عن صحيفة روزاليوسف :أحدث عملية إسرائيلية للموساد سعت المخابرات الإسرائيلية فيها بالتواجد داخل أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر المصرية من خلال قيام المواطن المصري طواعية بتحميل برنامج صغير للغاية يفتح 2500 قناة تليفزيونية مشفرة وينقل جميع بيانات الجهاز إلي الموساد في ذات اللحظة.
وتبدأ القصة عند رصد حملة إلكترونية منظمة تصدر في شكل موجات إعلانية مشفرة من داخل أحد المواقع في وسط مدينة تل أبيب وتأتي تلك الموجات من تشفير تعارف مكاني برقم 212.199.38.38 وبتحديد موقع أرضي داخل حي رامات جان خط عرض 32.0667 وطول 34.7667 الموجهة تجاه مصر وفي مواعيد غير منتظمة، وبالبحث تم التوصل للإعلان الذي ننشر صورته لأول مرة حيث يوجهون فيه الإعلان لجمهور المنازل العادي تحت عنوان: (التليفزيون المباشر علي جهاز الكمبيوتر الخاص بك وتليفزيون فضائي في كمبيوترك وتمتع بأكثر من 2150 قناة فضائية مشفرة بدون أقساط شهرية) حيث وضعوا شكل جهاز تشفير غير محدد المعالم ولا يستدل علي ماركة الصنع منه وكتبوا عليه لتحفيز المواطنين إنه قادر علي إحداث ثورة في عالم المشاهدة في البيت ويستمر الإعلان في توجيه اللغة الجذابة للمواطن العادي والمتوسط في المنازل المصرية ويقول: (فقط 5 دقائق ويتحول كمبيوترك إلي تليفزيون مدهش) إلا أنهم في الواقع أثناء قيام المواطن المصري بتحميل البرنامج يكونون في الخلفية يحملون برنامج ماسح بيانات ومعلومات عن الأسرة التي تملك الجهاز وفي دقائق بعد تثبيت البرنامج يكون الموساد قد استقبل بيانات الأشخاص المصريين بالكامل فيعرف من خلال أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم داخل منازلهم عناوين البريد الإلكتروني والمراسلات والتليفونات وشخصية مستخدم الجهاز ومعلومات خاصة عن هواياته وإذا كان مثقفا أو محبا لأفلام البورنو ومن يتراسل معهم وما هي اراؤهم الشخصية وهل يشارك سياسيا.
التحرك السريع للموساد لاختراق الحاسبات الآلية المصرية جاء عقب ثورة 25 يناير حيث أدركوا أنهم فقدوا الكثير من المعلومات كان يمكن جمعها علي مدار الساعة من خلال التجسس علي مئات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر المصرية التي اتضح أنها بالفعل حملت اكثر من 250 ألف نسخة من البرنامج خلال الفترة من فبراير وحتي مايو 2011، مما جعله يبتكر هذه الطريقة التي تمكنه من خلال التعامل المباشر مع المنازل في مصر من الوصول لبيانات بطريقة الاستقراء تصل لأضعاف الأرقام التي حملت بالفعل البرنامج.
وبسبب صعوبة السيطرة علي كل تلك الأعداد الكبيرة، فالحل الوحيد أن يقوم من حمل البرنامج بحذفه بأسرع وقت حيث لا يتصل البرنامج بكمبيوتر الأجهزة الإسرائيلية إلا وهو في حالة التشغيل العادي، بمعني أن برنامج الوصل المباشر بأجهزة تل أبيب لا يتصل بالبرنامج في أي وقت إلا لو اتصل هو بها.
« روزاليوسف» توجهت للخبراء في عالم الكمبيوتر فأكدوا أنها طريقة حديثة تعمل بنظام نقل البيانات المشفرة في شكل حزم بيانات تبدو في أثناء عمل البرنامج عادية للغاية ولا يمكن رصدها خاصة لو علمنا أن البرنامج عندما يبدأ تشغيله يبدأ البحث بسرعات عالية للغاية عن كل الشبكات التي يمكن كسر شفرتها كي تساعد مشغل البرنامج علي مشاهدة القنوات المشفرة بداية من كل القنوات العربية المدفوعة الأجر نهاية بقنوات الجنس العالمية.
وأضافوا أنه عند تشغيل البرنامج علي جهاز الأسرة المصرية العادي تكون الأسرة تشاهد الشاشة أيا كانت البرامج التي يشاهدونها ويكون الجهاز يبحث بشكل عادي عن ربط الأطراف الرقمية بين جهاز الكمبيوتر الخاص به وآلاف القنوات الفضائية التي وفر الموساد الإسرائيلي بيانات شفرتها علي مدي 24 ساعة وفي ذات عملية البحث ودون أن يشعر أحد يكون الجهاز قد اتصل بشبكة بيانات الموساد الموجودة بالمبني كشفته أجهزة الرصد بالأقمار الصناعية ورصدته أقمار جوجل بالصورة.
ومن الصورة ظهر لخبراء الأمن لأول مرة مبني تابع للموساد بتل أبيب الذي تجري العملية من داخله ويبدأ البحث الدقيق عن تعريفات الشبكة الإسرائيلية بشكل أعمق وأدق بعد تضليل هيئة «الإيكان» العالمية المتحكمة في الإنترنت بالعالم وذلك بإصدار تعريفات رقمية خاطئة تفيد بوجود البث الأصلي لموقع الخدمة من نيويورك مرة ومرة أخري من واشنطن غير أن التوصل لبيانات الشبكة الإسرائيلية الدقيق كشف عن صدور البث من حي «رامات جان» في إسرائيل من أجهزة سيرفر تسمي «NS1.SPD.CO.IL»
وأنشأ الموساد تلك الشبكة في 15 مارس 2010 غير أنها بدأت التجارب بواسطة الاتصال بعدد قليل من الأجهزة المصرية المنزلية بداية من 2 فبراير 2010، إلا أن العمل الرسمي للخطة الذي وضعها الموساد لم يبدأ العمل به سوي في نهاية فبراير الماضي وبعد أن فقدت إسرائيل قنوات المعلومات المباشرة التي كانت تأتيها من نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وبتحديد الشبكة الإسرائيلية كان البحث مكثفا لتتوصل البيانات التي أكدت أن هناك شبكة إسرائيلية تعمل في مصر بصورة متنقلة ربما تكون أخطر من شبكة الربط التليفزيوني مع الموساد لأنها شبكة تعمل في مجال توظيف العمالة من مصر أثناء تسارع الأحداث في مصر يكون الموساد المعلومات الحقيقية.
وبالتدقيق يظهر اسم الشبكة الإسرائيلية بداخل مبني الموساد الإسرائيلي بحي «رامات جان» وتعلن الشبكة عن اسمها دون تردد في عنوان: «الخطوط الأرضية الذهبية»، ولأن البحث عن المعلومات أصبح باليسير نوعا ما ويمكن إجراء البحث في عشرات الدول مرة واحدة، فلم يستدل البحث الفني أو غيره علي وجود هذا الاسم من الأساس في إسرائيل، مما يؤكد أن تلك الشبكة هي الأحدث للموساد في مصر وعلي الخريطة التي حصلنا علي أرقام بياناتها.
وبالطبع لم يكن من اليسير الكشف عن الشبكة فكيف سيكشف عنها دون التعرف علي أرقامها والمعروف للمستخدم العادي للكمبيوتر أن رقم التعريف الخاص بجهازه رقم لا يتكرر فكل جهاز كمبيوتر له بصمة إلكترونية يمكن من خلالها التعرف علي بياناته وعلي تحديد مكان تشغيله وهو ما يستخدم حاليا في الكشف عن العديد من الجرائم في مصر نفسها، فضلا عن أن إخفاء المعلومات لدي أجهزة المخابرات ليس بالطريقة التي يفكر فيها الشخص العادي، وأن أسهل مكان لإخفاء البيانات هو وضعها في إطار عام يمكن لأي مستخدم بالعالم أن يراها دون أن يشك في كونها تتبع الموساد الإسرائيلي فالشبكة موجودة وترسل إليك الإعلانات أيضا غير أنك لا تعرف من أين تأتي ولا تعرف بياناتها.
البرنامج بعد تشغيله علي أجهزة الكمبيوتر ينشط عدسة الشاشة الموجودة حاليا علي أي جهاز كمبيوتر محمول وهي المستخدمة في التواصل بالصورة بين الأجهزة وبعضها في برامج الشات المتعددة وفيها يبدأ البرنامج الإسرائيلي للموساد بإرسال حزم خاصة تنشط العدسة وتبدأ البث العملي دون أن تشعر أنت أن العدسة بدأت تنقل ما يدور بغرفتك لتلتقط الوضع الذي أنت عليه مهما كان.
في الإعلان الإسرائيلي وجدنا عنوان إيميل خاصاً بهم للتواصل معهم ومع أننا في «روزاليوسف» علمنا أنه لو بحثا عنه فلن نجد له أثراً لكننا قررنا خوض البحث كأننا نحقق وراء مصداقية المعلومة فوجدنا العنوان عندما تبحث عنه علي شبكة الإنترنت تظهر لك شاشة تخبرك بأنه غير موجود وأن البحث لم يتوصل لشيء، لكنك لو حاولت أن تراسلهم فرسالتك تصل إليهم .. وعندما سألنا عن السبب اتضح أنهم يقومون بذلك في إطار نظام مانع تتبع للإيميل وهو من أحدث الطرق بالعالم حاليا وهو يشبه ـــ لكي تدركوا المعني فنيا ـــ رسالة الموبايل التي تقول إن الخط غير موجود بالخدمة في حالة غلقه في حين أن صاحبه عندما يعيد فتحه تصل إليه فورا كل الرسائل التي أرسلت إليه من قبل.
وفي تجربة عملية علي شاشات متخصصة عندما بدأ البحث عن عنوان الإيميل لم تتوصل بيانات مصر للإيميل غير أن المتخصصين تتبعوه.
الغريب أنهم لم يخفوا اسم وهوية المشروع فمن البيانات التي كشفها جهازهم عند بدء عملية المحاكة الإلكترونية معه علي الشبكة فقد أعلن عن أن اسمه واسم الخادم الذي ينطلق منه وهو: «TVINPC.SPD.CO.ILومن الاسم الدولي نكتشف جملة أو SPD SECRET PROJECT OF DEFENSE وهي ليست إلااختصارا لكونها (مشروع الدفاع السري) الإسرائيلي، أما بقية الاسم فهو التعريف الدولي لمواقع دولة إسرائيل (كو إل) وقد كشفنا هنا أن الاسم الكودي لعملية الموساد الجديدة هو (الخطوط الأرضية الذهبية).
«روزاليوسف» علمت أن هناك عدداً كبيراً من الدول العربية قد حمل مواطنون منها ذلك البرنامج وأن هناك تبادل معلومات قد وصل لتلك الدول حتي تحمي بيانات مواطنيها من الخطة الحديثة من الموساد، ومن صورة الإعلان نجدهم بالفعل قد وضعوا صورة لأعلام تقريبا كل الدول العربية بما فيها المملكة العربية السعودية ولبنان وقطر والكويت والبحرين والمغرب وتونس والجزائر وبالفعل يمكن أن نجزم بأنها كل الدول العربية مع الأسف.
الجدير بالذكر أنهم مثلا في قضية التجسس التي كشفتها الأجهزة المصرية مؤخرا والمعروفة بقضية (روت مي) كانوا يستخدمون الأقمار الصناعية وربما علي سبيل الفكاهة العلمية نجدهم في الإعلان الجديد يقولون: (هذه التشكيلة غير موجودة بأي مكان آخر بالعالم، فلن تحتاجوا إلي الأقمار الصناعية أو أجهزة اللواقط العادية فمعنا يمكنكم استقبال البث من أي جهاز كمبيوتر عادي لديكم بالمنزل).
الجدير بالذكر أيضا أنكم لن تحصلوا علي البرنامج بلا مقابل لأنهم لو كانوا فعلوا ذلك لكانت الخطة كشفت بطريقة أسرع لكنك ستدفع لهم مبلغ 44.95 دولار أمريكي مقابل حصولك علي العرض، أي أنك ستدفع للموساد كي يتجسس عليك بالمنزل.