كتاب
عجائب المخلوقات و غرائب الموجودات
ل زكريا بن محمد الكوفي القزويني
هو أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزويني الذي ينتهي نسبه إلى عالم المدينة أنس بن مالك.
ولد القزويني على الأرجح عام 605 هـ بقزوين، وتوفي عام 682 هـ، فهو ينتمي إذاً إلى القرن السابع الهجري.
اشتغل القزويني بالقضاء كما ألف العديد من كتب الجغرافيا والتاريخ الطبيعي، وشغف بعلوم الطبيعة والحياة لكن أعظم أعماله شأناً هي نظرياته في علم الرصد الجوي. من أشهر مؤلفاته
1- عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات: في هذا الكتاب يصف القزويني السماء وما تحتوي من كواكب وأجرام وبروج، وحركات الكواكب الظاهرة وما ينجم عن ذلك من اختلاف فصول السنة كما يتحدث عن الأرض وجبالها وأنهارها، وعن كرة الهواء وعن الرياح ودوراتها، وعن كرة الماء وبحارها وأحيائها، ثم عن اليابسة وما تنبت من نبات وأحياء. وقد رتب كل ذلك ترتيباً أبجدياً ممتازاً.
2- آثار البلاد وأخبار العباد: جعل القزويني لهذا الكتاب ثلاث مقدمات تحدث فيها عن الحاجة إلى إنشاء المدن والقرى كما تحدث عن تاثير البيئة على السكان والحيوان والنبات، وأفرد قسماً من المقدمات للكلام على أقاليم الأرض ويضم الكتاب أخبار الأمم، وتراجم العلماء والسلاطين والأدباء… وأوصاف الزوابع، والتنين الطائر أو نافرة الماء، وغير ذلك من الأخبار المتنوعة.
دعا القزويني إلى التأمل في آيات الله وفي خلقه، وبديع صنعه، تمشياً مع ما أمر به القرآن من النظر، وهو ليس تقليب الحدقة في الموجودات، فإن مثل هذا النظر تشارك المخلوقات كلها فيه، وإنما المراد بالنظر الدراسة والتفكير في المعقولات والنظر في المحسوسات، والبحث عن حكمتها. وكلما أمعن المرء النظر فيها ازداد من الله هداية ويقيناً ونوراً وتحقيقاً. ويقول القزويني أن التفكير في المعقولات أساسه خبرة بالعلوم والرياضيات، بعد تحسين الأخلاق و تهذيب النفس.
من أقواله في الفلك “لننظر إلى الكواكب وكثرتها، واختلاف ألوانها، فإن بعضها يميل إلى الحمرة، وبعضها يميل إلى البياض، وبعضها إلى لون الرصاص. ثم إلى سير الشمس في فلكها مدة سنة ، وطلوعها وغروبها كل يوم لإختلاف الليل والنهار ، ومعرفة الأوقات . ثم إلى جرم القمر وكيفية اكتسابه النور من الشمس ، ثم الى امتلائه وانمحاقه ، ثم الى كسوف الشمس وخسوف القمر ، ثم الى ما بين السماء والأرض من الشهب والغيوم والرعد والصواعق والأمطار والثلوج والرياح المختلفة المهاب..”
من أقواله في علم الأرصاد الجوية :”ولنتأمل السحاب الكثيف ، كيف اجتمع في جو صاف ، وكيف حمل الماء وكيف تتلاعب به الرياح وتسوقه وترسله قطرات … فلو صب صباً لفسد الزرع بخدشه الأرض. ثم الى اختلاف الرياح فإن منها ما يسوق السحب ، ومنها ما يعصرها ومنها ما يقتلع الأشجار ، ومنها ما يروي الزرع والثمار ، ومنها ما يجففها…”.
وفي مطلع كتاب “عجائز المخلوقات..” حديث عن الزوبعة يقول فيه:”هي الريح التي تدور على نفسها شبه منارة وأكثر ، تولدها من رياح ترجع من الطبقة الباردة ، فتصادف سحاباً تذروه الرياح المختلفة ، فيحدث من دوران الغيم تدوير الرياح ، فتنزل على تلك الهيأة ، وربما يكون مسلك صدورها مدوراً فيبقى هبوبها كذلك مدوراً كما نشاهد في الشعر المجعد ، فإن جمودته قد تكون لإعوجاج المسام وربما يكون سبب الزوبعة ريحين مختلفي الهبوب ، فإنهما اذا تلاقيا تمنع احداهما الأخرى من الهبوب ، فتحدث بسبب ذلك ريح مستديرة تشبه منارة . وربما وقعت قطعة من الغيم وسط الزوبعة ، فتذروها في الهواء ،فترى شبه تنين يدور في الجو “.
وفي كتاب “آثار البلاد …” يصف القزويني تنيناً ظهر بنواحي حلب فيقول:”….ينساب على الأرض والنار تخرج من فيه ودبره ، والناس يشاهدونه من البعد ، وقد أقبلت سحابة من البحر وتدلت حتى اشتملت عليه وروحته نحو السماء ، وقد لف التنين ذنبه على كلب ورفعه ، والكلب ينبح في الهواء ….” فهذا الوصف الذي يعرضه القزويني انما ينطبق ، في قسم منه ، على نافورة الماء كما نسميها في عصرنا ، وهي قمع من السحاب يتدلى على سطح الأرض أو البحر .
وفي مكان آخر من الكتاب يصف القزويني “التنين” بأنه حيوان هائل ، له فلوس كفلوس السمك ، وجناحان عظيمان ….وهكذا كان دوره في كتابات القزويني الذي جعل للخرافات والأوهام حصة وفيرة
http://www.4shared.com/file/16175471/8f6d46db/___online.html?s=1
M.H
Really I appreciate your effort