ما هو الطلاق الرجعي؟
الطلاق الرجعي هو أحد أنواع الطلاق في الشريعة الإسلامية، والذي يُتيح للزوج أن يُعيد زوجته إلى عصمته خلال فترة العدة دون الحاجة إلى عقد زواج جديد، طالما لم تكن هذه الطلقة هي الثالثة.
ويُعتبر الطلاق الرجعي من الطلاقات التي تحافظ على تماسك الأسرة وتعطي فرصة للتراجع عن قرار الانفصال.
معنى الطلاق الرجعي في الإسلام
الطلاق الرجعي هو الطلاق الذي يُمكن للزوج أن يُعيد فيه زوجته خلال فترة العدة دون إذنها أو رضاها، ودون مهر جديد أو عقد جديد، طالما أن هذا هو الطلاق الأول أو الثاني.
أما إذا انتهت فترة العدة، يتحوّل إلى طلاق بائن.
شروط الطلاق الرجعي
1. ألا تكون الطلقة الثالثة
في حال كانت هذه هي الطلقة الثالثة، فإن الزوج لا يستطيع إرجاع زوجته إلا بعد أن تتزوج من رجل آخر زواجًا شرعيًا ويدخل بها ثم يُطلقها.
2. أن تكون الزوجة مدخولًا بها
إذا تم الطلاق قبل الدخول، فإن الطلاق يكون بائنًا بينونة صغرى ولا يُعد رجعيًا.
3. أن يكون الطلاق في طهر لم يُجامعها فيه
يُشترط أن يقع الطلاق في فترة طهر لم يحدث فيه جماع، لتجنّب الطلاق أثناء الحيض أو النفاس.
4. أن يتم الطلاق بلفظ صريح
يُشترط أن يكون لفظ الطلاق واضحًا وصريحًا ولا لبس فيه.
الفرق بين الطلاق الرجعي والطلاق البائن
الطلاق الرجعي
- يمكن للزوج إرجاع زوجته خلال العدة
- لا يحتاج إلى عقد أو مهر جديد
- يُحسب من عدد الطلقات الثلاث
الطلاق البائن
- لا يجوز الرجوع إلا بعقد ومهر جديد (في البائن بينونة صغرى)
- أو لا يجوز الرجوع إطلاقًا (في البائن بينونة كبرى)
- ينهي العلاقة الزوجية فورًا
مدة العدة في الطلاق الرجعي
1. للمرأة غير الحامل
عدة المطلقة الرجعية غير الحامل هي ثلاث حيضات، أو ثلاثة أشهر في حال عدم الحيض.
2. للمرأة الحامل
عدة المطلقة الحامل هي حتى تضع حملها، سواء طالت المدة أو قصرت.
كيفية إرجاع الزوجة في الطلاق الرجعي
1. الإرجاع بالقول
أن يقول الزوج لزوجته خلال فترة العدة: “أرجعتك إلى عصمتي” أو “راجعتك”.
2. الإرجاع بالفعل
إذا جامع الزوج زوجته خلال العدة بنية الرجعة، فإن ذلك يُعد رجعة شرعية.
هل يشترط إعلام الزوجة بالرجعة؟
لا يُشترط إعلام الزوجة، لكن يُستحب إبلاغها حفظًا للحقوق وتوثيقًا للعلاقة.
أحكام فقهية تتعلق بالطلاق الرجعي
الطلاق الرجعي لا يغيّر الحالة الزوجية
خلال فترة العدة، تُعتبر الزوجة زوجة بكل الأحكام: الميراث، النفقة، السكنى، وغيرها.
لا يجوز للزوج إخراج الزوجة من بيتها
قال الله تعالى: “لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ ولا يَخْرُجْنَ…” (الطلاق: 1)، لذا تبقى الزوجة في بيت الزوجية حتى انتهاء العدة.
يُستحب الإصلاح والتفكير قبل انتهاء العدة
فترة العدة في الطلاق الرجعي فرصة للتفكير والمراجعة والإصلاح، وقد تكون سببًا في استقرار الأسرة مجددًا.
أسئلة شائعة عن الطلاق الرجعي
هل الطلاق الرجعي يُحسب من الطلقات الثلاث؟
نعم، كل طلاق رجعي يُحسب من عدد الطلقات الثلاث.
هل تحتاج الزوجة لموافقة للرجوع؟
لا، يمكن للزوج إرجاع زوجته دون موافقتها ما دامت في العدة.
هل تُحسب الرجعة إذا تمت دون شهود؟
نعم، تصح الرجعة شرعًا حتى بدون شهود، ولكن يُستحب التوثيق.
هل يمكن الرجوع بعد انتهاء العدة؟
لا، في هذه الحالة لا تُعد الرجعة صحيحة، ويجب عقد جديد.
الطلاق الرجعي والحالة النفسية للأطراف
تأثير الطلاق على الزوجين
الطلاق لا يؤثر فقط على الوضع القانوني، بل يمتد تأثيره النفسي على الزوجين. في حالة الطلاق الرجعي، غالبًا ما يكون هناك شعور بالندم أو التردد، لذلك تُعد فترة العدة فرصة للمصالحة.
تأثيره على الأطفال
الطلاق الرجعي قد يمنح فرصة لإنقاذ الأسرة قبل الانفصال التام، مما يُخفف من آثار الطلاق على الأطفال.
الطلاق الرجعي
هو نوع من الطلاق يُعطي فرصة للزوجين لإعادة التفكير في قرارهما، ويحمل في طياته جانبًا من الرحمة والتدرج في الانفصال.
من المهم معرفة أحكامه وشروطه جيدًا لفهم ما يترتب عليه من حقوق وواجبات.
إذا كنت في موقف مشابه، استشر أهل العلم أو جهة مختصة لضمان اتخاذ القرار الصحيح وفقًا للشرع والقانون.