رصد نشطاء على شبكة الإنترنت آخر ما سطره ثلاثة من شهداء اعتصام وزارة الدفاع بمنطقة العباسية في مصر، على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي.
وجاءت أشد العبارات تأثيرًا من قِبَل محمود حامد الذي أكد أنه نزل للمشاركة في اعتصام العباسية للدفاع عن إخوانه المعتصمين هناك، متوقعًا أن ينال الشهادة، طالبًا من متابعيه الدعاء له.
وكتب محمود حامد يقول – قبل استشهاده بساعات قليلة – على صفحته الشخصية بموقع “الفيسبوك”: “آخر حاجه أكتبها: أنا منزلتش اليوم لأني عندي امتحانات بعد كام يوم كده لكن مش مهم الدراسة ربنا مش هيسألني على الشهادة ولكن هيسألني أنا ليه سكت على واحد ظالم قتل إخواتي وسيبت إخواتي ليه بيموتوا وأنا قاعد في البيت”.
وتابع يقول في آخر ما سطرته يداه: (أحب أقول لكل أصدقائي: إنى رايح أدافع عن إخوانى ومش رايح أعمل أي تخريب لأي حاجة وأنا لو مت عاوز كل الناس تدعيلي بالرحمة والمغفرة وعاوزكم تقولوا: “لا إله إلا الله محمد رسول الله” كل يوم إن مت وإن عشت سأظل أحارب مع إخوتي في سبيل الله).
(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله )
( الشهيد القادم بإذن الله )
وبعد ساعات قليلة، قضى محمود حامد نحبه ضمن عدد من المعتصمين في محيط وزارة الدفاع بالعباسية، والذين قتلوا الأربعاء في هجوم نفذه عشرات البلطجية دون تدخل من قبل الشرطة أو الجيش.
أما أحمد الرفاعي، وهو شاب سلفي من أبناء مدينة المحلة الكبرى، فقد قضى نحبه في مجزرة العباسية بعد أن تلقى رصاصة في رأسه من قبل المعتدين وأهريق دمه على أرض العباسية. وقال زملاء الرفاعي في الاعتصام: إنه سيتم تشريح جثته بالقاهرة ومن المقرر دفنه بالمدينة العمالية مساء اليوم الأربعاء.
وكان الشهيد أحمد الرفاعي – في العقد الثالث من عمره وصاحب محل للإلكترونيات حاصل على بكالوريوس كلية الزراعة – عزم على المشاركة مع زملائه في اعتصام ميدان العباسية للمطالبة بتطبيق حكم الشريعة الإسلامية وإسقاط حكم العسكر.
وآخر ما كتب الشهيد أحمد الرفاعي موجهًا حديثه لمشايخ السلفية:
(ممكن كل مشايخ السلفية إلى بيقولوا: إنهم مع الثورة وأهدفها ورفعت عنا الظلم…….إلخ ممكن ينزلو التحرير بنفسهم ويحشدو الناس (…) ممكن الحلم يبقى حقيقة وحسان يتوجه إلى التحرير على راس مظاهرة ضخمة أكثر من 100 ألف وممكن علماء السلفية بتوع حزب الكهربا آسف النور يلمحم يلمحم بس على أداء اللجنة الانتخابية تلميح تلميح يابشر ياعم بكار لمح أبوس إيدك
أما الشهيد إبراهيم أبو الحسن فهو طالب بكلية الطب جامعة عين شمس، وهو أحد أعضاء حركة 6 أبريل، وكتب قبل ساعات من استشهاده في مجزرة العباسية، يقول: “بأكتب بدمي حياة ثانية لأوطاني”.
وقد انهالت عليه الدعوات من أصدقائه على الصفحة، وكتب أحدهم يقول: “كنت صادقًا في طلب الشهادة…..فجازاك الله بها….أسكنك الله فسيح جناته”. فيما أضاف آخر: “صااادق يا أبو الحسن… ربنا يرحمك ونحتسبك عند الله شهيدًا”.
صورة جثمان “أبو الحسن” أثناء خروجه من مشرحة زينهم:
ومن جانبه، أكد الدكتور طارق سعيد المسئول عن المستشفي الميداني بشارع الخليفة المأمون في منطقة العباسية على تسجيل أسماء القتلى بالعباسية صباح اليوم والذين وصل عددهم إلى 12 قتيلاً.
وهم : محمود حامد, أحمد الرفاعي أحد السلفيين, أبو الحسن ابراهيم، ومصطفى إسماعيل حسين، وأحمد إبراهيم بدير، وطارق عبد النبي، وأحمد رفاعي مدبولي، وعاطف الجوهري، وعمرو ابراهيم الدسوقي، وشخص يدعى رأفت، وآخر طارق تم التعرف عليهما بالشكل، وفتحي إبراهيم.
الجدير بالذكر أن الحظر يسود العباسية الآن بعد نزول المدرعات وقوات الجيش وفض الاشتباكات.