إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وتنقضي سريعا فاضل الله بينها فجعل منها مواسم للخيرات للطاعات فرصة من الله لعباد الله ليزيدوا من الحسنات ويتخلصوا فيها من السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة

وليوم عرفة الفضل العظيم لكثير من الأسباب ففيه ركن الحج العظيم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة» [متفق عليه] ، وفي أيضاً كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يُباهي بأهل عرفات أهل السماء» [رواه أحمد وصحح إسناده الألباني].
ولمن أراد أن يعيد ذكرى أيام العتق في رمضان فعرفة يُعرف بكثرة العتق من النار فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة» [رواه مسلم في الصحيح].
ويا لعظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة» [صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة]
وفي يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن رجلا من اليهود قال: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيداً. قال: أي آية؟ قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا} [سورة المائدة:5]. قال عمر رضي الله عنه: قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة".
وأفضل الدعاء يوم عرفة، وأفضل ما قال صلى الله عليه وسلم والنبيون قبله: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».