كشفت صحيفة “ديلي تليجراف” البريطانية النقاب عن أن المجلس العسكري يعيش وضعا حرجا خلال هذه الأيام بسبب محاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك، ففي حين يصر المتظاهرون على ضرورة محاكمته، تضغط الدول الخليجية لمنع هذه المحاكمة حتى لا تكون سابقة في الوطن العربي من ناحية، والثانية أنهم لا يرغبون في رؤية حليفهم وراء القضبان.
وقالت الصحيفة إن محاكمة مبارك والمقرر 3 أغسطس وضعت الجيش في بين شقي الرحى، فمن جانب المتظاهرين الذين يطالبون بمحاكمة الرئيس المخلوع، والثانية، دول الخليج العربي التي لا ترغب في إذلال حليفها السابق، كما أن المحاكمة قد تشكل سابقة خطيرة بالنسبة لهم.
وأوضحت الصحيفة أن بعض ضباط الجيش لا يرغبون في محاكمة قائدهم السابق في حرب 1973، ومع ذلك فإنهم يصرون على أنهم يقفون على الحياد، ويتركون أمر محاكمته في يد القضاء.
وبحسب الصحيفة، فإنه هناك بعض الناس لا يرغبون في محاكمة مبارك، إلا أنهم يقولون إن الجيش ببساطة يرضخ لضغوط المتظاهرين في ميدان التحرير الذين يواصلون الاضطرابات والاعتصامات التي تضر الاقتصاد.
ونقلت الصحيفة عن سعيد عبد العزيز (36 عاما) موظف في إحدى المصالح الحكومية قوله:” إذا كان الناس في التحرير يطلبون محاكمته، فإنه سوف يحاكم، ولكن هؤلاء المحتجين لا يفهمون أنهم بذلك يصنعون المشاكل للبلد”.
وفي حين دفع المحتجون الجيش لوضع مبارك في قفص الاتهام، وهو حليف دول الخليج العربي الغنية -التي تعهدت بتقديم مليارات الدولارات من المساعدات لمصر – تسعى هذه الدول لإخراجه من مأزقه حتى لا تشكل سابقة غير مريحة في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن كامران بخاري، المحلل في شركة ستراتفور العالمية المخابرات قوله:” ما يحدث في مصر سيكون له أصداء في جميع أنحاء المنطقة.. ودول الخليج تعرف ذلك”.
وقال مسئول مصري -رفض الكشف عن هويته – إن :”دول الخليج لا تريد رؤية مبارك في المحكمة”، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تضغط بقوة في هذا الاتجاه.
ومن جانبه نفى سفير دولة الكويت لدى القاهرة رشيد حمد الحمد رغبة أي دولة من دول الخليج منع محاكمة مبارك، لكنه قال :” هناك أناس في منطقة الخليج لا تريد أن ترى أي رئيس في حالة سيئة “.