يبدو أن رياح التغيير التي أتت بها ثورة الخامس والعشرين، قد طالت أيضاً امتحانات شهادة الثانوية العامة، ولكن التغيير هذه المرة حدث في نفسية الطالب وولي الأمر والمدرس، فلأول مرة في تاريخ الثانوية العامة المصرية، تغيب حالة القلق والتوتر والخوف من الامتحان عن طالب الثانوية العامة، وتستبدل بخوف من نوعٍ آخر؛ ألا وهو الخوف من تردي الحالة الأمنية داخل لجان الممتحين.
الدستور الأصلي حاولت رصد أجواء الشارع المصرى قبل 28يوم من انطلاق قطار الثانوية فوجدت مطالبات واسعة بين أبناء شهادة الثانوية العامة، بعودة اللجان الشعبية، لتأمين لجان الممتحنين، حيث أعرب الطلاب عن انعدام ثقتهم في رجال الداخلية، ومدى حزمهم في التعامل مع البلطجية ومثيري الشغب، في الوقت الذي لا يتوافر فيه الأعداد الكافية من رجال القوات المسلحة، لتأمين جميع اللجان في مختلف محافظات الجمهورية.
هدير محمد الطالبة بمدرسة الحوياتي الثانوية، تحدثت عن شائعات تسري بين الطلاب، تقول بأن لجنة الامتحان التي ستتعرض لأي اعتداء خارجي، بهدف تغشيش أحد الطلاب، من الممكن أن يلغي الامتحان للجنة بأكملها، هدير اشارت إلى أن هذا الأمر سبب قلق وخوف العديد من الطلاب خاصة وأن مدرسة الحوياتي تقع بالقرب من ميدان التحرير “منطقة المظاهرات” -على حد قولها-.
وتوقعت هدير أن تأتي الامتحانات “هادئة” على حد وصفها، وفي مستوى الطالب المتوسط، وشاركها في هذا التوقع فؤاد الشافعي مدرس الرياضيات بمدرسة السيدة زينب الثانوية، بقوله “الامتحان ان شاء الله هيجي سهل ومباشر، ومش هيخرج عن كتاب الوزارة”.
وشدد محمد عبد الرحيم مدرس اللغة العربية بمدرسة البدرشين المشتركة، على ضرورة عودة اللجان الشعبية لتأمين المدارس، في أوقات الامتحانات، محذراً من الانفلات الأمني في محافظات وجه قبلي بالتحديد، حيث انخفاض الكثافة الأمنية.
ومن المقرر أن تقوم المدارس الثانوية بتوزيع أرقام الجلوس الورقية على الطلاب صباح غد الأحد، على أن يتحققوا من صحتها من الموقع الإليكتروني لوزارة التربية والتعليم، والذي سيطرح في نفس اليوم نسخة إلكترونية منها.
جدير بالذكر أن امتحانات الثانوية العامة ستعقد في الفترة من 11 يونيو وحتى 2 يوليو القادم في 1454 لجنة على مستوى الجمهورية، على أن يرأس عام الامتحانات جمال العربي رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي، وينوب عنه محود ندا رئيس الإدارة العامة للامتحانات.