الوفد: إلهام شاهين فنانة من جيل الوسط شاركت في العديد من الأعمال التي انتقدت فيها الواقع الاجتماعي، فتعمدت انتقاد أوضاع المرأة العربية ولقبت بسفيرة المرأة لتألقها في عرض مشكلاتها، كانت دائماً بعيدة عن السياسة ولم يكن لها موقف سياسي واضح طوال الأعوام الماضية،
ولكنها فاجأت جمهورها بآرائها التي كانت صادمة للبعض بتأييدها للرئيس السابق ومساندتها له وترتب علي ذلك وضعها في القائمة السوداء.. رغم ذلك أبدت سعادتها لهذه القادمة مع البابا شنودة وشيخ الأزهر، وأكدت أنها لن تتراجع عن رأيها وتمنت ألا يحاكم مبارك وقررت أن تعبر عن رأيها بأعمالها وليس بالمشاركة في الثورات.. حول رأيها في الواقع السياسي والعديد من القضايا الفنية أجرينا معها هذا الحوار.
> لماذا توقف تصوير مسلسل “قضية معالي الوزيرة”؟
- لأن الشركة المنتجة بدأت في تصوير 3 مسلسلات دفعة واحدة هي “سمارة” و”بين الشوطين” و”قضية معالي الوزيرة” وللأسف لم نتمكن من تحمل تكاليف كل المسلسلات لصعوبة التسويق في الظروف الحالية، وبالتالي تأجل تصوير المسلسل إلي 2012 لأنه من المفترض أن يتم تصويره في مقر مجلس الشعب ورئاسة الوزراء ووزارتي الداخلية والسياحة وهذه الأماكن غير مجهزة للتصوير، رغم أن هذا العام كان أفضل عرض للمسلسل لأنه يناقش عدة قضايا خطيرة أهمها: الرشوة والبطالة وتوزيع الأراضي بالواسطة.
> هل سيتم تغيير السيناريو بعد أحداث ثورة يناير؟
- المسلسل كان بداية للثورة، وكان يتحدث عن المشاكل الموجودة ولكن بعد الثورة من المؤكد أن هذه المشاكل ستجد حلاً فلابد من تغيير السيناريو حتي يتسق مع الواقع الجديد.
> لو كانت إلهام شاهين معالي الوزيرة ماذا كانت ستقدم لمصر؟
- ألعب في المسلسل دور وزيرة السياحة، وأعتقد أن وزارة السياحة هي أهم وزارة في مصر الآن لأنها تعمل علي تشغيل أكبر عدد ممكن من الشباب، بالإضافة إلي أنها تساعد علي جذب أكبر ربح للبلد لذلك لو كنت وزيرة سأحافظ علي جعل السياحة واجهة مهمة لمصر وعمل دعاية وتدريب المجتمع علي معاملة السياح معاملة محترمة والتعامل علي أن يكون وجودهم ليس مجرد فرصة لجمع المال ولكنه فرصة للحفاظ علي شكل مصر في العالم الخارجي.
> هل يمكن أن يقدم هذا العام عملاً عن الثورة؟
- المسلسلات التي سيكتمل تصويرها معظم المؤلفين سيغيرون أحداثها بسبب الثورة لأن أغلبها كانت تعتمد علي غليان المجتمع الذي أدي لهذه الثورة، وأعتقد أن الثورة ستولد أعمالاً فنية كبيرة تتحدث عنها ولكن بعد أن تتبلور الفكرة لدي المؤلفين، بحيث أن يعلموا السلبيات والإيجابيات علي المجتمع بسبب الثورة، بالإضافة إلي أننا حتي الآن ليس لدينا ردود أفعال واضحة عنها.
> هل ستتغير مستوي الأعمال الفنية بعد الثورة؟
- أري أن الأعمال ستختلف باختلاف الجمهور ولن يكون هناك فصل بين الأعمال التي تقدم للمهرجانات والأعمال التجارية، وأتمني بعد الثورة أن تتقبل الناس هذه النوعية من الأعمال وتعطيها قيمة أكبر وألا يكون هدف الناس التسلية فقط ويبحثون عن الفن الهادف الذي له قيمة مؤثرة في فكر الناس ومشاعرها.
> هل أنت مع إلغاء الرقابة علي المصنفات الفنية؟
- أنا ضد إلغاء الرقابة لأن هناك من لا يملكون التحكم في ضمائرهم وتعودوا أن يتم توجيههم فلا يمكن أن نضمن أن يقدم مخرج عملاً يثير فتنة طائفية أو فيه تطاول علي الرموز الموجودة دون أسانيد لابد أن تتواجد الرقابة ولكن بشكل محترم لابد أن يرأس الرقابة أناس لهم عقلية فنية وإبداعية وألا يكون هناك قيود علي الإبداع ولابد أن تكون رقابة مرجعية وتبث ثقافة دينية وإبداعية محترمة للجمهور.
> في رأيك هل التليفزيون عبر عن رسالته في فترة تولي أسامة الشيخ؟
- أعتقد أن المهندس أسامة الشيخ استطاع أن يحدث طفرة في التليفزيون المصري وكان لديه خطط مستقبلية للنهضة بماسبيرو مثلما فعل في قنوات راديو وتليفزيون العرب وقنوات دريم وتمكن من تغيير شاشاتهم أيضاً صنع قنوات النايل دراما والنايل سينما وهي قنوات جذبت الجمهور، ولكن نظامه كان مثل أي نظام فشل في الاهتمام بأبناء ماسبيرو وارتكز علي الاستعانة بكفاءات من الخارج وهو ما فعل حالة من الغليان بين القديم والجديد خلقت هذه الثورة ولكن كان عليه الاستفادة من كل العاملين لديه.
> ما مصير فيلم “يوم للستات” بعد استقالة المنتج ممدوح الليثي؟
- الليثي من أفضل المنتجين الذين تولوا جهاز السينما وهو منتج محترف، وبالنسبة للفيلم سأنتظر حتي تستقر الأمور لأن “يوم للستات” فيلم محترم أتمني تقديمه في أسرع وقت وأي جهة إنتاجية ستكون سعيدة بتقديمه كتبت له السيناريو هناء عطية وستخرجه كاملة أبوذكري والسيناريو تدور أحداثه حول أزمات وكبت السيدات وهذا موضوع مهم وسنقدمه بعد استقرار الأمور.
> ولماذا رفضت نجلاء فتحي الفيلم رغم عودتها للسينما بفيلم عن حياة شهيد الثورة خالد سعيد؟
- نجلاء فتحي صديقه مقربة جداً إلي وأنا حاولت أن أعيدها إلي السينما لكنها رفضت بعد موافقة مبدئية وأعتقد مجرد فكرة عودة نجلاء إلي السينما نجاح.
> وماذا عن فيلم هابي فالنتين؟
- سبب تأجيل هذا الفيلم هو أحداث الفتنة الطائفية التي تشهدها مصر فبعد أن قدمت فيلم 1/صفر وحاز علي العديد من الجوائز هاجمه بعض المسيحيين رغم أن فكرته لم تكن جريئة للغاية وأعتقد أن فكرة هابي فالنتين خطيرة علي أن يتقبلها المسيحيون الآن وهو دعوة للحب.
> ما تعليقك علي تجسيد سولاف فواخرجي دور شجرة الدر رغم ترشيحك له؟
- لو تحدثت عن سولاف فواخرجي سيظهر أنني غيرانة منها لذلك فشهادتي مجروحة بالنسبة لها كفنانة، وكان المخرج أحمد صقر عرض علي المسلسل، وأنا وافقت لأنني أحب تجسيد هذه الشخصية علي أن يتم تقديمها في عام 2012 لأنني كنت مرتبطة بالمخرجة إنعام محمد علي.
> هل ستخفضين أجرك؟
- عادة أغلب الأجور التي تقال عن الفنانين خيالية ولا توجد هذه الملايين الطائلة التي نسمع عنها وعادة الفنانون أنفسهم هم من يروجون علي أنفسهم شائعات حتي يجبروا المنتج أن يرفع أجرهم أو يظهرون أنهم الأعلي أجراً، وفئة الممثلين أكثر من تضرروا من الثورة وأكثر نسبة بطالة في هذا الوسط لذلك الأجر حسب التسويق وبالطبع كل الفنانين سيخفضون أجورهم لتدور عجلة الإنتاج.
> هل ترشحين بثينة كامل رئيساً للجمهورية؟
- أي شخص من حقه أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، ولكن لابد أن تتوفر فيه عدة شروط أهمها: أن يكون له تاريخ سياسي محترم وله دراية بالوطن العربي وتكون لديه الكلمة بحساب فلا يتطاول ويستطيع أن يتحكم في لسانه لأنه يمثل مصر أمام العالم دبلوماسياً لكن بثينة لا تتوفر فيها هذه الشروط فهي تتحدث بتطاول وأنا ضد هذا الأسلوب.
> وكيف ترين ترشيح البرادعي للجمهورية؟
- أنا لم أعرف البرادعي إلا بعد دخوله العراق للبحث عن الأسلحة النووية وهو ترك الباب مفتوحاً للأمريكان وكان الأولي به أن يخرج ليدافع عن العراق وكان هناك مئات القنوات التي يستطيع أن يعلن من خلالها موقفه تجاه العراق لكنه سمح للأمريكان ولم يدافع عن عروبته فكيف أأتمنه علي حماية مصر.
> من وجهة نظرك من الأصلح للرئاسة؟
- هناك الكثيرون في مصر أولهم: الفريق أحمد شفيق وهو رجل متحضر ومهذب وعملي وأسلوبه راق في التعامل واستطاع أن يحول مطار القاهرة الذي كان عاراً في وجه المصريين إلي واحد من أهم مطارات العالم، أيضاً اللواء عمر سليمان وهو رجل له باع سياسي طويل ورأس أهم جهاز في الدولة، بالإضافة إلي أن له علاقات دولية كبيرة وعمرو موسي يحظي بكاريزما كبيرة وله علاقات دولية بحكم عمله كوزير للخارجية ورئيس للجامعة العربية أيضاً حسام بدراوي دائماً كانت آراؤه مضادة للآراء الصادمة للحزب الوطني، بالإضافة إلي أنه أستاذ بالجامعة لديه الفرصة في التحدث إلي الشباب والتعامل بفكر الشباب كلها أسماء محترمة وأتمني أن يقدموا برنامجاً انتخابياً محترماً مثلهم.
> هل أنتِ مع وصول الإخوان المسلمين للرئاسة؟
- أنا أريد دولة مدنية بعيدة عن المسيحيين والمسلمين دولة تكون مرحبة بالكل ويكون نظامها معتدلاً تتيح الفرصة للجميع أن يعيش فيها كما كانت مصر دائماً.
> هل مازالت هناك ثورة مضادة؟
- أنا غير مقتنعة بهذا المصطلح لأن ما حدث في مباراة الزمالك وتونس أو حتي ما حدث في الشوارع الأيام الماضية يعني أن هناك انفلاتاً أمنياً وهذا لا يعني أن مصر بها ثورة مضادة.
> هل يمكن أن تنضمي لحزب عمرو واكد أو خالد يوسف؟
- لا يمكن أن أنضم لحزب عمرو واكد لأنه لم يعجبني في أسلوب حواره فهو يتحدث بشكل غير لائق، والأسلوب الذي كان يتعامل به وقت الثورة أثناء خروجه علي إحدي الفضائيات تحدث بطريقة بذيئة لا تطمئني أن أشاركه في حزب ولا يمكن الاختلاف علي موهبة عمرو واكد فهو فنان متميز وممثل، أما خالد يوسف فهو ثوري وعاقل ومثقف لكني فوجئت به يقول إنه لن يعمل مع الفنانين الموجودة أسماؤهم في القوائم السوداء إلا إذا اعتذروا للجمهور، وهو ما أفزعني منه لأنني أعتقد أنه يقبل بالرأي الآخر، وأنا أدعم محمد صبحي لو رشح نفسه كرئيس لحزب أو عضو لمجلس الشعب لأنني أعتقد أنه شخصية حاسمة يستطيع أن يضع خططاً ذكية فهو فنان محترم وأكثر الفنانين ثقافة وعلماً.
> ما تعليقك علي وضعك في القوائم السوداء؟
- من المسئول عن هذه القوائم ومن وضعها وحكم علي الناس بها، وأنا سعيدة أن يتم وضعي في قائمة واحدة مع شيخ الأزهر والبابا شنودة وفي النهاية من وضعني في القائمة السوداء ورفض العمل معي من المؤكد أنني سأضعه أيضاً في قائمتي السوداء هو الآخر ولن أعمل معه وبالمناسبة المنتجون والمخرجون لن يتأثروا بهذه القوائم الوهمية لأن من يدعي أنه صاحب النصر في الثورة هو شخص يركب الموجة ويدعي أن من لم يقف مع الثورة وقف ضدها.
> أيدتي الرئيس مبارك هل تربطك به علاقة شخصية؟
- قابلت الرئيس مبارك ثلاث مرات في عيد الإعلاميين وطلبت منه في إحدي المرات أن يتدخل لحمايتي من صحفي يتعمد مهاجمتي وبالفعل تدخل وهذا شيء طبيعي لأن هذا اليوم مخصص لمشاكل الإعلاميين، وكنت أتمني تسليم آمن للسلطة.
> هل يعني ذلك أنك كنت ضد الثورة؟
- بالعكس في البداية اتصلت بخالد يوسف وهالة خليل ويسري نصرالله فشرحوا لي مطالب الثورة المتمثلة في العدالة الاجتماعية واحترام كرامة المصريين واحترام الشعب لنفسه والمطالبة بوضع أفضل للصحة والإسكان والبطالة وهذه مطالب مشروعة وكنت سعيدة للغاية بهذه المطالب ووافقت عليها وبالفعل كنت مع الثورة لكني بمرور الأحداث بدأت أفقد تعاطفي معهم حتي جاءت موقعة الجمل التي قصمت ظهر البعير والتي أثبتت أن النظام أدار الأزمة بشكل خاطئ ووقتها آمنت بالثورة.