يُعتبر عيد الأم من أكثر المناسبات العاطفية التي تحتفل بها العديد من الثقافات حول العالم.
في هذا اليوم، يُعبر الأبناء عن حبهم وامتنانهم لأمهاتهم من خلال الهدايا، الرسائل، والاحتفالات الخاصة.
ولكن، متى بدأ الاحتفال بعيد الأم؟
وما هو تاريخه وأصله الحقيقي؟
في هذا المقال، نستعرض تاريخ عيد الأم، تطوره، وأشكال الاحتفال به حول العالم.
أصل عيد الأم عبر التاريخ
1. الاحتفالات في الحضارات القديمة
الحضارة اليونانية والرومانية
- كان اليونانيون والرومان يحتفلون بآلهة الأم مثل ريا (Rhea) وسيبيل (Cybele).
- كانت الطقوس تقام في مهرجانات دينية خلال الربيع.
المصريون القدماء
- ارتبطت الأم في الحضارة المصرية بـ الآلهة إيزيس، التي كانت تُعتبر أمًا مثالية.
- تم تمجيد دور الأم من خلال النقوش والتماثيل.
2. عيد الأم المسيحي (Mothering Sunday)
- نشأ في أوروبا وخاصة في بريطانيا خلال القرن السابع عشر.
- كان يُعرف بـ “أحد الأمهات”، ويُحتفل به في الأحد الرابع من الصوم الكبير.
- كان تقليدًا يسمح للناس بزيارة كنائسهم الأم وقضاء الوقت مع أسرهم.
نشأة عيد الأم الحديث
1. جوليا وارد هاو (Julia Ward Howe)
- في عام 1872، دعت الناشطة الأمريكية جوليا وارد هاو إلى يوم للسلام تُكرّم فيه الأمهات.
- كان هدفها تعزيز السلام بعد الحرب الأهلية.
2. آنا جارفس (Anna Jarvis)
- تُعتبر المؤسسة الفعلية لعيد الأم الحديث في أمريكا.
- في عام 1908، نظمت أول احتفال رسمي لتكريم والدتها الراحلة.
- بحلول عام 1914، أعلن الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون أن يوم الأحد الثاني من مايو هو عيدًا وطنيًا للأم في الولايات المتحدة.
انتشار عيد الأم عالميًا
1. عيد الأم في العالم العربي
- تم إدخال فكرة عيد الأم إلى العالم العربي عن طريق الصحفي المصري علي أمين.
- في عام 1956، اقترح أن يُخصص يوم 21 مارس للاحتفال بالأم، وهو أول أيام الربيع.
- تم قبول الفكرة وأصبح يوم 21 مارس هو عيد الأم الرسمي في معظم الدول العربية.
2. في أوروبا وأمريكا اللاتينية
- تختلف التواريخ من بلد لآخر:
- بريطانيا: الأحد الرابع من الصوم الكبير.
- فرنسا: الأحد الأخير من مايو أو الأول من يونيو.
- المكسيك: 10 مايو.
3. في آسيا
- اليابان: يُحتفل به في الأحد الثاني من مايو، ويُقدم فيه الأطفال رسومات وهدايا.
- الهند: بدأ الاحتفال بعيد الأم مؤخرًا، ويُحتفل به أيضًا في الأحد الثاني من مايو.
مظاهر الاحتفال بعيد الأم
1. تقديم الهدايا
- من أشهر طرق التعبير عن الحب.
- تشمل الورود، المجوهرات، أدوات التجميل، أو الهدايا المصنوعة يدويًا.
2. إعداد الطعام المفضل للأم
- كثير من العائلات تُعد أطباقًا خاصة في هذا اليوم كعربون شكر وتقدير.
3. بطاقات ورسائل الشكر
- تُكتب بطاقات تحمل كلمات مؤثرة وشكرًا للأمهات على مجهوداتهن.
4. مشاركات على مواقع التواصل الاجتماعي
- يشارك الكثيرون صورًا وكلمات مميزة عن أمهاتهم عبر فيسبوك، إنستغرام، وغيرها.
5. زيارات خاصة أو مكالمات هاتفية
- يُعتبر قضاء الوقت مع الأم أو الاتصال بها من أهم طرق الاحتفال، خاصة إن كانت بعيدة.
الجوانب الاجتماعية والنفسية لعيد الأم
1. تعزيز الروابط الأسرية
- يُساعد عيد الأم على تعزيز العلاقات داخل الأسرة.
- يُعتبر فرصة لتقدير جهود الأمهات وتقديم الدعم لهن.
2. الاعتراف بتضحيات الأم
- يسلط هذا اليوم الضوء على الجهد والتعب الذي تبذله الأم في تربية الأبناء.
3. رفع الوعي بدور الأم في المجتمع
- يُعزز من مكانة المرأة والأمومة في المجتمع.
- يدفع الحكومات والجمعيات الخيرية لتقديم دعم أكبر للأمهات.
انتقادات ووجهات نظر مختلفة
1. تجاريّة عيد الأم
- يراه البعض مناسبة تحوّلت إلى فرصة للتسويق والاستهلاك.
- تروج المتاجر للمنتجات تحت شعار “عيد الأم” لزيادة المبيعات.
2. الجانب العاطفي لمن فقد والدته
- قد يُشكل هذا اليوم حزنًا كبيرًا لمن فقدوا أمهاتهم.
- لذلك، يُنصح بتقديم الدعم العاطفي في هذا الوقت.
3. الأمهات المنسيات
- مثل الأمهات العازبات أو في دور الرعاية اللواتي قد لا يتلقين زيارة أو هدية.
- يسلط الضوء على ضرورة توسيع مفهوم التقدير ليشمل الجميع.
نصائح للاحتفال بعيد الأم بطريقة مؤثرة
- فكّر في ما تحبه والدتك شخصيًا.
- قدّم لها وقتك قبل هديتك.
- اكتب لها رسالة بخط يدك.
- إن كانت والدتك متوفاة، خصص وقتًا للدعاء أو زيارة قبرها.
عيد الأم
ليس مجرد مناسبة لتقديم الهدايا، بل هو فرصة للتعبير عن الامتنان والتقدير لما تبذله الأمهات من حب وعطاء.
من جذوره القديمة إلى الاحتفال العالمي الحديث، يمثل هذا اليوم رمزًا للتكريم الإنساني الصادق، ويُذكرنا دائمًا بأن الأم هي القلب النابض لكل بيت.
لذا، فلنجعل من هذا اليوم لحظة حقيقية للاهتمام، الحب، والشكر.
