزائرين لها.

وفي هذا الصدد قال الباحث التركي في الآثار التاريخية مفيد يوكسال إن المدينة تقع جنوب شرق تركيا، وهي من أقدم المراكز الثقافية في منطقة جنوب شرق الأناضول، لكونها موطن حضارة تعود إلى ما قبل الميلاد، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

وأضاف أن المدينة تتمتع بموقع استراتيجي مهم، ما جعلها مطمعا لكثير من الحضارات عبر التاريخ، مشيرا إلى أنه يبلغ تعداد سكانها حوالي 368 ألف نسمة، وتبعد عن مجرى نهر الفرات 8 كيلومترات شرقا، وأغلب سكان مناطقها الحضرية من الأكراد، وهناك أقليات من أصول عربية وتركية وأرمينية يعيشون غالبا في نواحي المدينة.

وأوضح يوكسال أن مدينة شانلي أورفة كانت تعرف قديما باسم أوديسا، ويعتقد البعض أنها المدينة التي ولد فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام، وعاش فيها سيدنا أيوب عليه السلام، الأمر الذي جعلها من أقدس المدن في تركيا.

وأضاف “يمكن مشاهدة آثار مختلف الحضارات التي قامت في أطرافها، فحران التي تقع في مدينة شانلي أورفة هي التي احتضنت أول جامعة إسلامية لتكون أهم مركز ثقافي فيها، وأبرز صرح فيها من العهد الإسلامي هو برج الرصد بطول 40 مترا”.

ولن يكون بمقدور الزائر لمدينة شانلي أورفة التركية مغادرتها دون رؤية بحيرة الأسماك التي تعد من أهم أركان المدينة السياحية والتاريخية والصعود إلى قلعتها الشهيرة في حران، إحدى روائع فن العمارة التاريخية في المنطقة.

الفيديو

2 تعليقات
  1. Mona Hassanein يقول

    سبحاان الله

  2. mm يقول

    سبحان الله

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More