منتديات كويك لووك
موضوع بعنوان :التسامح...يصنع المعجزات
الكاتب :rose


عندما نبحث جيدا فى أعماق كلمة "التسامح" لن نستطيع أن نحصر المقاصد منها فهى ليست مجرد كلمة و لكن لها سبب و لها أيضا نتيجة .. فما هو التسامح ، و لماذا نسامح ؟ و ما نتيجة التسامح ؟

إستطاع الكاتب جيرالد ج.جامبولسكي أن يجيب بشكل مبسط عن كل التساؤلات التى من الممكن أن تدور فى أذهاننا عندما نسمع هذه الكلمة و ذلك من خلال كتاب قام بنشره تحت عنوان" التسامح أعظم علاج علي الإطلاق" Forgiveness the greatest healer of all
و فى إطار إجتماع العالم بأجمعه للدعوة إلى التسامح دعونا نتجول فى أبرز القصص التى رواها الكاتب عن التسامح ....

القصة الأولى :

"قامت سيدة من سويسرا بالتبرع بكامل ثروتها إلى الجمعيات الخيرية وهي في الثلاثة والتسعين من عمرها وكان لديها لوحة من القرن الثالث عشر قررت أن تهديها لمؤلف الكتاب جيري جامبولسكي واتصلت به من خلال صديق لها من الولايات المتحدة وقد عرف المؤلف أن هذه السيدة بعد موت زوجها منذ عدة سنوات أصبحت سيدة عجوز قاسية وغريبة وكان التعامل معها صعبا وكانت دائما ما تضايق الآخرين وتدخل معهم في جدال وعندما بلغت الخامسة والثمانين أعطاها صديق نسخة من كتاب "الحب يبدد الخوف "
أصبح الكتاب هو شغل السيدة وسرعان ما بدأت تسامح كل أولئك الذين شعرت بأنهم أذوها في حياتها وقد سامحت نفسها علي السلوك الذي شعرت انه تسبب في أن يشعر الآخرين بالألم وتغيرت حياتها علي نحو عجيب فلم تعد قاسية أو غريبة الأطوار بل أصبحت خالية من الهموم وأشد ما تكون مرحا عن حياتها من قبل ولتحتفل بهذا التحول فغيرت اسمها إلى هابي "أي سعيدة".
وقد قامت هابي بترجمة ونشر كتاب "الحب يبدد الخوف" إلى اللغة الفرنسية قبل أعوام دون أن يعلم المؤلف قبل مقابلتها.
وقام المؤلف بزيارة هابي هو وزوجته في سويسرا وقد مضوا معها ثلاثة أيام وقال المؤلف انه يمكن القول أنها تحيا بكل ما يحويه اسمها من معني فقد كانت واحدة من أكثر الشخصيات التي قابلتها حبا للسعادة والسلام للناس.
وعندما سألها المؤلف عن سر التغيير الإيجابي في حياتها قالت" أنها تخلت عن كل آرائها" عاد المؤلف وزوجته إلى بلادهم وبعد ثلاثة أسابيع تلقوا مكالمة تنعي لهم أن هابي قد ماتت علي فراشها بسلام كما تنبأت لنفسها.
وإلي يومنا هذا والمؤلف يفكر في قصة هابي وكيف تحولت حياتها من خلال التسامح وانه في غاية الامتنان لإتاحة الفرصة لمقابلة هذه السيدة وستظل هذه السيدة دائما وأبدا النموذج المثالي وتذكرنا دائما بأننا لن نبلغ من العمر ما يمعننا من التغيير".


القصة الثانية :
"التسامح يوحي بالمعجزات"

نقلا عن كتاب "معجزات صغري:مفارقات عجيبة من حياتنا اليومية"للمؤلف بيتا هالبرتسنام وجوديث ليفنثال يروى لنا جيرالد قصة عن التسامح والمعجزات :

" هناك شاب يدعي جوي يبلغ من العمر تسع عشر عاما ترك منزله وتمرد علي أبيه وقد ضاق به والده بشدة وهدده بأنه سوف يتبرأ من نسبه ما لم يغير ما بعقله وبالرغم من ذلك لم يغير من رأيه وتقطعت الاواصر بين الأب والابن وقد هام الابن حول العالم ليبحث عن حقيقة نفسه وقد وقع في حب سيدة رائعة وبعد مرور فترة من الوقت أحس أن لحياته معني وهدف.
وبعد عدة أعوام وذات يوم في إحدى مقاهي قابل صديق له الذي قال له "آسفا جد لسماعه وفاة أبيه الشهر الماضي" وذهل جوي فقد كان لأول مرة يسمع هذا النبأ فعاد إلى منزله واكتشف جذوره الدينية وانفصل عن خطيبته وبعد قضاء فترة قصيرة في البيت قرر أن يكتب رسالة إلى والده يعبر فيها عن حبه الشديد له ويطلب منه السماح.
وبعد إن كتب الرسالة طواها وحاول وضعها في إحدى فجوات الحائط وفي أثناء ذلك سقطت أمامه رسالة أخرى مطوية واستقرت أمامه فانحني والتقطها وبدافع الفضول قام بفتح الرسالة ولم يكن خط اليد غريبا عليه فقراها ولدهشته فقد كانت رسالة من أبيه يطلب منه أن يسامحه لأنه تبرأ من ولده ويعبر عن حبه العميق وغير المشروط الذي يكنه لجوي.
وأصابت جوي صدمة شديدة وكيف يمكن أن يحدث ذلك لقد كانت معجزة ورغم صعوبة تصديق ذلك لكن ذلك قد حدث فعلا فقد كانت رسالة مكتوبة بخط يد والده ويعد ذلك دليلا لا يقبل الجدل بان ذلك ليس بحلم ".


[/size]
القصة الثالثة :

يقول المؤلف لقد تناولنا العشاء مع سيدة وصفت نفسها بامرأة تائبة وأنبأتني بأنها نشأت في دار أيتام ولم تزل تشعر بالغضب من جراء تلك التجربة المريرة ووجدت نفسها تعيش دور الضحية وهي تشعر بالأسى ورثاء لحالها واكتشفت أنها كانت سجينة غضبها من جراء حرمانها من والدتها وأصبح الغضب بدلا من إن يحميها من الماضي سجانها الذي يتسبب لها في استدعاء الماضي وباتت تشعر بالغضب كلما سمعت كلمة الدين أو الله لاعتقادها أنهما السبب في معاناتها.
ولكنها اكتشفت في العاميين الماضيين طريقا روحيا أصبحت مدركة بصورة متزايدة كيف إنها تحاملت في إلقاء اللوم علي الدين والله بسبب شعورها بالعزلة والعذاب.
لقد أبدت قدرا من التسامح وأنها تشعر كل يوم بتحرر أكبر من الألم والسخط اللذين لازماها في الماضي وتألق بريق في عينيها لم يبد فيهما من قبل فها هي تبدأ بالشعور بالسعادة بل بالبهجة للمرة الأولي ولم تعد تلقي اللوم علي والديها ودار العبادة كلما مرت به وشرعت في التخلص من كل مشاعر الألم التي كبلتها.
ولقد وأدركت في النهاية أن أفكارها فقط هي التي سببت لها العذاب وأن التسامح قد اخذ بيدها فعلا إلى طريق الحرية.

القصة الرابعة :

يقول جيرالد لقد قابلت امرأة رائعة تدعي ميني تعمل في مصنع في هاواي عمرها 81 عاما ولا تستطيع الكف عن البكاء منذ عاميين وبدا ذلك منذ وفاة ابنها عن عمر يناهز 45 عاما حيث تشعر بالاكئتاب والعزلة منذ ذلك الحين وقبل البدء في العلاج النفسي مع ميني نصحها شخص بالتوقف عن البكاء وبعد سماع هذا الكلمات همس صوت من قلبي بما أفضى به إلى ميني أولا ذكرتها إنني طبيب وقلت لها إنني سوف اكتب لها وصفة طبية أخذت ورقتي وكتبت فيها "انه من المفيد لك أن تبكي قدر ما تستطيعين لتشعري بالراحة في حياتك"
وملأت الابتسامة وجهها وشاركتها اعتقادي وايماني الشخصي بانه لا يوجد نص مكتوب ما يدلنا علي كيفية مواجهة الحزن.
ولقد أحست ميني بتحسن واضح وكان هناك شخص في نفس عمر ابنها وسالت هذا الشخص هل يتطوع في أداء دور ابن هذه السيدة فوافق وأوضحت لميني أن بإمكانها أن تطوع خيالها لتتصور أن هذا الشخص ابنها عشرة دقائق ووافقت وسألتها أساخطة أنت لموت ابنها فقالت نعم بالفعل ثم أخذت تنفس عن هذا السخط التي تتملكها.
وقمت بتدريب الشخص الذي يدعي براد علي ما سيقوله لها من انه بخير وانه معها بروحها وقال انه ليس من الضروري أن يكون لنا وجود جسدي لكي نتبادل الأفكار حيث أن عقولنا نتواصل حتى بدون الوجود الجسدي واستمر بأننا نشعر بالسعادة عندما تتسامى أرواحنا إلى الله وطمأن ميني أنها لن تكون وحيدة لأن بإمكانها أن تختبر وجوده بين يدي الله متي شاءت وتوقف ميني عن البكاء وشعرت بالتحسن وأحست إنها أزالت من علي عاتقها هذا الثقل الكبير وشعرت بالابتهاج والمرح، لم يكن مجرد درس رائع في قوة التسامح أو العفو فحسب بل تأكيد آخر علي أن العطاء هو أخذ في حقيقة الأمر.


القصة الخامسة:

تعرض الكاتب فى هذا الفصل إلى التسامح في حياتنا العملية وأعطى هذا المثال :
دعيت لالقاء محاضرة في كندا وكانت المديرة التنفيذية للمنظمة التي أتحدث فيها مصابة بنوبة حادة في المرارة وتعاني ألما شديدا وغير قادرة علي الحضور وفي الواقع طريحة الفراش في المستشفي في انتظار جراحة .
واثناء حديث معها قالت إنها كانت تعمل عند مكتب طبيب لمدة خمسة عشر عاما وقبل ستة أشهر طلب منها الطبيب أن تغير بعض الصور الزيتية التي رسمتها شقيقته وتعلق غيرها جديدة وقد كانت هذه الأخبار طيبة لماري التي لا تفضل هذه الصور ولكنها لم تحظ بذلك طويلا إذا اضطرت إلى تعليقهم مرة أخرى وكانت في شدة الغضب لتدخل شقيقة الطبيب في ترتيب المكان وحتى وقت حديثنا لم تقارن ماري بين هذه الوقائع وغضبها ونوبة المرارة وفجأة اكتشفت الترابط وقالت أنها ودت لو تتعامل مع غضبها ولكن لم ترغب في إن تستمر فيه وبدأت عمليات التدريب علي التسامح فزال الألم في عشرين دقيقة وحضرت المحاضرة في اليوم التالي وفي المحاضرة شاركت ماري بقصتها وكيف تم الربط بين نوبة المرارة وغضبها وكيف حررها التسامح من الألم الذي مرت به وفي الأسابيع التالية للمحاضرة صفحت عن صاحب العمل وعادت للعمل معه.
ويضيف المؤلف قد يكون من المفيد لنا أن نتحلي في حياتنا العملية بالتسامح الذي هو طوع أرادتنا وقتما نستشعر الحاجة إليه.
وقد يساعدك أن تتذكر إن ذلك الدواء الذي تتناوله في كوب من الماء هو نوع خاص من الأدوية وفي أثناء تلك الدقائق العشر التي يبدأ فيها مفعول الدواء تنسي كل الذكريات المؤلمة الماضية وتتذكر فقط كل ذكريات الحب.
وبالتركيز علي ذكريات هذا الحب يشعر البعض بالسلام والسعادة يعايشونهما في اللحظة الحالية ولا يهم أين تكون وتذكر أن التسامح يمنحك صفاء الذهن وكل شئ تتمناه أنه الإكسير الذي يمنحك النضج ويقودك الي اليقين بالخالق.


القصة السادسة :

[size=3]أيضا لابد من وجود التسامح في أوقات الأزمات والكوارث:

ففي عام 1987 ضرب زلزال مدمر مدينة سان فرانسيسكو وفقد العديد من الناس منازلهم وانتقلت أسرة واحدة فقدت منزلها عبر الخليج إلي هضاب (الاوكلاند) وبعد سنوات قليلة اندلع حريق هائل في هذه المنطقة وانهار منزلها مرة ثانية.
انه لمن اليسير علي أي فرد أن يشعر بأنه ضحية ويستحق الشفقة لمعاناته مثل الكوارث ولكن كانت تلك الأسرة علي خلاف ذلك فقد تسامت بمشاعرها وعفت عما أصابها في حياتها وأدركت أن ما وقع ما لم يكن لها حيلة فيه وبالرغم من أداركهما أنها ضحية فقد واصلت حياتها.
ونادرا ما ينقضي أسبوع دون أن تسبب الكوارث الطبيعية في مكان ما من عالمنا في إلحاق آذى كبير للناس وربما شعرت اسر عديدة بكونها ضحايا وواصلت شكواها طيلت حياتها.

ولم يغفل الكاتب بعض الشخصيات المشهورة التى دائما ما اتسمت بالتسامح :

ويقول إن السيرة الذاتية لحياة كل من أنور السادات وغاندي ومارتن لوثر ونيلسون مانديلا وباقة من الشخصيات الأخرى تطلعنا علي أنهم وجدوا طريقهم للتسامح في أثناء وجودهم بالسجن لقد تبينوا وقدروا مشاعر الألم والغضب والرغبة في الثار ولقد ساعدهم هذا التسامح في نقل هذه المشاعر إلى عوامل إيجابية للتغير عندما يخرجون في النهاية من هذا السجن.
ويوضح لنا التاريخ بان تسامحهم لم يكن يعني صفحهم عن هؤلاء الذين أدخلوهم السجن وسرعان ما أدركوا أن السجن الحقيقي إنما هو في عقولهم عندما تمتلئ بالخوف والغضب والشعور بالظلم وواكبوا هذه المشاعر للبدء في إحدى التغيرات التي ناضلوا من أجلها.