ولد د. عبد المنعم أبوالفتوح فى حى الملك الصالح بمصر القديمة لأسرة جاءت إلى القاهرة من كفر الزيات بمحافظة الغربية، وكان ترتيبه الثالث بين ستة إخوة كلهم ذكور.
تميز عبد المنعم أبوالفتوح فى الجامعة بنشاطه واهتمامه بشئون زملائه فشغل منصب رئيس اتحاد كلية طب القصر العينى التى كانت فى ذلك الوقت رائدة فى العمل الإسلامى ، ثم أصبح بعد ذلك رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة ، حين حدثت الواقعة الشهيرة عندما واجه عبد المنعم أبوالفتوح الرئيس السابق السادات أثناء لقاءه معه بثقة وشجاعة فقال له أن الدولة يسود فيها حالة من النفاق ولاتحترم علمائها .
لم يؤثر انشغاله بالعمل العام على دراسته فظل محافظا تفوقه فى جميع سنوات الدراسة وحصل على بكالوريس طب القصر العينى بتقدير جيد جدا ، لكنه حرم من التعيين بسبب نشاطه السياسى واعتقل لعدة أشهر ضمن اعتقالات سبتمبر ١٩٨١ الشهيرة. إلا أنه واصل تفوقه الدراسي وحصل على ماجيستر إدارة المستشفيات كلية التجارة جامعة حلوان .
انضم لحركة الإخوان المسلمين وشغل منصب عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام ١٩٨٧حتى٢٠٠٩.
عقب تخرجه شغل د.عبدالمنعم أبوالفتوح العديد من المناصب السياسية والنقابية مثل منصبه السابق كأمين عام نقابة أطباء مصر ومنصبه الحالى كأمين عام اتحاد الأطباء العرب ، كما امتد عمله العام للعمل الإغاثى والإنسانى من خلال رئاسته للجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، التى أرسلت مساعدات طبية وإنسانية إلى ضحايا حادثة سيول أسوان وسيناء وكارثة الدويقة ، كما قامت بتجهيز المستشفيات الميدانية بميدان التحرير خلال الثورة ، وتقديم المعونات لضحايا الثورة الليبية ومجاعات الصومال ، وتوفيرالمساعدات لضحايا الاعتداءات الصهيونية فى فلسطين ولبنان وقطاع غزة .
اعتقل فى عهد مبارك لمدة خمس سنوات لنشاطه السياسي ، حصل خلالها د. عبد المنعم على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة.
يعيش د. عبدالمنعم أبو الفتوح حاليا فى القاهرة مع زوجته التى تعمل كطبيبة نساء وتوليد ولديه ستة أبناء ثلاث إناث يعملن طبيبات وثلاث ذكوريعملون فى مجالات الهندسة والصيدلة والتجارة .
الصور
مواقف من حياته
تمسكه بحقه الوطنى فى أداء الخدمة العسكرية
“من كتاب شاهد على تاريخ الحركات الإسلامية ”
بدأ د.عبد المنعم أبو الفتوح فترة التجنيد الخاصة به في أنشاص “وحدة سلاح المظلات” في الخدمة الطبية العسكرية وبعد استلامه العمل فى الوحدة تم استدعاءه من أحد الجهات الأمنية التى طلبت منه التوقيع على إقرار بعدم القيام بأى نشاط سياسى في الوحدة إلا أن د.عبد المنعم أبو الفتوح رفض ذلك الأمر لأنه رأى أنه لا يحق لأى أحد أن يجبره على هذا الأمر حيث أنه لا يجوز ممارسة نشاط سياسي أصلا داخل القوات المسلحة طبقا للقانون العسكرى و إن النشاط الذى يقوم به هو نشاط دعوى لله وهو يقوم به في المسجد و بين أفراد الكتيبة من ضباط وجنود إلا أن رئيس الوحدة هدد د.عبد المنعم أبو الفتوح تهديدا صريحا بالتسريح من الجيش “وهو ما قد يسعد البعض ” ولكن د.عبد المنعم أبو الفتوح أصر على موقفه بعدم التوقيع على هذا الإقرار و أنه لو تم صدور قرار التسريح فإن د.عبد المنعم أبو الفتوح لن يدع الأمر يمر مرور الكرام وهو ما أجبر العميد قائد الوحدة للانصياع لهذا الأمر وعدم التوصية بتسريح د.عبد المنعم أبو الفتوح رغم رفضه التوقيع على الإقرار.
مكافحة الفساد عمل أساسى لإصلاح المجتمع
“من كتاب شاهد على تاريخ الحركات الإسلامية ”
تسبب النظام السابق في قيام منظومة قوية للفساد ضربت بجذورها فى كافة قطاعات الشعب المصرى ويحكى د.عبد المنعم أبو الفتوح عن أحد مظاهر هذا الفساد أنه وقت أن كان يشغل منصب أمين مساعد نقابة الأطباء عام 1985 وفى أثناء وجوده بالنقابة تقابل مع أحد الأطباء و الذي كان فرحا بالحصول على ترخيص لعيادة خاصة وعند سؤاله عن سبب هذه الفرحة أخبره هذا الطبيب أنه حصل على الترخيص بعد عناء وطول انتظار لتعنت المسؤلين حتى اضطر لدفع مبلغ 50 جنيها رشوة للحصول على هذا الحق. وفى الحال قام الدكتور بإستدعاء خمسة من وكلاء الوزارة وهم المسؤلين عن اصدار التراخيص وتسجيل المنشأت وطلب منهم الاطلاع على الدفاتر وجميع الاختام وبعد ان قام الدكتور عبد المنعم بوضع يده على هذة الملفات والأختام قام بطرد هذة المجموعة من مكتبه وأصدر أوامره لهم بعدم التواجد داخل مقر النقابة مرة أخرى وفور علم نقيب الأطباء فى ذلك الوقت الدكتور ممدوح جبر بهذا الأمر وصل مسرعا للنقابة و أثنى على تصرف د.عبد المنعم أبو الفتوح.
ولأن مكافحة الفساد عمل محورى لإصلاح أى مجتمع وبعد فترة طويلة تقابل الدكتور عبدالمنعم مع أحد وكلاء الوزارة الذى قام بطردهم وقد شكره هذا الرجل على ما فعله لأنه أيقظ ضميره ومنعه من الاستمرار فى هذا العمل الفاسد .
الثبات على الموقف حتى وان كان فى مواجهة النظام
د.عبد المنعم أبو الفتوح متحدثا “من كتاب شاهد على تاريخ الحركات الإسلامية ”
“وأذكر أنني كنت- وقت رئاستي لاتحاد طلاب الجامعة-أطبع منشورًا فيه هجوم شديد على النظام في إحدى المطابع بمنطقة السيدة زينب، وتصادف أن الشيوعيين كانوا يطبعون منشورًا آخر في نفس المطبعة، وجاء إلي صاحب المطبعة ليخبرني أن الشيوعيين يطبعون منشورًا ضد الجماعة الإسلامية، ولا أدري من الذي أبلغ بوليس النجدة أنه ستقوم مشاجرة بين مجموعة من الطلاب- شيوعيين وجماعات- في السيدة زينب، فحضرت الشرطة في نفس الوقت الذي كنّا قد نقلنا المنشور معنا إلى السيارة التي ستنقله… أراد الضابط أن يوقفنا فرفضنا أن نطيع أوامره، فأطلق رصاصة على إحدى إطارات السيارة حتى لا نستطيع التحرك بها، فقامت بيننا وبينه مشاجرة كبيرة، وذهبنا إلى قسم شرطة السيدة زينب، حيث تم الاستيلاء على المنشور من السيارة، وبعد قليل وجدت المأمور يقول: لي تفضل إلى حيث تريد!! وكأن شيئًا لم يكن.
لم يعجبني هذا ولم أعتبر أنها مكرمة فطلبت منه المنشور الذي صادرته الشرطة فرفض إعطاءه لي، فقلت له إنني لن أتحرك من قسم الشرطة إلا بعد أن آخذ المنشور معي!، فأصر على الرفض واتصل بضابط من جهاز مباحث أمن الدولة فأخذ الضابط يرجوني أن أذهب من دون المنشور، ولما رفضت الخروج من قسم الشرطة، اتصلوا بنائب رئيس الجامعة الدكتور محمود درويش، فأتى إلى قسم الشرطة لكي يقنعني بأن أنصرف من دون المنشور، كل ذلك وأنا مصمم على رأيي!! ولم أتنازل حتى أخذت معي المنشور أخيرًا وذهبت مع الدكتور محمود درويش في سيارته إلى الجامعة ومعي المنشور، لتهدئة زملائي في اتحاد الطلاب والجماعة الإسلامية الذين كانوا قد انطلقوا في مظاهرات عارمة داخل الجامعة احتجاجًا على القبض عليّ!!.”
العزة والكرامة مهما كانت النتائج
د.عبد المنعم أبو الفتوح متحدثا “من كتاب شاهد على تاريخ الحركات الإسلامية ”
بعد المناظرة مع السادات …….
“لم يتعرض لي أحد ولم أستدع من أي جهاز أمني، اللهم إلا محاولات غير مباشرة من بعض الشخصيات لكي أعتذر للرئيس، منها ما فعله د.صوفي أبو طالب الذي كان رئيسا للجامعة، فقد فوجئت به بعدها يسألني عن رأيي في زيارة للرئيس السادات.
فسألته: ماذا أفعل في تلك الزيارة؟ فرد قائلا: لكي تقول للريّس ما عندك.
وقد أدركت هدفه من هذه الزيارة وهو أن أظهر أمام الإعلام أنني ذهبت للاعتذار للسيد الرئيس… فقلت له: سوف أفكر في ذلك ثم أتخذ قرارًا… وأراد هو أن ينتزع مني موافقة فورية على هذه الزيارة، ولكنني اعتذرت أخيرًا بطريقة مهذبة، ولم أوافق عليها.”
حب الوطن أغلى من تقييد الحرية
د.عبد المنعم أبو الفتوح متحدثا “من كتاب شاهد على تاريخ الحركات الإسلامية ”
“تسارعت الأحداث في مصر ، وبدأ أن التوتر سيمتد وأن الصدام بين السادات والمعارضة خاصة الإسلامية سيمضي إلى القطيعة… وفي أوائل سبتمبر كنت أزور معسكرا طلابيا إسلاميا في العاصمة الإيطالية روما، وفي يوم الثلاثاء الموافق 3 سبتمبر 1981 كنت بالمعسكر، وذكر لي أحد الأشخاص أن هناك حديثا في دوائر سياسية وأمنية عن أن السادات أعد قائمة اعتقالات سيقوم بها قريبا، وأكد لي أنه من المرجح وجود اسمي بها، وأنه من المرجح أيضا أن السادات سوف يعلن عنها مع الخطاب الذي سيلقيه يوم السبت 7 سبتمبر.
وقد طلب مني بعض الإخوة عدم العودة إلى مصر ، ولكنني رفضت وقلت لهم: إن (سجن) أبو زعبل أفضل من البقاء خارج مصر !.”
شاهد الفيديو
httpv://www.youtube.com/watch?v=ZNcmcawDUYI