ممكن أولياء الأمور يشتروا امتحانات الثانوية العامة وتتسرب زى ما كان بيحصل قبل الثورة؟
«لو اتعرض الامتحان هاشتريه لابنى طبعا عشان يجيب درجات مرتفعة تعوضه عن المجموع القليل اللى جابوا السنة اللى فاتت». هكذا نطق إيهاب محمود بسرعة لكنه صمت قليلا وقال: «بس أضمن منين إنى لو عملت كده ربنا يوفقه ويجيب درجة عالية، لأن ده هيبقى غش».
عاطف عبدالعظيم، المحاسب بشركة خاصة ووالد أحمد بالصف الثانى الثانوى بمدرسة المنصورة الثانوية، قال إنه لن يشترى الامتحان، وسيبلغ أقرب قسم شرطة فى المنطقة التى يباع فيها الامتحان، معتبرا ذلك غشا وتدليسا وضياعا لمجهود الطلاب، وطالب وزارة التربية والتعليم بالاعلان عن رقم لخط هاتفى ساخن لتلقى بلاغات أولياء الأمور فى حالة حدوث أى مشكلة خلال أيام الامتحانات.
وقال سعد مهلل، مدرس بمدرسة جناكليز الثانوية بالاسكندرية ووالد طالب بالصف الثانى الثانوى، إنه لا يستطيع أن يعّلم ابنه وتلاميذه العدل والأمانة، ثم يشترى الامتحان ليساعدهم على الغش ويهدم كل ما علمه لهم، «اللى فاضل لينا لسه الأمانة والشرف والعدل لما يضيعوا هيفضل لينا إيه».
«طبعا هنشتريه عشان مستقبلنا مايضعش بعد اللى حصل فينا فى امتحانات السنة اللى فاتت»، هذا ما قالته سميرة الطالبة بالصف الثالث الثانوى بمدرسة السنية بالسيدة زينب، «كل الطلبة فى انتظار ما يعوضهم عن المجاميع المتدنية التى حصلوا عليها العام الماضى بسبب صعوبة الامتحانات، تقريبا اللى بيحطوا الأسئلة بيطلعوا غيظهم فينا، فطبعا لو لقينا الامتحان بيتباع هنشتريه حتى لو وصل 150 جنيه للمادة».
وقالت هبة محمد الطالبة بالصف الثانى الثانوى بمدرسة أم المؤمنين الثانوية بالهرم هاشترى الامتحانات طبعا، «يمكن الامتحان ما يتلغيش وأبقى جبت درجة عالية فيه».
محمد الطيب عميد تربية طنطا سابقا وأستاذ الصحة النفسية يرى أن الغالبية ستوافق على شراء الامتحان لأن مفهوم التعليم فى مصر مازال محصورا فى حصول الطلاب على درجات مرتفعة، لتمكنهم من الالتحاق بكليات القمة، فلم يعد هدف التعليم هو التعلم ذاته، وبالتالى لا بأس من قبول الغش للحصول على التفوق، واختصار المنظومة التعليمية فى بضعة جنيهات للحصول على أسئلة الامتحان، سواء من خلال مدرس خصوصى أو من خلال شرائه من أى مكان.
وترى الدكتورة نسرين البغدادى الاستاذ بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن السلوكيات التى كانت منتشرة بالمجتمع قبل الثورة لن تتغير بين يوم وليلة، خاصة أن الكثير من شرائح المجتمع لم تشارك فى الثورة، ولم تعرف عنها شيئا، ولم تستفد منها شيئا، وبعضها ينتهز الفرص ليحصل على أعلى قدر من المصلحة، بالإضافة إلى أننا نعانى بعد الثورة من غياب القدوة، ومن غياب الردع والعقاب للمخطئ.
وزير التربية والتعليم الدكتور أحمد جمال الدين موسى قدم إجابة غير مباشرة عن السؤال، عبر نداء قبل أيام إلى أولياء الامور والجميع لحماية امتحانات الثانوية العامة، قائلا: الشعب لازم يحمى امتحاناته.
المصدر الشروق