أبدت شرائح واسعة من الشعب المصري رضاها عن أداء المستشار أحمد فهمي رفعت الذي اختارته محكمة استئناف القاهرة، ليقوم بأكبر حدث في تاريخ القضاء بمحاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ونجليه علاء وجمال، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي و6 من القيادات السابقة في وزارة الداخلية.
وبحسب مراقبين يشتهر المستشار بالنزاهة والحزم والتخصص في قضايا الأموال العامة، وهو نجل المهندس فهمي رفعت الذي كان من أوائل العاملين في بناء السد العالي وشقيقه عصام رفعت رئيس تحرير مجلة “الأهرام الاقتصادي” السابق، وهو شقيق وداد فهمي رفعت مديرة مدرسة متقاعدة.
نشأ المستشار أحمد في منطقة الحلمية الجديدة بالقاهرة، وانتقل مع والده وكل الأسرة إلى حي مصر الجديدة، وسبق له أن فصل في قضايا عدة منها، الإماراتي قاتل فتاة مصر الجديدة، التي تنحى عن نظرها لاستشعار الحرج، كما أخلى سبيل 16 من المتهمين من قيادات الإخوان المحبوسين على ذمة قضية “التنظيم القطبي” في الوقت الذي كانت فيه مصر الرسمية ضد جماعة الإخوان، وكان على رأس أولئك المتهمين د. محمود عزت، نائب مرشد الإخوان.
ولم يخش لومة لائم ونظر قضية بنك مصر إكستريور، المتهم فيها عبدالله طايل، رئيس مجلس الإدارة السابق، و18 آخرون من كبار موظفي البنك ورجال الأعمال بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على المال العام، وغسل الأموال والتزوير، وأصدر فيها أحكاما مشددة، كما نظر القضية المعروفة بـ”قضية الآثار الكبرى”.
كما تنحى عن التحقيق مع المستشارين هشام البسطويسي ومحمود مكي، نائبي رئيس محكمة النقض، بعد أن أحالهما وزير العدل في نظام مبارك ممدوح مرعي للتحقيق بعد أن أكدا تزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
والمستشار أحمد رفعت هو صاحب جملة شهيرة في كل أحكامه دائما ما يكتبها بعد كل حكم ينطق به، وهي “أنا أحكم من خلال الأسانيد والأوراق والبراهين والرأي العام لن يعفيني عند مقابلة رب كريم”، وكذلك “كل القضايا واحدة أمام القضاء”، واشتهر أيضا بمقولة “إحنا على منصة مش على خشبة مسرح “
وسيبلغ المستشار أحمد السبعين من عمره هذا الشهر، إلا أن خدمته في القضاء سوف تنتهى الشهر القادم، والمفاجأة أنه قبل نهاية خدمته بأيام تولى نظر قضية الرئيس السابق حسنى مبارك، وكأنها حكمة إلاهية أراد بها الله أن يختم هذا الرجل حياته القضائية وتاريخه المشرف بأصعب قضية منذ مئة عام، ليدخل التاريخ ويكون اسما وعلامة فارقة يدرسها ويقرأ عنها كل الأجيال القادمة بفخر واعتزاز .
سيرته الذاتية لم يكتب فيها حرفا عن انتمائه لحزب النظام الحاكم او غيره، أو إقامة علاقات وطيدة أو حتى سطحية مع رجال مبارك ورموز حكمه، كما أنها لم تسجل أي علاقة بينه وبين أحد أفراد جهاز أمن الدولة المنحل. خلاصة القول إنه لم يتلق او يخضع يوما لأوامر جهة ملوثة بإفساد الحياة السياسية.