لأول مرة بعد خروجها من السجن، أكدت فايدة حمدى، الشرطية التونسية، التى اشتهرت إعلاميًا بصفع محمد البو عزيزى، مفجر الثورة التونسية، على أنها لم تصفعه وإنما كانت كبش فداء من الرئيس زين العابدين بن على لتهدئة الأوضاع فى الشارع التونسى، مشيرة إلى أنها فتاة شرقية تتمسك بالعادات والتقاليد الشرقية التى تحترم الرجل، كما أنها مواطنة تعمل فى جهاز الشرطة التونسية وتحاول تطبيق القانون وترفض الاعتداء على المواطنين، لافتة إلى أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى تونس كانت تتفاقم، وكان الشعب التونسى يبدى غضبه من الشرطة لأنها الخط الرابط بين الإدارة المركزية، والشعب فكان دائما يحدث احتكاك بين الشرطة والشعب.
وأشارت الشرطية التونسية إلى أن الرئيس المخلوع أمر باعتقالها يوم 28 ديسمبر 2010، بعد أن طالبت والدة محمد البو عزيزى باعتقالها أثناء زيارة بن على لابنها فى المستشفى. وحول الخطأ الذى ارتكبه بوعزيزى قبل اندلاع الأزمة قالت الشرطية، إن محمد كان يبيع الفواكه وبجواره مجموعة من الباعة الجائلين، فى أماكن غير مرخص أو مصرح البيع فيها، حيث إنهم كانوا أمام مسجد وأثناء صلاة الجمعة وبجوار سيارات أجرة، وأدى وقوفهم إلى تعطيل حركة المرور فذهبت برفقة مجموعة من زملائها المعنيين بإزالة الإشغالات، وعندما رأى الباعة أن هناك حملة من “البلدية”وهم الجهات الشرطية المعنية بإزالة الإشغالات فى الشارع متجهه إليهم، ففروا ببضاعتهم ماعدا محمد البو عزيزى، وعندما طلبوا منه الرحيل فرفض فقامت الحملة باحتجاز بضاعته فقاومهم، لافتة إلى أنه قام بجذب شعار الشرطة التونسية من فوق كتفها وتسبب ذلك فى إصابتها بكتفها، فاتصلت بجهاز الشرطة لإرسال تعزيزات أمنية لها لاعتدائه عليها وهذا ما يكفله القانون لها.
وأضافت أن أصدقاءها فى العمل طلبوا منها تحرير محضر تصد، وتعد عليها ضد محمد البو عزيزى لكنها، رفضت ذلك، مؤكدة أن البضاعة قد حجزت من البو عزيزى فى إطار قانونى وتمت مصادرة بضاعته فتوجه لمقابلة المحافظ للحصول على بضاعته التى صُودرت منه مرة أخرى، فلم يجد من يستمع إليه فقام بإضرام النار فى نفسه.
وأكدت الشرطية، أنها نادمة على ما حدث بينها وبين بوعزيزى وتمنت لو لم تذهب إلى العمل ذلك اليوم، لافتة إلى أنها بكيت عندما سمعت خبر موته.
ولفتت إلى أنها أصيبت بهزة نفسية بعد أن دخلت السجن لمدة 3 أسابيع، وبدأ شعرها يتساقط ويحدث لها ارتعاد فى القدم والأطراف، ولم تجد أى فرد يقف بجوارها ورفض كل المحامين الدفاع عنها أمام المحكمة.
وأشارت إلى أنها لم تعد للعمل بعد الثورة بالشرطة لأنها مازالت تُعالج نفسيا، كما أنها وجدت نفسها أثناء تطبيق القانون يُعتدى عليها، وقد حملوها أزمة الفقر والفساد وأخطاء حكم الرئيس المخلوع على مدار حكمه فكان الشعب بركاناً يغلى.