روزاليوسف:الغموض والريبة والتآمر هي السمات الأساسية التي تتصدر قضية الراحلة سعاد حسني منذ وفاتها مساء الخميس 11 يونيو 2001 إثر سقوطها من الطابق السادس من بناية في حي «ميدافال» بغرب لندن، فمنذ هذا التاريخ وتحول وفاة السندريللا إلي لغز كبير يحمل بين طياته الكثير من الأسرار وبدأ الجميع في سرد القصص والروايات منها ما يؤكد علي وفاتها بفعل فاعل ويتهم شخصيات وأجهزة أمنية بارتكاب هذه الجريمة بعد عزم سعاد كتابة مذكراتها التي تفضح علاقتها بهذه الشخصيات التي تصدرها صفوت الشريف.
وهناك أيضًا من وجد في إثارة هذه القضية مجرد فرقعة الهدف منها كسب شهرة أو أموال بغض النظر علي الجثمان الذي يرقد تحت التراب وأنها انتحرت بالفعل ولكن ما يظهر في الأفق حاليًا مجموعة من علامات الاستفهام حول الجثمان الموجود حاليًا في مقابر عائلة السندريللا بأول طريق الفيوم بالقرب من مدينة السادس من أكتوبر، هل هو بالفعل للفنانة سعاد حسني أم أنه تم استبداله بآخر؟! وأين ذهب جثمان سعاد؟!
ما يشكك في أن الموجود في المقبرة ليس جثمان السندريللا هو حالة الغموض التي صاحبت وصوله إلي القاهرة يوم الأربعاء 27 يونيو 2001 في العاشرة والنصف صباحًا عبر باب 35 بقرية البضائع بمطار القاهرة حيث أنه جاء إعلان وصوله مرتبطًا بعد أن تعمد المسئولون تضارب الأنباء حول موعد الوصول في ذلك اليوم تفاديًا للأعداد الغفيرة من أصدقائها والجماهير التي كانت تنتظرها، وأيضًا الطريقة التي تم بها أخذ الجثمان من المطار حيث حملته سيارة إسعاف ترافقها سيارات للشرطة وإن كان الموجود بداخلها ليس من الشرطة المنوط بها المرافقة في مثل هذه الحالات أيضًا حالة السرية التي فرضها الأمن علي الجثمان داخل مستشفي الشرطة لدرجة أنه تم منع الجميع من النظر إليها رغم توسلات بعض أصدقائها وأقاربها.
استندت الشكوك أيضًا إلي التقارير الطبية الشرعية التي صدرت في بريطانيا والتي لم تثبت واقعة الكسر الموجودة في الجمجمة بينما أكدت شقيقاتها بأنه أثناء تغسيل جثمانها في مصر وجدن كسورًا في الجمجمة وهو ما جعلهن يرفعن دعوي قضائية لاستخراج الجثة وتشريحها ولكن محكمة القضاء الإداري رفضت الدعوي لأن القانون أعطي للنائب العام وأعضاء النيابة العامة دون غيرها حق رفع الدعوي الجنائية ومباشرتها ما يتردد ضمن الروايات أن صفوت الشريف قام من باب الحرص الشديد لأنه يعلم بأن أعداءه أكثر وسوف يأتي اليوم الذي يتكالب عليه الجميع بمساعدة أجهزة أمنية باستبدال الجثمان بأحد ضحايا المعتقلات ودفن جثمان سعاد حسني في مدفن خيري لا يعلمه سوي عدد محدد من أنصاره وأن الرئيس المخلوع كان علي علم بذلك، والدليل أنه قام بتأجيل موعد لقائه بأبطال فيلم «أيام السادات» يوم الخميس 28 يونيو 2001 وهو موعد تشييع الجنازة من مسجد مصطفي محمود إلي يوم السبت المقبل، كما أرسل مندوبًا عنه للمشاركة في تشييع الجنازة التي شهدت أيضًا حضورًا حكوميًا كبيرًا من وزراء النظام السابق، ويبقي السؤال الذي لا يجيب عنه سوي تحليل الـDNA هل الجثمان القاطن في مدافن أسرة السندريللا هو لـ«سعاد حسني» أم لا؟!