منتديات كويك لووك
موضوع بعنوان :انتبهوا جميعا من فضلكم
الكاتب :رحمة


whitmed2_b

الأسرة هى الوحدة الاجتماعية الأهم ، وهى المحضن للأطفال والسكن للزوج والملاذ الآمن والغطاء الواقى والحضن الدافئ للجميع ، وفى قلب هذا الكيان الدافئ الحنون نجد الأم ، فهى فى مركز الدائرة الحنونة والراعية وبدونها لا تكون هناك أسرة وبغيابها تغيب مصطلحات الحب والحنان والدفء والرعاية …… إلخ .
ولذلك إذا حدث اضطراب نفسى لأى فرد من أفراد الأسرة فإن عبء ذلك الاضطراب يقع على الأم مباشرة ، فإذا أصاب الزوج عته الشيخوخة كانت الزوجة هناك ترعى شيخوخته وتتحمل اضطراب سلوكه ، وإذا انحرفت البنت نفسياً أو أخلاقيا نهضت الأم بعبء الستر واللملمة لكيان ابنتها المفتضح المتناثر ، وإذا تورط الابن فى الادمان وقفت الأم فى الصف الأول تتلقى الضربات وتحاول اصلاح ما فات . وقس على هذا أى مريض فى الأسرة أياً كان موقعه يتكئ ويلقى بحمله وأعبائه على الأم فهى التى تسهر وهى التى ترعى وهى التى تنظف وهى التى تستر وهى التى تلملم .
ولكن الكارثة الأكبر تقع حين تتزلزل الأم ويتصدع بنيانها ، أى حين تصاب بمرض نفسى فهنا يهتز المركز وبذلك يصبح البنيان الأسرى بأكمله معرض للتناثر حيث أن القوة الضامة الرابطة ممثلة فى الأم قد اهتزت . فكيف نتخيل حال الأسرة وقد أصيبت الأم بالفصام (الشيزوفرينيا) واضطربت بصيرتها واختل حكمها على الأمور وتشوه ادراكها . كيف فى هذه الحالة ترعى أطفالها وتلبى احتياجات زوجها . كيف نتخيل حال الأسرة وقد اصيبت الأم بالاكتئاب الذى يجعلها عاجزة عن فعل أى شئ لنفسها فضلاً عن غيرها ويجعلها كارهة كل شئ حتى نفسها وأطفالها وزوجها بعد أن كانت هى منبع الحب والحنان . ولذلك فإصابة الأم بالمرض النفسى يعتبر بكل المقاييس كارثة متعددة الأبعاد تستدعى رعايتها فى المقام الأول وبسرعة وفاعلية ثم رعاية أفراد أسرتها الذين وافتقدوا الحضن ، وافتقدوا الضم ، وافتقدوا الرعاية ، وافتقدوا القلب ، فإصابة الأم بالمرض النفسى هى اصابة فى القلب وفى الروح بالنسبة للاسرة .


من يوافق على هذا ومن يرفضه ولماذا ؟