ذكريات ثورة 25 يناير 2011 بالمنصورة

الاستاد:8 عربات امن مركزى و1 مدرعه و2 مطافى و2 اسعاف و1 بوكس

جامع النصر:3 عربات امن مركزى و1 مدرعه و1 مطافى و1 بوكس

اثناء محاولة الثوار الخروج الى الشارع الرئيسى مرة اخرى عن طريق مخرج منطقة الدراسات باتجاه مسجد النصر، تم كردنة مداخل ومخارج المكان ما اضطر البعض للتراشق معهم بالحجاره وتم اعتقالهم الى جانب اخرين فى مدرعه كانت تقف خلف القوات.

صلى المتظاهرون العصر فى اماكنهم ثم دخل قادة التظاهر فى مفاوضات جدليه سخيفه مع الامن فى سبيل اخراج المحتجزين والسماع لنا بالمرور لان التظاهره سلميه ولا تؤذى احد وسط تعنت من الامن وتعالى من مدير امن محافظة المنصوره المتواجد فى موقع الحدث.

بعد ساعه او يزيد قامت سيده برش المياه من منزلها على قوات الامن المركزى مما تسبب فى ارباكهم ليقوم النشطاء بخلخلة صفوفهم والهروب من الشوارع الجانبيه دفعه وراء الاخرى ولم يتبقى فى الكردون الا مائتين متظاهر تقريبا تعرض معظمهم للضرب المبرح.

حاصر المتظاهرون قوات الامن على مدخل الشارع المؤدى للميدان لحوالى النصف ساعه وسط مفاوضات مع مدير الامن لاطلاق المعتقلين الخمسه من المدرعه، ليرضخ لتلك المطالب اخيرا ويقوم بنفسه باخراجهم من المدرعه وسط تهليل المتظاهرين جميعا.

وبدأ الجمع فى التحرك باتجاه مبنى ديوان عام محافظة الدقهلية مره اخرى .

قام الامن بكردنه المتظاهرين على جزئين احدهما لجهة ميدان ام كلثوم والاخر امام مبنى ديوان عام المحافظه، وسط محاولات الجميع للتوحد والتعامل الوحشى للامن مع الجميع دون تفرقه بين رجل وامرأه، حتى ان احدى السيدات اغمى عليها ولم يسمحوا لنا بأخذها الى المستشفى واصيب مراسل جريدة الدستور، ولم نسطتع التوحد بعدها وظل الجزئين منفصلين منذ ذلك الحين.

5:45 المغرب :- اعتصام :

بلغنا ان الثوار بالقاهره احتلوا ميدان التحرير واعتصموا به لحين تنفيذ المطالب او هروب مبارك، اخبرنا المتظاهرين بذلك وطلبنا منهم الاعتصام، واستجابت الاكثريه الا القليل الذى انسحب من شارع المختلط الجانبى والذى لم يشدد الامن قبضته عليه للسماح بهذا الانسحاب، الا ان استمرار الاغلبية فى الاعتصام اثار حفيظتهم ليكون القرار النهائى هو بدىء استخدام القنابل المسيله للدموع.

7:00 عشاءا :- القنابل المسيله للدموع :

القنابل المسيله للدموع تملأ شارع المختلط بالضباب وسط صراخ الكثيرين، فى هذه الاثناء كنت اجلس فى قهوة به لرفع بعض الصور لافاجىء بالمتظاهرين يدخلونها وعيونهم حمراء كالدم مع صعوبة فى التنفس ، ساعدت فى اسعاف بعضهم بالماء الجارى، وقررت انا اخرج باتجاه الكورنيش لان القهوة كانت قد بدأ الدخان فى دخولها، لا استطيع ان اصف تلك اللحظات القليله التى فصلت بين القهوة والكورنيش سوى انها كانت جزء من الجحيم، آلام فظيعه فى عيناى ودموعى انا ومرافقى تتساقط دون ارداتنا مع صعوبة حاده فى التنفس وكأن الف الف سكين تقطع فى رئتاى.

فلول الهاربين من النشطاء تحولت الى ثوار، الغضب يهدر فى نفوس الجميع، نتحرك باتجاه كوبرى طلخا للقطار، ونجد فى طريقنا مقر أمانة الحزب الوطنى بالمحافظه، تثور ثائرة الشباب، يقذفون صورة الطاغيه مبارك التى تزين الواجهة الاماميه للحزب بالحجاره حتى يأتون عليها، وقام البعض بقذف اللافته الرئيسة للحزب ايضا وبابه الرئيسى، لتلاحقنا عربة مدرعه وتقوم باطلاق قنبلة مسيلة للدموع مفرقة الحشد باتجاه عمر افندى، حيث يتزين الميدان هناك ايضا بصورة عملاقه للفرعون، لا يتركها الشباب الا مطفأة الانوار وسط ملاحقه مستمره من المدرعه واطلاق قنبلتين اخريين.

قمنا بالدخول من الشوارع الجانبيه الى ميدان الشيخ حسنين ومنه الى شارع السكه الجديده والذى لا يستطيع الامن دخوله لضيقه وعدم تأمينه الجيد بالنسبة لهم، تتجمع فلول الثوار مره اخرى لتظهر فى شكل مئات ثم الاف عابرة الشارع التجارى هذا باتجاه شارع بورسعيد ومنه رجوعا الى ميدان مشعل مرورا بالجمعيه الشرعيه وسط هتافات حاده ومطالبه برحيل الطاغيه وسقوطه ومذكرة إياه ان الطائره فى انتظاره لشحنه الى السعوديه تأسيا بزين الهاربين طاغيه تونس الشقيقه.

بمجرد ان وصل الثوار الى ميدان مشعل منبت المسيره وأصلها مره اخرى ، حتى قام الامن ممثلا فى 6 عربات امن مركزى و3 مدرعات وعدد من المطافىء وعربة ترحيلات بحصار المكان واطلاق القنابل المسيله للدموع مره اخرى لاقوم بالهروب الى شارع جانبى، وانا اهرول فوجئت بسيده تحمل رضيعها وتركض باكيه، علمت انه استنشق من الغاز اللعين ولا تعرف ما تفعل وسط اصوات اختناقه وعيناه المغرورقتان بالدموع، حاولنا اسعافه قدر استطاعتنا انا وزميلى ثم تركناها تأخد اتجاه عكس الميدان فى حين رجعنا نحن له، لاجد قوات الامن تقوم باعتقالات بالجمله وسط ضرب مبرح للمعتقلين على يد خمسه الى سبعه عساكر فى نفس الوقت، واظننى رأيت محمود نبيل زميلى واحد الرفقاء المستقلين حيث لا ينتمى لاى حركات سياسيه، رأيته يضرب على يد خمسه منهم حتى القوه فى عربة الترحيلات.

علمت وانا اقف فى الميدان، حيث قام احدا لصحفيين بحمايتى تحت ذريعه انى صحفى زميل من بطشهم، علمت انه كانت هناك مظاهره امام كلية التربية النوعيه الى الخلف من الميدان، وان هناك اعتقالات عشوائيه للنشطاء تجرى فى شارع الثلاجه المتفرع من الميدان، تم نصحى بالابتعاد بعد ان تحركت عربة الترحيلات بالمعتقلين من الميدان، والتى عرفت فيما بعد انها ذهبت بهم الى مقر قوات الامن المركزى بسندوب ، انصرفت ، وها انا اكتب لكم ما حدث.

سنكون فى المنصوره لو طلاب جامعه هنبدأ مسيره من اول كلية تجاره باتجاه بوابة الجلاء، ولو بره الجامعه هنكون كلنا زى ما عملنا النهارده فى وقت واحد وفجأة قدام بوابة الجلاء من كل حدب وصوب لنبدأ مسيرة الغضب من جديد، صانعين لامتنا تاريخا جديدا ومستقبلا منيرا، كل التحيه للابطال ، كل التحيه للثوار، معتقل منهم داخل سجون النظام او داخل سجنه الكبير، مبارك انتهى ياشباب مصر ، وما هى الى مسألة وقت فاصبروا وصابروا ورابطوا يا اخوانى ، فإن النصر قريب .. ان النصر قريب

الاصابات كانت كثيره وهذه عينه بسيطه جدا منها